|
أحد المصورین الحاضرین یروی تفاصیل الحادث للوفاق
حادث اهواز الإرهابی… جریمة تأبی النسیان
فی الـ 22 من سبتمبر لعام 2018، قام ارهابیون بإطلاق النار على عرض عسکری فی مدینة أهواز بمناسبة ذکرى بدایة الحرب العراقیة الإیرانیة.
أسفر الهجوم عن استشهاد 25 شخصا وجرح 60 آخرین من المدنیین والقوات العسکریة. أعلنت "حرکة النضال " الارهابیة مسؤولیتها عن هذا الهجوم على لسان یعقوب حرّ التستری مسؤولیة الحرکة عن الهجوم فی تعلیقاته على التلفزیون المعارض إنترنشنال الذی یتخذ من المملکة المتحدة مقرّاً له.
وقال إن جماعته "لیس لدیها خیار سوى المقاومة". فیما نفى بیان على موقع ASMLA الإلکترونی المنتسب للحرکة المسؤولیة عن الهجوم.
وزعمت وکالة أعماق للأنباء أن داعش هو المسؤول ونشرت أشرطة فیدیو لثلاثة رجال یناقشون الهجوم القادم. اثنین تحدثا بالعربیة وتحدث واحد منهم بالفارسیة.
فی الاول من اکتوبر من نفس العام استهدفت القوة الجوفضائیة لحرس الثورة الإسلامیة بستة صواریخ بالیستیة أرض – أرض مقرات لجماعات إرهابیة فی مدینة البوکمال شرقی الفرات بسوریا ضمن عملیة "ضربة محرم" وذلک انتقاما لهجوم أهواز،بعدما تأکدت ان داعش هو من قام بهذه العملیة الارهابیة.
کما قامت سبع طائرات قتالیة من دون طیار بقصف مواقع الجماعات فی شرق سوریا بعد الضربة الصاروخیة. نفذ حرس الثورة الإسلامیة العملیة الساعة الثانیة بعد منتصف اللیل بالتوقیت المحلی من محافظة کرمانشاه بصواریخ بالیستیة أرض-أرض من طراز ذو الفقار مداها 700 کم وقیام التی مداها 800 کم. وقال الحرس الثوری، فی بیان أنّه استهدف "جماعات إرهابیة وتکفیریة من تنظیم داعش فی شرق الفرات"، ردا على هجوم أهواز. وأضاف أن «العملیة أدت إلى مقتل وجرح عدد کبیر من عناصر وقیادیی تلک الجماعات الإرهابیة،بالإضافة إلى تدمیر بناها التحتیة ومخازنها للعتاد والسلاح.
وفیما یخص ردود الفعل على الضربة الجبانة التی قامت بها المجامیع الارهابیة على اهواز فقد کتب قائد الثورة الاسلامیة الامام الخامنئی بموقعه على الإنترنت: "هذه الجریمة هی استمرار لمؤامرات دول المنطقة التی هی دمى للولایات المتحدة، وهدفها هو خلق حالة من عدم الأمان فی بلدنا العزیز".
کما دعا قوات الأمن إلى تقدیم المسؤولین إلى العدالة. واستدعت وزارة الخارجیة الإیرانیة سفیرین من هولندا والدنمارک و القائم بالاعمال البریطانی احتجاجاً على إقامة بعض أعضاء جماعة النضال فی هذه الدول.
کما طلبت من حکومات هولندا والمملکة المتحدة والدنمارک "إدانة الهجوم وتسلیم الأشخاص المرتبطین به إلى إیران لیتم محاکمتهم".
فی 14 من سبتمبر، استدعت وزارة الخارجیة الإیرانیة القائم بالأعمال لدولة الإمارات العربیة المتحدة فی إیران على تغریدة أدلى بها الإماراتی عبد الخالق عبد الله حول الهجوم الذی قال: "إن الهجوم العسکری ضد هدف عسکری لیس عملاً إرهابیاً ونقل المعرکة إلى الجانب الإیرانی هو خیار معلَن".
وقالت وزارة الخارجیة الإیرانیة، إن تصریحات عبد الله غیر مسؤولة وغیر مفهومة و یمکن أن تحمّل أبو ظبی المسؤولیة.
الی ذلک قدم الرئیس الروسی فلادیمیر بوتین تعازیه إلى نظیره الإیرانی حسن روحانی، کما أدان السفیر البریطانی فی إیران راب مک کر الهجوم وأرسل تعازی شعبه إلى أسر الضحایا، وأدانت وزارة الخارجیة السوریة بشدة الهجوم وحذرت أولئک الذین یمولون الإرهاب فی المنطقة.
بدورها أدانت باکستان الهجوم من خلال المتحدث باسم مکتب الخارجیة محمد فیصل.
وحضر الآلاف من اهالی خوزستان جنازة الشهداء فی 24 من سبتمبر بالقرب من "حسینیة ثار الله" فی أهواز. ولوح البعض بالأعلام الإیرانیة وحملوا صورا للضحایا.
رغم الرد الایرانی المزلزل علی داعش واعتقال الضالعین فی حادث اهواز الارهابی ، الا ان الألم الذی ترکته الجماعات التکفیریة والارهابیة التی تمولها بعض دول الخلیج الفارسی وعلی رأسها السعودیة والإمارات، مازال فی القلوب ولم یتعاف بعد وازدادت قلوب الایرانیین الما عندما استشهد العمید سلیمانی قائد فیلق القدس فی مطار بغداد.والذی توعدت ایران الاخذ بثاره من خلال اغتیال من تآمروا علی استشهاده عاجلاً ام آجلاً.
حادث أهواز الارهابی وأحلام أمریکا للمنطقة وایران
الأسماء مختلفة لکن الهدف واحد وهو تدمیر وتمزیق الدول والحضارات وضرب البنى التحتیة فیها والأهم من ذلک ما یخلف من قتلى وجرحى وملایین
من النازحین.
نعم، الأسماء مختلفة لکن الهدف واحد وهو بلقنة الدول وأفغنة المنطقة من ایران الى لیبیا ومرورا بالیمن وسوریا. الارهابیون یحملون اسماء وعناوین مختلفة لکن طبیعة ارهابهم لا تختلف لما یستخدمون السلاح والإغتیال من اجل تحقیق اهدافهم الطائفیة او القومیة.
القوى الاجنبیة شارکت فی تدمیر هذه الدول من خلال دعمها للجماعات الارهابیة والانفصالیة بینما شعوبها کانت متعطشة للعدالة والحریة وترسیخ مفهوم التعددیة سیاسیا وثقافیا ولیس تطبیق مشروع البلقنة والتقسیم، الامر الذی لم یدرکه دعاة الانفصال والتقسیم وداعمیهم الاقلیمیین لحد الآن.
وما حدث فی الـ 22 من سبتمبر لعام 2018 فی مدینة أهواز من استهداف ابناء الشعب الایرانی من المدنیین والعسکریین أظهر مرة أخرى حقیقة بعض الدول التی تتشدق بالدفاع عن حقوق الاقلیات والطوائف فی ایران وما تضمره من حقد بحق الشعب الایرانی. العملیات الغادرة التی حاولت تعکیر صفو الشعب الایرانی لم تتمکن من تحقیق مآربها بل تحولت الى مشهد تلاحم بین القوات العسکریة وحشود الشعب المتواجدة فی میدان الاستعراض العسکری حیث التقط المصورون صور خالدة عن تضحیة الجنود فی حمایة المدنیین من النساء والأطفال. والشعب الإیرانی الأبی بانسجامه وطرده لفلول الإرهاب والإنفصال بعد انتصار الثورة الاسلامیة أثبت مرارا وکرارا انه لن یسمح للاعداء العبث بأمنه واستقراره واختطاف ثمرة دماء شهدائه ولن یعطی فرصة لأمریکا وأداتها الاقلیمیة وبعض الدول العربیة الرجعیة ان تحقق احلامها فی اضعاف وتقسیم البلاد لانه لن ینسى ما قاله الملک السعودی السابق عبدالله بن عبدالعزیز للأمریکان محرضاً ایاهم بـ "قطع رأس الأفعى" أی ضرب ایران خشیة من تزاید نفوذ ایران فی المنطقة ولاسیما فی العراق المجاور.
تاریخ تعامل هذه الدول العربیة الرجعیة مع ایران بین یدی الشعب من استهداف الحجاج الایرانیین وإطلاق النار علیهم عام 1987 الى تصریحات الأمیر الصبی المتهور محمد بن سلمان والذی تشدق وتوعد بنقل المعرکة الى داخل ایران الا ان هذه المحاولات لیست سوى اضغاث أحلام لن تنجح على ارض الواقع.
ایران الیوم تواجه حربا اقتصادیة شاملة شنتها الولایات المتحدة بالتآمر مع حلفائها فی السعودیة والامارات واسرائیل بهدف تغییر النظام اولا ومن ثم تقسیم ایران لدویلات قومیة وطائفیة على غرار مخططاتهم الفاشلة لسوریا والعراق متناسیاً أن ایران هی التی وقفت فی وجه مؤامرة تجزئة الدول فی المنطقة من خلال رفض استقلال کردستان وأی خطوة لتقسیم العراق الشقیق والمشارکة فی دحر الإرهاب الداعشی الذی کان یحلم باقامة امارات وهابیة فی سوریا.
بالنسبة لدول القزم التی ترید دورا أکبر من حجمها ایران دولة کبیرة من حیث المساحة الجغرافیة وعدد السکان ما جعلها قوة اقلیمیة لا یستهان بها ولهذا لا تالو هذه الانظمة الرجعیة جهدا لاضعاف دور ایران الاقلیمی من خلال خلق مشاکل اقتصادیة وأمنیة داخلیة للجمهوریة الاسلامیة ووفقا للمعلومات المتواردة قد خصصت میزانیة ضخمة لتحقیق مآربها الخبیثة.
اما المجموعات الانفصالیة التی شکلت بتمویل خلیجی ودعم امریکی لم تکتف بهذا المستوى من الدناءة والارتزاق بل طلبت من اسرائیل مساندة مالیة وعسکریة للاخلال فی أمن دولة عریقة مثل ایران وقتل المدنیین الأبریاء متناسین ان هذا الشعب بمختلف شرائحه من الفارسی الى العربی والترکی وغیرهم استلهم دروسا هامة من التاریخ ولم ولن یخضع لمخططات تقسیمیة اجنبیة مشبوهة لا تصب الا فی مصلحة الاعداء.
رغم ان سیاسات الادارات الامریکیة ومواقف المسؤولین المتطرفین فیها، جعلت بعض الدول ان تتوهم انها قادرة على تقویض النفوذ الایرانی فی المنطقة الا ان الأقزام السیاسیین فی هذه الدول لا یستوعبون خدعة أمریکا فی خلق الازمات المفتعلة وتحشید الأنظمة لبیع السلاح وحلب ثروات الشعوب وبث الخلافات واثارة النزاعات ولا تختلف معها ای دولة تکون ضحیتها؛ بالأمس العراق وسوریا والیوم تستهدف ایران وغدا سیحین دور دول الخلیج الفارسی بعد ان جف ضرعها ولم یعد تعطی الدولارات والذهب.
اما ایران بمقاومتها والاعتماد على شعبها قررت الا ترضخ لمطالب امریکا والا تکون اداة للقوى الکبرى وعقدت عزمها أن تکون قوة مستقلة وتلعب دورها الفاعل کمرساة للاستقرار فی منطقة متأزمة رغم انها دفعت ومازالت تدفع ثمن هذا القرار وحادث أهواز الارهابی جاء فی هذا السیاق الا انه زاد من تلاحم الشعب حیث وحد صفوف المجتمع الایرانی فی حمایة ابنائه العسکریین امام ای تطاول کما انکشف وجه دعاة الانفصالیة وتبینت حقیقة مشاریعهم الدمویة.
شاهد عیان یروی للوفاق، ما شاهده اثناء الهجوم الارهابی
للوقوف علی تفاصیل الهجوم الارهابی فی اهواز، التقت الوفاق بامیر سمیع - احد مصوری قسم الاخبار بقناة خوزستان، الذی کان حاضرا فی الإستعراض اثناء الهجوم، حیث شاهد أبعاد المأساة واستطاع نقل اللحظات المؤلمة لهذا الحادث الإرهابی من خلال عدسة الکامیرا، فأجرت "الوفاق" حوراً معه، وفیما یلی نص
الحوار:
هل لک ان تشرح لنا تفاصیل الهجوم الارهابی؟
تحیة طیبة لکم وأشکرکم علی اتاحتکم الفرصة لی لبیان ما شاهدته فی ذلک الیوم الألیم. نعم تلقت قناة خوزستان قبل یوم من بدء اسبوع الدفاع المقدس دعوة من القوات المسلحة، لتغطیة الاستعراض العسکری السنوی الذی یقام بهذه المناسبة فی اهواز. فقد لبّی قسم الاخبار الدعوة وحضرنا بمعیة حشد من المراسلین والمصورین منذ الصباح الباکر لذلک الیوم. حیث قمنا ببدء عملنا بعد انطلاق الاستعراض فی الساعة 8:30 صباحاً.
بعد نصف ساعة من بدء الاستعراض العسکری، سمعنا اطلاق عیارات ناریة، فی الوهلة الاولی، اعتقدنا أن صوت إطلاق النار کان مرتبطاً بالاستعراض. ولکن بعد لحظات، ومع رد فعل الحراس الشخصیین للمسؤولین والجیش الحاضرین فی الحفل، أدرکنا ان اطلاق النار هو عمل ارهابی.
توترت الأجواء بشدة، لکننی وباقی زملائی المصورین والصحفیین بقینا لتسجیل الهجوم المأساوی، حیث اصیب اثنان من زملائی المصورین أثناء تأدیة واجبهم الإخباری.
أین حدث الهجوم وکم عدد الارهابیین الذین نفذوا الهجوم؟
الاستعراض العسکری اجری فی طریق القدس، المحاط بمنازل قوات الجیش وبالقرب من حدیقة کبیرة فی تلک المنطقة، حیث دخل الإرهابیون هذه الحدیقة التی کانت خلف منصة اقامة المسؤولین والشخصیات، وعلى یسار المکان المخصص للناس العادیین، والذی کان معظمهم من عوائل العسکریین الحاضرین
فی الحفل.
استمر هذا الحادث قرابة 10 دقائق وخلال هذا الوقت کان معظم الصحفیین إما یلتقطون الصور أو یصورون، وأنا شخصیاً لم أر أی من الزملاء هربوا من مکان الحادث وقاموا بواجبهم فی هذا المجال.
الارهابیون الذین فتحوا النار علی الناس کانوا 4 اشخاص، أحدهم کان فی المنصة الخاصة لمضحی الحرب المفروضة، وشرع بإطلاق النار بعد بدء العملیة.
منفذوا الهجوم الإرهابی، اختبأوا قبل یوم من الحادث فی مبنى قید الإعمار، قرب محل العرض العسکری، ثلاثة من الإرهابیین کانوا یحملون حقائب فیها مخازن متفجرة، الهدف منها استهداف موقع العرض.
تم اسر اثنین من الإرهابیین، کانت لدیهما أفکار تکفیریة وقد قتل شقیقهم الثالث فی تفجیرٍ انتحاری فی سوریا، فیما کانت زوجة اخیهم فی سوریا أیضاً الإرهابی الذی اصیب اثناء الهجوم علی الاستعراض العسکری، هلک فی المستشفی، لم یجب علی ای سؤال.
کم کان یبعد الارهابیون عنک وباقی زملائک الصحفیین؟
کنا نقوم بعملنا مقابل المنصة و بجانبنا جندی کان یرتدی أیضاً زیا عسکریا، عندما استلقى الجندی فجأة على الأرض، شعرت أنا وزملائی أنه قفز على الأرض لتجنب إصابته برصاصة، لکن فجأة لاحظنا أنه کان ینزف وأنه أصیب بجروح، وقد تبین انه احد الارهابیین. فور سماع اطلاق النار تم إغلاق الشارع بأکمله حیث قام ضباط الجیش والحرس، بقنص الارهابیین واحدا بعد واحد وقاموا بمساعدة الضحایا وادخالهم المنازل الواقعة بالقرب من الاستعراض
العسکری. حیث عادت الأوضاع الی طبیعتها بعد الهجوم بدقائق لکن جثث الشهداء والمصابین الذین وصل عددهم الی 24 شهیدا و 69 جریحا، ملأت الشارع.
|
|
تعليقات القراء:
|