في الذكرى الثانية لمعركة «طوفان الأقصى»
الفصائل الفلسطينية: خيار المقاومة وسلاح الشعب حقّان لا يسقطان
في اليوم الـ732 من حرب الإبادة على غزة، واصل جيش الاحتلال غاراته وقصفه المدفعي وتفجير العربات المفخخة، مخلفاً عدداً من الشهداء والجرحى في مناطق متفرقة بالقطاع الفلسطيني المحاصر. من جهتها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن المعركة لا تزال متواصلة بعد عامين من انطلاق «طوفان الأقصى»، مشيرة إلى أن استمرار العدوان الصهيوني يأتي وسط تواطؤ دولي. بدورها، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية في الذكرى الثانية لمعركة «طوفان الأقصى» أن العدوان الصهيوني منذ الـ7 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 فشل في القضاء على المقاومة أو استعادة الأسرى بالقوة، وأن خيار المقاومة وسلاح الشعب حقّان لا يسقطان. سياسياً، قالت مصادر مطلعة، في وقت مبكر الثلاثاء، إن المباحثات الأولى بين الوسطاء انتهت في شرم الشيخ بمصر وسط أجواء إيجابية.
لا يحق لأحد التنازل عن سلاح الشعب ا لفلسطيني
أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية، الثلاثاء، أنّ العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، والذي توسع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يُعدّ من أبشع الحروب وأكثرها دموية في التاريخ، ووصفت ما ارتكبه الاحتلال بأنه «حرب إبادة جماعية» بحق الشعب الفلسطيني، في ظل «خذلان وصمت المجتمع الدولي».
وفي الذكرى الثانية لمعركة «طوفان الأقصى»، شدّدت الفصائل على أن الاحتلال الصهيوني، رغم ما استخدمه من قوة مفرطة وارتكابه للمجازر، فشل في تحقيق أبرز أهدافه، وعلى رأسها «القضاء على المقاومة واستعادة أسراه بالقوة».
وجاء في بيان الفصائل: «برغم الألم والجراح وعظيم التضحيات، فإنّ صمود شعبنا في قطاع غزة شكّل صخرة تحطمت عليها كل مؤامرات العدو»، مؤكدة أن المعركة تمثل «محطة تاريخية في مسار المقاومة»، و«رداً طبيعياً على ما يُحاك من مخططات تستهدف القضية الفلسطينية». وقالت فصائل المقاومة الفلسطينية إنّ «خيار المقاومة بكل أشكالها سيبقى السبيل الوحيد لمواجهة العدو الصهيوني الغاصب، مؤكدة أنه لا يجوز ولا يحق لأي أحد التنازل عن سلاح الشعب الفلسطيني».
وشددت الفصائل على أن «هذا السلاح مشروع ومكفول بموجب كافة القوانين والمواثيق الدولية»، وأنه ستتوارثه الأجيال الفلسطينية جيلاً بعد جيل حتى تحقيق تحرير الأرض والمقدسات ونيل الحرية والحقوق المشروعة مهما بلغت التضحيات. كما توجّهت الفصائل بالتحية إلى جبهات الإسناد كافة في اليمن ولبنان والعراق وإيران، مشيدةً بمواقفها الثابتة والمبدئية، وتوجهت بالتحية إلى أرواح الشهداء العظام.
حماس: شعبنا مترسّخ
في أرضه ومتمسّك بحقوقه
وفي السياق، أصدرت حركة حماس، الثلاثاء، بيانًا بمناسبة الذكرى الثانية لمعركة «طوفان الأقصى» أكدت فيه أن المعركة مستمرة وتُواصل تشكيل نقطة تحول سياسية وعسكرية في المنطقة. وشدّد البيان على أن الاحتلال يواصل حربه «الوحشية» ومجازره ضدّ المدنيين وسط «صمت وتواطؤ دولي وخذلان عربي»، بينما يظل الشعب الفلسطيني صامدًا ومتمسكًا بأرضه وحقوقه وراياته الوطنية. وقالت الحركة في بيان: «عامان قدّم خلالهما شعبنا كوكبة من أبنائه وقادته شهداء على طريق الحرية، وعلى رأسهم الشهيد الكبير إسماعيل هنية وقائد طوفان الأقصى الشهيد يحيى السنوار، إضافة إلى صالح العاروري ومحمد الضيف وغيرهم من الشهداء العظام». وأشارت إلى أنّ «عامين من الثبات والصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية الباسلة في مواجهة أعتى احتلال عرفته البشرية، لم تسقط فيها راية شعبنا، ولم تُخترق حصونه، ولم تُنتزع مواقفه الوطنية». وختمت الحركة بيانها، قائلةً: «عامان نحمل غزة، وفلسطين كل فلسطين، بشعبها العظيم، ووجعه، نمضي به إلى رحاب القدس الشريف والأقصى المبارك».
بيان حزب الله في ذكرى
«طوفان الاقصى»
من جهته جدد حزب الله «في الذكرى الثانية لانطلاق معركة طوفان الأقصى البطولية — معركة الفداء والتحرير والإرادة والصمود، معركة مواجهة الظلم والاحتلال والدفاع عن المقدسات والكرامة — العهد مع شعب فلسطين المقاوم والصامد، الذي سطّر بثباته وصبره الممزوج بالمآسي والآلام أسمى دروس العزّة والكرامة في وجه أعتى كيان صهيوني مجرم بإدارة أميركية وحشية، وأمام عالم خانع مكبّل يتفرّج على المجازر والقتل والتدمير دون أن يُحرّك ساكنًا». وقال حزب الله في بيان له الثلاثاء «لقد كشفت هذه المعركة المقدّسة، منذ لحظتها الأولى، الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني المتجرّد من أي صفة إنسانية، والمدعوم من الطاغوت الأميركي المتجبّر، الذي يدوس على كل القوانين والقرارات الدولية والاعتبارات الإنسانية، وينتهك سيادات الدول معتديًا عليها وعلى شعوبها، موغلًا في ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية، وممارسة حرب التجويع والتهجير بحق أهل غزة، كاشفًا جهارًا عن مخططات توسعية وعدوانية».
ولفت حزب الله إلى أن «أمن المنطقة واستقرارها ومستقبلها مرهون بوحدة الموقف والكلمة، وتعاون الدول العربية والإسلامية وشعوبها، ورصّ الصفوف دعمًا للمقاومة وخيارها، وترجمة المواقف الرافضة للعدوان إلى أفعال تردع هذا العدو الذي لا يفهم إلا لغة القوة والمواجهة». ورأى أنّ «على الأمة أن تدرك أن هذا الكيان خنجر مزروع في قلبها، وغدة سرطانية خبيثة يجب استئصالها قبل أن تتفشى وتؤدي حيثما حلت إلى الدمار والخراب».
وأكّد حزب الله أنّ «هذه المناسبة التاريخية العظيمة ستبقى خالدة في الذاكرة: شعب ثار على المحتل المغتصب لأرضه فقاتل وضحّى وصمد، وبإذن الله سينتصر، فهو جدير بالنصر، وستعود فلسطين كاملةً لأهلها، رغمًا عن كل متآمر ومطبّع ومتخاذل — هذا وعد إلهي والله لا يخلف وعده».
الصحفيون في غزة لم يسلموا
من الهجمات الصهيونية
هذا وعلى مدى عامين من حرب الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة، لم يسلم الصحفيون من الهجمات الصهيونية المتواصلة، التي استهدفتهم بشكل مباشر أثناء عملهم الميداني.
فبينما يسعى الصحفيون لنقل صورة الواقع الإنساني والكارثي في غزة إلى العالم، وجدوا أنفسهم هدفا للهجمات الصهيونية التي حولت حياتهم ورسالتهم المهنية إلى خطر يومي يهدد وجودهم .
وبحسب إحصائيات للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، وعلى مدى عامين من الإبادة الجماعية، استشهد 254 صحفياً بنيران العدو الصهيوني، بينهم نحو 27 وفي السياق، أعلن مدير المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، أن استهداف الاحتلال للصحفيين والمؤسسات الإعلامية جريمة حرب مكتملة الأركان.
في سياق آخر، أفادت وسائل إعلام في قطاع غزة بأن قوات الاحتلال الصهيوني فجرت 3 مجنزرات مفخخة بأطنان من المتفجرات لتدمير المنازل في منطقة المغربي بحي الصبرة جنوبي مدينة غزة. وأشارت إلى أن الاحتلال نفذ عمليات نسف ضخمة في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، لافتةً إلى أن هناك محاصرين في عدة مناطق، ما ينذر بكارثة إنسانية.
الضفة المحتلة
في غضون ذلك، قال قائد سرايا القدس في الضفة الغربية، في تصريح له بمناسبة الذكرى الـ38 لانطلاقة حركة الجهاد الإسلامي، إنّ «المقاومة دخلت مرحلةً جديدة من مراحل الصراع مع هذا العدو، وأدخلت عدداً من الأسلحة إلى الخدمة».
وأكّد قائد السرايا أن «المقاومة بخير، ومقاتلونا جاهزون لتكبيد العدو ثمن جرائمه على كامل تراب فلسطين».
وأضاف أنّ «العدو سيرى في الأيام القادمة ما أعدّه مقاتلونا من بأسهم، كما سيرى العالم أن الضفة لا يمكن أن تخضع».
