رسالة من نساء إيران إلى النساء الصابرات والمقاومات في لبنان

بسم الله الرحمن الرحيم
«وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا» (الإسراء/ 4-5).
كم هو قاسٍ على جبهة الباطل والشيطان أن تتلقّى غضب الله وقهره؛ بينما تتنعّم جبهة الحق والشهداء برحمة الله في الأبدية، وسينتصر يوماً أنصار الحق على الصهاينة بنصر الله وبجهاد وتضحية أبناء المقاومة الإسلامية، إن شاء الله.
إنّ الزمان والمكان عاجزان عن وصف الفراق والصبر واللوعة على الأحبة؛ لكن قلوب أتباع آل الله وعمق إيمانهم هم مَن يجعلون من تاريخ الأمّة الإسلامية المشحون بالعبر، مشعلاً يضيء طريق الحق ويمنع اليأس والحزن عن قلوب المقاومين.. ففي ذلك اليوم الذي بدت فيه رايات الحق وكأنها قد سقطت في جبهة الإمام الحسين(ع)، وأسرَ آلُ الله بقيود الحقد والكراهية والجهل، كانت زينب(س) هي التي حملت راية الحق، بقلب مفعم بالأسى والألم؛ لكنها واجهت بشجاعة حيدرية وبخطب فاطمية، مؤسِّسةً أدب المقاومة لكل النساء الحرائر في العالم، ومثلاً أعلى للصبر والثبات.
كانت عزّتها وصمودها وتضحياتها، إلى جانب نساء وبنات أهل البيت(ع)، في أشدّ الأوقات سواداً، تفيض بمعاني الإرادة والعزم والإيمان الخالص، لترسم دستوراً لنساء المقاومة.. فخلف كل ثورة وإرادة للصمود والمطالبة بالحق، هناك نساء بصيرات حكيمات يزينّ أنفسهنّ بصبر يستمد الرجال الشجعان منه قوتهم.
تحية لكم يا نساء المقاومة والتضحية في لبنان العزيز، اللاتي وقفتنّ بصبر وشجاعة في الخطوط الأمامية لمواجهة الشيطان الأكبر والصهيونية المجرمة لسنوات عديدة.
تحية لكنَّ على وقوفكنّ ثابتات على الرغم من الآلام والجراح، من بيوتكنّ التي أحرقت، من أزواجكنّ الشهداء، من أبنائكنّ الذين تربونهم على مبادئ الحق ونور القرآن الكريم ومودة أهل البيت(ع).
تحية لكنَّ أيتها النساء اللواتي تحلَّين بلباس العفّة، وتقتدين بالسيدة فاطمة الزهراء(ع) في منابر الحق والدفاع عن الدين.
تحية لكنَّ اللاتي لم تنحنين أمام فرعون هذا الزمان، بل واجهتنّ بشجاعة مثل آسية وهاجر ومريم العذراء، لتكنَّ في طليعة نساء المقاومة.
إنّ روحكنّ الكبيرة وإيمانكنّ الشامخ قد أرعب أعداء الله، ونحن النساء في إيران نفتخر بإخوتكنّ ومساندتكنّ.. قلوبنا معكنّ، ودعاؤنا يرافقكنّ ليل نهار.
ولا شك أن النصر في الغد سيكون لأهل الحق والمقاومة لينتصرن للحق ويعاقبن الظالمين.
وفي هذه الأيام المثقلة بالدموع والألم، نشارككنّ بالدعاء لتعجيل ظهور الإمام المهدي(عج)، المنتقم لدماء المظلومين، «وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ».
أخواتكنّ في الجمهورية الإسلامية الإيرانية

البحث
الأرشيف التاريخي