تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
رئيس الجمهورية لدى إستقباله مستشار الأمن القومي العراقي:
تحقق الوحدة بين الدول الاسلامية يفشل المؤامرات الأمريكية-الصهيونية
وأكد الرئيس بزشكيان، خلال لقائه «قاسم الأعرجي»، مستشار الأمن القومي لعراقي، والوفد المرافق له، عصر أمس على أهمية تطوير العلاقات بين طهران وبغداد في جميع المجالات.
وفي هذا اللقاء، أعرب رئيس الجمهورية عن ارتياحه للمستوى الرفيع للعلاقات بين البلدين، وقال: «العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق في مستوى ممتاز، وإن مواصلة تطوير هذه العلاقات، ليس فقط في إطار العلاقات الثنائية، بل أيضًا في إطار التفاعل مع الدول الإسلامية الأخرى، من شأنه أن يمهد الطريق لتطوير التعاون الأمني والاقتصادي والعلمي والثقافي».
وأكد الرئيس بزشكيان أن تبادل الوفود الدبلوماسية والزيارات المتواصلة لمسؤولي البلدين سيعزز التفاهم والتقارب وتكوين رؤية مشتركة حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. وأكد على ضرورة وحدة العالم الإسلامي، مضيفًا: «عندما تتحقق الوحدة والتماسك بين الدول الإسلامية، ستفشل مؤامرات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ضد شعوب المنطقة».
وأضاف الرئيس بزشكيان أن ربط شبكة السكك الحديدية بين إيران والعراق يُعدّ أحد أهم محاور التعاون، وقال: «إن تسريع الحكومة العراقية تنفيذ هذا المشروع، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية بين البلدين، سيمهد الطريق لتواصل أوسع بين دول المنطقة ويعزز الروابط الاقتصادية».
وأضاف رئيس الجمهورية: «إن أنشطة وحركة رجال الأعمال في المنطقة ستوفر الأمن وتؤدي إلى ازدهار اقتصادي في المنطقة من خلال استكمال شبكة السكك الحديدية هذه وإنشاء مناطق حرة مشتركة».
وأكد رئيس الجمهورية على الرؤية الموحدة للجمهورية الإسلامية، قائلاً: من منظور عقائدي، نعتبر جميع أبناء العراق وإقليم كردستان العراق إخوة لنا، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية، ونعتبر تعزيز الروابط الأخوية وتجنب الخلافات الداخلية التي يثيرها الأعداء رمزًا لشرف وفخر الأمة الإسلامية.
بدوره قال قاسم الأعرجي، مستشار الأمن القومي العراقي، خلال اللقاء: إن أمن إيران والعراق لا ينفصلان، وتؤكد الحكومة العراقية التزامها الكامل بالمعاهدة الأمنية بين البلدين.
وأكد مستشار الأمن القومي العراقي أيضًا أنه من وجهة نظر رئيس الوزراء العراقي ومسؤولي إقليم كردستان العراق، يجب أن تكون حدود إيران والعراق من أكثر الحدود أمانًا في المنطقة، ولن يكون هناك أي تهديد لإيران من هذه المنطقة.
وإعتبر الأعرجي ربط شبكتي السكك الحديدية الإيرانية والعراقية خطوة استراتيجية، مضيفًا: ستؤدي هذه الخطة إلى تقارب اقتصادي وسياسي بين البلدين، والحكومة العراقية تدعمها بقوة.
وأكد مستشار الأمن القومي العراقي وجود فرصة تاريخية لبناء تعاون أمني بين دول المنطقة، مما قد يمهد الطريق لتفاعلات اقتصادية وسياسية أوسع، وقال: إن العلاقات المتميزة بين إيران والعراق تتطلب منا بذل المزيد من الجهود لتوسيع نطاق التعاون؛ وخير مثال على ذلك الحضور الرائع في مراسم الأربعين، الذي يرمز إلى الروابط بين البلدين.
وفي الجزء الأخير من الاجتماع، أعرب «ريبر أحمد»، وزير داخلية إقليم كردستان العراق، عن امتنانه لإتاحة هذه الفرصة، وقال: لقد تركت زيارة الدكتور بزشكيان للإقليم أثرًا إيجابيًا للغاية على المستويين السياسي والشعبي.
وأضاف وزير داخلية إقليم كردستان العراق: إن نهج إقليم كردستان العراق، في جميع الظروف، هو دعم استقرار وأمن الجمهورية الإسلامية الايرانية. ونؤكد التزامنا الكامل بالاتفاقية الأمنية بين البلدين، واتخذنا خطوات عملية في هذا الاتجاه.
ضرورة تعزيز التعاون في المجالات الأمنية
كما استقبل وزير الخارجية الإيراني «عباس عراقجي»، مستشار الأمن القومي العراقي «قاسم الأعرجي»، يوم أمس، وأجرى محادثات معه.
وأشار وزير الخارجية، في هذا اللقاء، إلى العلاقات الجيدة جداً بين طهران وبغداد في كافة المجالات، مؤكداً على ضرورة المشاورات المستمرة بين مسؤولي البلدين وضرورة تعزيز التعاون في المجالات الأمنية، بما في ذلك أمن الحدود. كما ناقش عراقجي والأعرجي التطورات الإقليمية، لاسيما قضية فلسطين المحتلة، وأعرب الجانبان عن قلقهما إزاء استمرار انتهاك الكيان الصهيوني لوقف إطلاق النار، وأكدا على مسؤولية المجتمع الدولي في منع الإبادة الجماعية والجرائم في غزة، وإرسال الإمدادات اللازمة لسكانها.
من جانبه، أكد مستشار الأمن القومي العراقي، خلال تقديمه تقريراً عن مفاوضاته في طهران وتقدم تنفيذ الاتفاقية الأمنية بين البلدين، عزم الحكومة العراقية والتزامها الكامل بتنفيذ هذه الاتفاقية.
وأشاد الأعرجي بتضامن الشعب الإيراني ووحدته الوطنية في مواجهة العدوان الخارجي، مُؤكّداً أن العراق لن يسمح مطلقاً بأي تهديد لسيادة إيران وأمنها القومي من داخل أراضيه. كما استعرض الجانبان آخر التطورات في غزة ولبنان، وأكدا على جهود الدول الإسلامية وتعاونها لمواجهة محاولات الکیان الصهيوني إثارة الحروب والهيمنة.
كما إلتقى رئيس مجلس الشورى الاسلامي، محمد باقر قاليباف، يوم أمس، الأعرجي والوفد المرافق له، وبحث معه آخر التطورات في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما التطورات في فلسطين المحتلة، والعدوان الصهيوني الأخير على البلاد.
أعداء المنطقة يسعون لإضعاف الوحدة الداخلية للدول
إلى ذلك، أعلن القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء محمد باكبور، خلال لقائه الأعرجي والوفد المرافق له، استعداد إيران التام للردّ الحاسم على أي عدوان مُستقبلي، قائلًا: «سنُشعل جحيما ضد العدو».
ورحّب اللواء باكبور بالوفد العراقي، مُعتبراً هذا الاجتماع بالغ الأهمية في المرحلة الراهنة التي يمرّ بها العراق، وحذّر من أن أعداء المنطقة يسعون إلى إضعاف الوحدة الداخلية للدول، وقال: خلال حرب الأيام الاثني عشر المفروضة، كان الكيان الصهيوني ينوي زعزعة الوحدة الوطنية الإيرانية من خلال اغتيال القادة وخلق الفوضى، لكن حكمة قائد الثورة ويقظة الشعب أحبطت هذه المؤامرة.
وفي إشارة إلى القدرات الدفاعية الإيرانية خلال حرب الاثني عشر يوما المفروضة، قال: ظنّ العدوّ في البداية أن قدراتنا الصاروخية ستتراجع؛ لكننا تحرّكنا بقوة وكثافة ودمّرنا الأهداف بدقة عالية. كما أعلن القائد العام للحرس الثوري استعداد إيران التام للردّ الحاسم على أي عدوان مستقبلًا، مؤكدًا: «سنُصعّد ضدّ العدوّ».
وأشاد اللواء باكبور بجهود العراق في السيطرة على الفصائل المناوئة خلال حرب الاثني عشر يوماً المفروضة، ودعا إلى التنفيذ الكامل للاتفاقيات الأمنية وتشكيل لجنة ميدانية لمراقبة المناطق الحدودية، مؤكدا: «هذه الجماعات تُشكّل تهديدًا لأمن البلدين، ويجب احتواؤها من خلال التعاون المشترك».
كما نقل الأعرجي تحيات الرئيس العراقي ورئيس الوزراء إلى اللواء باكبور خلال الاجتماع، وأكد التزام العراق بتنفيذ الاتفاقيات الأمنية مع إيران، وأكد أن «أمن إيران من أمن العراق»، ورفض بشكل قاطع أي استغلال للأراضي العراقية ضد إيران، وأعلن عن تشكيل لجنة مشتركة لمراقبة تنفيذ المعاهدة الأمنية بين البلدين ومنع أي تحركات غير قانونية.
