فيما أكد عراقجي أن المنظمة في الطليعة كمؤسسة تواجه الأحادية..
أربع مقترحات إيرانية لتحسين أداء منظمة شنغهاي
/ قدّم وزير الخارجية سيد عباس عراقجي، خلال اجتماع وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون، أربعة مقترحات لتحسين أداء المنظمة. وأوضح عراقجي في كلمة له خلال قمة المنظمة يوم أمس: اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تقف منظمة شنغهاي للتعاون في الطليعة كمؤسسة متعددة الأطراف رئيسية تدفع التعاون الإقليمي والدولي قُدُماً، وتواجه الأحادية والتهديدات الناشئة. وقال عراقجي في مستهل كلمته: خلال العدوان والهجوم المسلح الذي شنّه كل من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية استُهدِفت عمداً المناطق السكنية والبُنى التحتية المدنية والعامة؛ وتم اغتيال عدد من القادة العسكريين بوحشية أثناء استراحتهم في منازلهم برفقة عائلاتهم؛ كما قُتل أساتذة جامعيون وعلماء؛ وارتُكبت مجازر بحق مدنيين أبرياء، من بينهم نساء وأطفال؛ وتم الهجوم على منشآتنا النووية السلمية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
أمريكا شريك كامل في العدوان
وأردف عراقجي: إن انخراط الولايات المتحدة الأمريكية في هذا العدوان من خلال استهداف المنشآت النووية السلمية الإيرانية، لم يترك أي مجال للشك في أن أمريكا شريك كامل في الحرب العدوانية التي شنّها الكيان الإسرائيلي ضد إيران.
وأشار الى أنه خلال هذه الهجمات المسلحة، استشهد أو أُصيب أكثر من 6850 شخصًا من الأبرياء، وكان الأطفال والنساء يشكلون جزءًا كبيرًا منهم. وفي إحدى هذه العمليات الإجرامية والإرهابية، قتل هذا الكيان المتمرد خمسة عشر فردًا من عائلة واحدة.
وأوضح قائلاً: من المهم للغاية أن تُفهَم وتُدان على نحو دقيق وكامل فظاعة هذه الجرائم — وما ينطوي عليه استمرار إفلات الكيان الإسرائيلي من العقاب من تداعيات خطيرة للغاية، في ما يتعلق بالاحتلال، والفصل العنصري، والإبادة الجماعية، وإشعال الحروب في أرجاء منطقة غرب آسيا.
ضربة قاتلة للدبلوماسية
وأكد بالقول: إن عدوان الكيان الصهيوني على إيران يمثل انتهاكًا صارخًا للمادة 2، الفقرة 4 من ميثاق الأمم المتحدة، ويُعد عملًا مسلحًا عدوانيًا. والأسوأ من ذلك، أن هذا العمل العدواني وُجِّه كضربة قاتلة للدبلوماسية، ولسيادة القانون، ولنظام منع انتشار الأسلحة النووية. وأوضح: لقد مثّلت الهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ضد منشآت إيران النووية السلمية انتهاكًا جسيمًا لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، والعديد من قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقرار مجلس الأمن 487 — الذي يدين ويحظر صراحةً أي هجوم على المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة. لا يوجد أي أساس قانوني يجيز استهداف المنشآت النووية السلمية الخاضعة للرقابة الدولية بناءً على تكهنات سياسية فحسب.
كبح السلوك الخارج عن القانون للكيان
وشدّد قائلاً: ستبقى حالة انعدام الأمن في منطقة غرب آسيا قائمة ما لم يتم كبح السلوك الخارج عن القانون للكيان الإسرائيلي والذي لا يزال يحظى بدعم وتشجيع من داعميه. ومن المؤسف بشدة أن المجتمع الدولي لم يتمكن، خلال العامين الماضيين، من اتخاذ خطوات فعالة لوقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، أو لإنهاء احتلال الكيان الإسرائيلي للأراضي العربية المجاورة. والواقع أن العدوان الذي شنه الكيان الإسرائيلي على إيران هو نتيجة مباشرة لحالة الإفلات المطلق من العقاب التي يحظى بها هذا الكيان بدعم رئيسي من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية وهي حالة تسمح له بارتكاب الجرائم في منطقتنا دون خشية من المساءلة.
صوت معترف به للجنوب العالمي
وأضاف موضحاً: اليوم، تقع علينا مسؤولية جماعية، نحن أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون، أن نرفع صوتنا بشكل واضح وموحد كصوت معترف به للجنوب العالمي. وأضاف: ينبغي علينا أن نؤدي دورنا كمدافعين عن القانون الدولي والتعددية، وأن نتمسك بالمبادئ الأساسية للأمم المتحدة، بما في ذلك المساواة في السيادة بين الدول، وحظر استخدام القوة. وفي هذا الإطار، واستنادًا إلى قرار مجلس رؤساء دول المنظمة رقم 2 المؤرخ 7 يونيو 2012 (القسم 5، الفقرة 5.2)، أتقدم بطلب رسمي إلى مجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون للنظر الفوري في حالة العدوان، واتخاذ قرار بشأن تقديم الدعم السياسي اللازم وسائر أشكال المساعدة ذات الصلة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقال: في مواجهة هذه الحقائق، يتوجب على منظمة شنغهاي للتعاون أن تعتمد موقفًا أكثر فاعلية واستقلالية وهيكلية للتصدي لتلك التهديدات. ويجب على هذه المنظمة ألا تقتصر على حماية مصالح الدول الأعضاء، بل أن تشكّل نموذجًا لنظام إقليمي مسؤول ومتوازن وتشاركي.
ركيزة أساسية للنظام العالمي المتعدد الأقطاب
وقال بشأن دور منظمة شنغهاي في ظل التطورات الدولية الراهنة: نحن نؤمن بأن منظمة شنغهاي للتعاون مؤهلة تمامًا لتكون ركيزة أساسية للنظام العالمي المتعدد الأقطاب الناشئ، وأن تقف بحزم في وجه الأحادية، والنزعة الحربية، والمساعي الرامية إلى تقويض سيادة الدول. إن الطريق أمامنا هو طريق التعاون، والتكامل، والثقة المتبادلة.
وفي هذا السياق، تقدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية بكل احترام، الأولويات والمقترحات التالية بهدف تعزيز أداء ومكانة منظمة شنغهاي للتعاون:
إنشاء آلية دائمة لرصد وتوثيق وتنسيق الردود على العدوان العسكري، والأعمال التخريبية، والإرهاب الحكومي، وانتهاكات السيادة الوطنية للدول الأعضاء.
إنشاء «مركز لدراسة ومواجهة العقوبات الأحادية»، يتولى وضع استراتيجيات عملية للتصدي للعقوبات الاقتصادية غير القانونية، وحماية سلاسل الإمداد، والأنظمة المصرفية، والتبادلات التجارية بين الدول الأعضاء.
تشكيل «منتدى الأمن الإقليمي لشنغهاي» بمشاركة المؤسسات الدفاعية والاستخباراتية للدول الأعضاء، لمواجهة التهديدات المشتركة مثل الإرهاب، والتطرف، والجريمة المنظمة، والتهديدات السيبرانية.
تعميق التلاقي الإعلامي والثقافي بين الدول الأعضاء كأداة لمواجهة الحرب الإدراكية والروايات الأحادية التي تروّج لها الأذرع الإعلامية للقوى المهيمنة.
منظمة شنغهاي تشق طريقها نحو الساحة العالمية
ولدى وصوله إلى الصين قال وزير الخارجية: إن منظمة شنغهاي للتعاون تفتح تدريجيا مكانتها على الساحة العالمية وتتجاوز الساحة الإقليمية. وأضاف «عباس عراقجي»: منظمة شنغهاي للتعاون تفتح تدريجيا مكانتها على الساحة العالمية، أي أنها تتجاوز تدريجيا الساحة الإقليمية، ولديها العديد من القضايا المختلفة على جدول أعمالها، في الجوانب الاقتصادية والسياسية والأمنية. وقال عراقجي: يتم في الاجتماع وضع اللمسات الأخيرة على استراتيجية تطوير المنظمة واعضائها في مختلف المجالات بما فيها الطاقة والتجارة وبالطبع، ستُجرى مناقشات حول القضايا الدولية الراهنة.
ويلتقي الرئيس الصيني وعدداً من نظرائه
كما إلتقى وزير الخارجية، سيد عباس عراقجي، صباح أمس الثلاثاء مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث جرى بينهما لقاء قصير تناول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تطوير التعاون الثنائي بين البلدين.
كما التقى عراقجي على هامش الإجتماع مع نظيره الروسي «سيرغي لافروف»، أمس الثلاثاء في مدينة تيانجين بالصين. وتبادل الطرفان، وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك والقضايا الإقليمية والدولية خلال اللقاء. واتفق وزيرا خارجية إيران وروسيا خلال اللقاء على الاتصالات المستقبلية على مختلف المستويات. كما أكد لافروف، خلال اللقاء على أهمية حل القضية النووية الإيرانية عبر الطرق السياسية والدبلوماسية. وقال لافروف في تصريحاته: لدينا الفرصة لمناقشة بعض التطورات التي تجري بسرعة وذلك في مقطع فيديو نشر عن الدقائق الأولى من هذا الاجتماع.
كما التقى سيد عباس عراقجي، الثلاثاء، بنظيره الهندي سوبرامانيام جايشانكار، في مدينة تيانجين الصينية، وذلك على هامش الاجتماع، وبحثه معه سبل تطوير التعاون الثنائي والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وكان عراقجي قد التقى كل من وزراء خارجية أوزبكستان، قرغيزستان، في سياق تعزيز التعاون الإقليمي والدولي. وفي لقاء آخر على هامش الاجتماع ذاته، أجرى عراقجي مباحثات مع وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار، حيث ناقشا قضايا ثنائية وإقليمية ذات اهتمام مشترك، مؤكدَين على ضرورة استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين في المحافل الدولية.
