قصة إنشاء أكبر مستشفى لزراعة الأعضاء في العالم في شيراز

ابوعلي سينا الشيرازي

الوفاق / خاص

إعداد: محمد حسين عظيمي - فاطمة حبيبي

في الماضي كنا عشائر نعيش في الخيام، ولم يكن لتلك الخيام أبواب فإذا مثلاً احتاج أحد يوما القليل من الملح كل ماعليه هو الذهاب لإحدى الخيام المجاورة ويأخذ مايريد وإن هذه الروابط العاطفية القوية والقرابة في نمط الحياة هذا لا تزال قائمة في طبيعتنا وبناء على ذلك اخترت الطب لعلاج بعض آلام الناس، وليس كوسيلة لكسب المال. لقد كانت المشاكل المالية تهمني بلا شك، ولكن كانت هناك أولويات، فتعريف الرفاه الاجتماعي يختلف تماماً عن المشاكل المالية، وكنت أسعى لتحقيق هذا الرفاه الاجتماعي لا المال والثروة وكانت الأولوية التي أسعى اليها هي التعليم والعمل بمجال دراستي الذي يمنحني الدافع والحافز على الحياة والعمل. وإنني لطالما سعيت لاستخدام قدراتي والاستفادة منها قدر المستطاع.
أريد أن أموت في ايران
سيد محمد سنادي زاده، يبلغ من العمر 83 عاماً، وهو أول شخص قام بزراعة الكلية قبل 49 عاماً في ايران. ويقول لنا شارحاً تفاصيل حياته: ولدت عام 1933 في مدينة دزفول لدى عائلية مذهبية، وكان جدي شاعراً وكان الطابع الشعري غالباً على عائلتنا. درست حتى الصف التاسع في دزفول في مرحلة طفولتي ومراهقتي، ثم تابعت تعليمي في طهران. وفي عام 1954 تخرجت من مدرسة دار الفنون في مجال الطبيعة. وفي نفس ذلك العام تقدمت لامتحان القبول الجامعي في جامعة طهران للعلوم الطبية وتم قبولي ثم تخرجت منها عام 1960 . وفي السنة السادسة من دراستي للطب، ذهبت إلى جامعة بيتزبورك في أمريكا وتقدمت لامتحان التخصص ونجحت. وكنت قد قررت العودة لايران منذ اللحظة التي سافرت فيها، فنحن خلقنا لخدمة وطننا وليس لخدمة أمريكا. وسأقص عليكم قصة، كنت أشارك في مؤتمرات علمية في الخارج، وفي كل مرة كنت أسافر فيها كان مرضاي يقلقون بشأن عودتي ويتساءلون هل سيعود الدكتور أم لا؟ ولهذا السبب وضعت لافتة على مدخل مكتبي كتبت فيها: "أنا إيراني، دمي آري، لغتي هي الفارسية، مشاعري شرقية، أحب السفر، لا أطيق العيش في الغربة، أريد أن أموت في إيران."
وقد تعاقدت مع مستشفى نمازي في شيراز من أجل العودة؛ لأن هذا المستشفى وجامعة شيراز كانا تابعين لجامعة بنسلفانيا في أمريكا، وعندما كنا نتخرج، كانت جامعة بنسلفانيا تكتب لنا رسالة وتقدم لنا خدمات داخل إيران، ومن بين هذه الخدمات مواصلة العمل في مستشفى نمازي. وكانت خدمتي العسكرية قد شارفت على الانتهاء، وكنت قد جهزت جميع مراحل وطريقة إجراء عملية الزراعة، وكان عمري آنذاك 33 عاماً، وقد سألني المذيع التلفزيوني بعد العملية من أين لك هذه الجرأة لتقوم بمثل هكذا عملية؟ فأجبته قائلأ أن خلفيتي العلمية منحتني الشجاعة لعدم انتظار حدوث معجزة والبدء بالعمل. دخلت جامعة شيراز عام 1968 بدرجة أستاذ مساعد. وأجريت أول عملية زرع كلية في اكتوبر 1968، على الرغم من أن الجو كان سيئاً لدرجة أنها لم تلق قبولاً جيداً. لكن لو لم أبدأ، لما بدأت عملية زرع الكلى أبداً.
خالي الوفاض...
الدكتور حشمت الله صلاحي، الجراح ورئيس مستشفى ابن سينا، هو طبيب آخر مشهور في هذا المجال، نقرأ جزءاً من حياته المليئة بالمصاعب ومثابرته:
عندما أصبحت طبيباً، ذهبت إلى ياسوج كجندي طبي. وكنت أنا والدكتور حسيني الطبيبين الإيرانيين الوحيدين، وكان الباقون جميعهم من بنجلادش ومن بلدان أخرى. وعندما انتهت خدمتي العسكرية كانت الحرب قد بدأت، وكنا أول المتجهين إلى أهواز برفقة الفريق الأول الذي غادر ياسوج للجبهة، وعندما وصلنا كان البعثيون قد اقتربوا كثيراً، وقد كنت طبيباً عاماً ولكن اينما اتجهت كانوا يريدون جراحاً، ولذلك عندما عدت قررت تعلم اختصاص الجراحة، خلال الحرب، كنت أنا والدكتور ملك حسيني ومجموعة شيراز الطبية أول من ذهب إلى الحالات الطارئة.
يتبع...

 

البحث
الأرشيف التاريخي