المنهجية القرآنية في الحوار مع الآخرين

السيد حسين بدر الدين الحوثي نموذجاً

إعداد: محمد محسن الحوثي

شعورهم بأنهم بحاجة إلى هذا، وبحاجة إلى معرفة هذا، فيكونون أقرب إلى أن يعرفوه، وتكون معرفتهم هذه بالشكل الذي يستطيعون أن يستفيدوا من خلال معرفتهم له، فتنموا معرفتهم في نفس الوقت، أما مجرد أنك تريد تعرف كل شيء، كل شيء في شهر واحد هذا لا يحصل، ولا للأنبياء أنفسهم لماذا؟ لأنه ليست هذه الطريقة الطبيعية للمعرفة، هي مسيرة هادفة تعقلية تتحرك في تسلسل منطقي من الأعم إلى الأخص، ومن الأبسط إلى الأعقد، سواء في طرح المسائل أو في القضايا أو المشاكل المعمقة أو في الإشكاليات أو الظواهر المدروسة، وحينما تقول «مسألة» نعني بها مجرد تساؤلات مطروحة.
معرفة الآخر: يقول الشهيد القائد: «قضية هامة يجب أن تعرف أنت الطرف الآخر حتى تفهم بأنه ليس بالشكل الذي تطمع فيه فيكون طمعك فيه بالشكل الذي يجعلك تقدم تنازلات تتنافى مع ما يجب أن تكون عليه من التسليم لله ، واقتناع بمن هم متبعون لك في طريق التسليم لله أعني هذه القضية قد يحصل فيها أخطاء كبيرة ، هذه قضية هامة أن تعرف الطرف الآخر».
عدم الشخصنة في الحوار مع الآخر: يقول الشهيد القائد حول هذا الموضوع:  وأن يكون عندك روح أن تهدي، أن ترشد، لا أن تقهر الآخر، لا أن تغلب لا أن تبين ضعفه أمام الناس، لا تكن هذه عندك على الإطلاق. يكون عندك هدى، أن تهدي، أن ترشد. نبي الله موسى ذهب إلى فرعون وهو حريص على أن يهتدي! ألم يقل له : «فَقُل هَل لَّكَ إِلى أَن تَزَكَى وَأَهْدِيكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخشى»؟ هنا هو يدعوه إلى الهدى، يحب أن يهتدي.. تنطلق بروح دعوة إصلاح حرص على هدى . حرص على هدى للطرف الآخر، لا تكن هنا تؤهل نفسك على أساس أنك تسير تناظر الناس، ومناظرة لمجرد المناظرة، وجدل لمجرد الجدل، لا، أسلوب دعوة، وتسلك طريقته هو، وتحمل نفس المشاعر التي يريد أن. تحملها، يكون عندك حب شديد لهداية الناس عندك حرص على هداية الناس.. عندما تناظر، عندما تناظر لاحظ القرآن الكريم كيف قدم المسألة، تكون بالشكل الذي الطرف الآخر ما يلمس انك تجذبه إليك شخصياً، شخصياً، أنك تدعوه إلى الله، وطريقة إلى الله هكذا . وهذه قضية في القرآن بشكل عجيب ظهرت مع رسول الله(ص) وطريقة من طرق أنبيائه سلكوها، وهذه هي الطريقة الناجحة؛ لاحظ عندما أضاع المسلمون هذه الطريقة أصبح المعتزلي يناظر الأشعري، وأصبح الزيدي يناظر كذا، طوائف وكل واحد مشتد هو يعرف أن اسمه الطائفة الفلانية، وقد هو عارف تلك الطائفة، وفي ثقافته قليل يعقده. عليها، هو عارف أنك تريد تسحبه إليك أنت يصبح معتزلي، أو يصبح شيعي، وما هو مستعد، كلما تقدم لـه مـن حوار هو يحاول كيف يجوب عليك، كيف يبطل كلامك، كيف يعمل أشياء تخلصه! وجلسوا يتناظرون، يتناظرون ما انتهوا، لا أحد جر هذا إليه، ولا أحد دخل في هذا المذهب، ولا احد دخل في هذا المذهب! هذا أسلوب خاطئ، أسلوب خاطئ .. الأسلوب الذي ظهر من سيرة الأنبياء صلوات الله عليهم والأنبياء طريقتهم من أرقى الطرق في مجال الدعوة الأنبياء طريقتهم من أجمل وأدق الطرق طرق الدعوة وأساليبها؛ لأنهم أشخاص اصطفاهم الله وأكملهم لهذه المهمة، تجدهم لا يقدم نفسه شخصياً، هو شخصياً، يدعوهم إلى الله، إلى الله، إلى الله، وعندما يحاولوا هـم أن يفهموا القضية شخصية يذكر أن ما القضية شخصية.. تجد القرآن الكريم في هذا الإطار «قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن تَحْنُ إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده»؛ ما القرآن يأتي بهذا المنطق؟ يقول: ما أنا إلا بشر، إن نحن إلا بشر مثلكم يقول: أنا شخصياً لست إلا بشر مثلك، لكن المسألة هي هكذا علي وعليك، هو دعوة لي ولك، هو طريقة ترسم لي ولك، نسير عليها
جميعاً إلى الله.
يُتبع...

البحث
الأرشيف التاريخي