رئيس الجمهورية، مؤكداً ضرورة إكمال ممر الشمال - الجنوب:

تطوير سكك الحديد وخطوط النقل الدولية أولوية استراتيجية

خلال زيارة مفاجئة قام بها رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الدكتور مسعود بزشكيان، لوزارة الطرق والتنمية الحضرية يوم الأحد، تم التأكيد على تطوير النقل بالسكك الحديدية والممرات العابرة للحدود كأولويات استراتيجية للحكومة.
وأكد رئيس الجمهورية، خلال زيارته المفاجئة لوزارة الطرق والتنمية الحضرية، على ضرورة إكمال ممر الشمال - الجنوب الاستراتيجي الدولي، قائلاً: إن هذا المشروع يمكن أن يُحدث تحولاً هائلاً في مجال النقل والتجارة.
ووصف الرئيس بزشكيان ممر الشمال - الجنوب بأنه قادر على إحداث «ضجة كبيرة» في النقل بين إيران وأوزبكستان وتركمانستان وروسيا وجمهورية أذربيجان إذا تم تنفيذه بالطرق المتاحة. وأضاف: إذا تمكنا من تشغيل هذا الممر بالأساليب المناسبة، فإن الوضع الاقتصادي للبلاد سيتغير بشكل كبير، وسنتمكن من مقاومة الحظر بشكل أكبر. 
كما شدد على أهمية التعاون الدولي في هذا الصدد، مشيراً إلى أن إكمال هذا الممر يمكن أن يشكل نقطة تحول في تطوير البنية التحتية للبلاد.
وأشار الرئيس بزشكيان إلى المزايا الاقتصادية لهذا الممر، موضحاً: إن إنشاء روابط فعالة مع الدول المجاورة يمكن أن يعزز التجارة ويزيد من تبادل السلع والخدمات. كما تطرق إلى دور المشروع في جذب الاستثمارات الأجنبية، قائلاً: إكمال ممر الشمال - الجنوب يمكن أن يقدم إيران كمركز للنقل العابر في المنطقة. 
وفي الختام، أكد رئيس الجمهورية على عزم الحكومة الجاد لمتابعة وتسريع تنفيذ هذا المشروع، وطالب جميع المعنيين بالتعاون والتنسيق لتوفير المتطلبات اللازمة لتحقيق هذا الهدف في أسرع وقت ممكن.
الإشادة بأداء وزارة الطرق والتنمية الحضرية
كما أشاد الرئيس بزشكيان بأداء الوزارة خلال حرب الـ12 يوماً مع الكيان الصهيوني، ووصف تطوير النقل بالسكك الحديدية على المدى الطويل كحل مهم لتعزيز استقرار شبكة النقل في البلاد. وطالب بأن يكون التركيز الرئيسي في السنوات المقبلة على التطوير السككي، إلى جانب تنفيذ برامج تطوير الطرق والطرق السريعة.
وأعلن الرئيس بزشكيان عن التخطيط لتملك أراض بعرض كيلومتر واحد على طول هذه الممرات لتسهيل بناء خطوط السكك الحديدية بجوار الطرق السريعة. كما تقرر تفعيل دور المسؤولين المحليين ومنحهم الصلاحيات اللازمة لتسريع المشاريع.
وفي الاجتماع، تم اتخاذ قرارات بشأن تمويل مشاريع مثل ممر «سرخس-جشمه ثريا» (في شرق إيران ويقع ضمن مشروع الحزام والطريق الصيني) واستخدام الموارد الناتجة عن التوليد لتنمية الممرات. كما تم وضع تحديث أسطول الحافلات وتجهيز الموانئ بالمختبرات المتخصصة على جدول الأعمال.
وأكد رئيس الجمهورية على أن العقوبات غير قادرة على التغلب على قدرات إيران، ووصف ربط طرق النقل العابر للحدود بالبلاد كطريقة لتعزيز الاقتصاد الوطني. كما اعتبر التطوير المعتمد على النقل البحري ونقل العاصمة إلى الجنوب إجراءً استراتيجياً لتخفيف الضغط على المدن الكبرى واستغلال إمكانيات المناطق الساحلية.
هذا ويعدّ ممر الشمال - الجنوب أحد أهم طرق النقل العابر للحدود دولياً، حيث يربط بين دول الخليج الفارسي وإيران وبحر قزوين وروسيا وأوروبا.
ويساهم هذا الممر في خفض كبير للوقت وتكاليف نقل البضائع، مما يعزز قدرة إيران التنافسية في النقل عالمياً. وتم إنشاء ممر الشمال - الجنوب الدولي (INSTC) البالغ طوله 7200 كم في أوائل العقد الأول من القرن الحالي بهدف إنشاء طريق نقل عابر فعال ومنخفض التكلفة لنقل البضائع من الهند إلى أوروبا والعكس عبر إيران.
ويضم هذا الممر الدولي ثلاثة فروع: الفرع الشرقي (آسيا الوسطى)، والفرع الأوسط (بحر قزوين)، والفرع الغربي (جمهورية أذربيجان وأرمينيا).
البحث
الأرشيف التاريخي