الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وثمانية وثلاثون - ١٨ مايو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وثمانية وثلاثون - ١٨ مايو ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

الناس من سوريا إلى تركيا...النزوح المُرّ والعودة الأمرّ

يزدحم معبر باب الهوى الحدودي، الرابط بين تركيا وإدلب، بكثير من اللاجئين السوريين الذين يحملون متاعهم، عائدين إلى الشمال السوري، إمّا مُجبَرين بسبب ترحيلهم من السلطات التركية لأسباب متعدِّدة، وإمّا بكامل إرادتهم بعد الزلزال الذي ضرب أجزاءً من البلدين، مُخلِّفاً آلاف الضحايا والنازحين.
وكانت إدارة المعبر أعلنت، نهايةَ آذار/مارس الماضي، أن عدد السوريين الوافدين من الولايات التركية المنكوبة إلى الأراضي السورية بلغ أكثر من 22500 شخص. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد سكان إدلب يبلغ اليوم نحو أربعة ملايين شخص، بينهم أكثر من 1.7 مليون يعيشون في مخيمات النازحين.
ظروف تفتقد لأدنى مقوّمات الحياة
بالقرب من بلدة دير حسان، شماليّ إدلب، وضمن أحد المخيمات العشوائية، تعيش عفاف الزير مع والديها في ظروف تصفها بـ"المزرية والمفتقدة لأدنى مقوّمات الحياة". اضطرت الشابة العشرينية إلى العودة مع رضيعها إلى إدلب، تاركةً  زوجها وحيداً في تركيا، بعد أن غيّر مكان سكنه وعمله، غاضباً من محاولة شبّان الحي الأتراك المستمرة اقتحام منزلهم بالقوة، لولا تدخل بعض السكان. وتقول للميادين نت: "واجهنا تهديدات مستمرة من أجل تَرك منزلنا من دون أي أسباب سوى أننا لاجئون سوريون، ولم تَلقَ شكاوينا في مخافر الشرطة أي استجابة، أو أي آذانٍ مُصغية".
عجزت عفاف وزوجها عن إيجاد أي منزل آخر للإيجار، نتيجة ارتفاع الأسعار، وبسبب رفض الأتراك تأجير منازلهم للسوريين، فكان خيار العودة إلى إدلب أفضل من الذهاب إلى المخيمات التركية، لأنه" في كل الأحوال، سأسكن خيمةً لا تقي من برد الشتاء ولا حرّ الصيف. وعلى الأقل، أكون هنا في مأمن أكثر  إلى جانب أهلي"، بحسب تعبيرها. تُمضي أم محمد لياليها بالبكاء، بسبب حالة عدم الاستقرار التي تعيشها، فلا هي تستطيع العودة لتكون إلى جانب زوجها، ولا هو يستطيع المجيء إلى إدلب، بسبب نسبة البطالة المرتفعة، وعدم وجود عمل يمكّنه من الإنفاق على عائلته، وهو ما دفعه إلى البقاء هناك على رغم المخاطر والتحديات.
كل شيء يرتفع.. عدا أجورنا
يقطع أبو محمد يومياً مسافة 15 كيلومتراً على دراجته النارية، من أجل الوصول إلى أحد الحقول في بنّش في ريف إدلب.
في ظل عدم الاستقرار الأمني والبطالة، لم تتوافر خيارات كثيرة للعمل للرجل الأربعيني، الذي عاد إلى إدلب من ولاية هاتاي التركية، بعد الدمار الكبير الذي تعرّضت له من جرّاء الزلزال، فكان سبيله الوحيد إلى تأمين مصاريف أسرته واحتياجاته هو اللجوء للعمل في الأراضي الزراعية. لكن جهده هذا يضيع هباءً بسبب "ثبات أجرته واستمرار انهيار الليرة التركية أمام الدولار، وسط غياب الرقابة على التجار والأسواق".
وكانت الفصائل المسلحة، التي تسيطر على شمالي سوريا، أعلنت، في حزيران/يونيو  2020، منع التعامل بالليرة السورية، وفرض التعامل بالليرة التركية بدلاً منها.

 

البحث
الأرشيف التاريخي