تركيا.. ماذا يعني حل منظمة PKK الإرهابية لنفسها؟
في بيان أصدره حزب العمال الكردستاني، أعلن عن انعقاد مؤتمره الثاني عشر وقرر حل هيكله التنظيمي وإنهاء الكفاح المسلح، معلناً بداية مرحلة النضال الديمقراطي.
أشار الحزب إلى تجربة مفاوضات عام 1993 التي فشلت بعد وفاة تورغوت أوزال ومؤامرة «الدولة العميقة»، معرباً ضمنياً عن أمله في عدم تكرار تلك التجربة.
لم يتضمن البيان الرسمي للحزب ودعوة أوجلان أي إشارة إلى صفقات أو اتفاقيات أو تنازلات قدمتها الحكومة التركية. بل على العكس، فإن تصريحات أردوغان وفيدان تركزت دائماً على ضرورة نزع سلاح الحزب أو تدميره، مما يظهر اليد العليا للحكومة في هذه القضية. وفقاً لمصادر غير رسمية وكتابات شخصيات مقربة من أردوغان مثل عبد القادر سلفي، سيمر الحزب بعد حله بعدة مراحل: تسليم الأسلحة في مراكز تحددها الحكومة التركية، عودة من لم يرتكبوا جرائم إلى المجتمع، محاكمة المجرمين، ونقل الكوادر العليا (250-300 شخص) إلى دولة ثالثة، بالإضافة إلى نقل أوجلان من سجن إمرالي إلى منزل في نفس الجزيرة. يظهر بيان الحزب إدراكه أن عصر حروب العصابات قد انتهى، كما أن الضربات التي تلقاها من الجيش التركي خاصة في السنوات الخمس الأخيرة أنهكت قواه بشكل كبير.
من جانبها، أدركت الحكومة التركية أنه رغم كل الضربات، لا يمكن القضاء على فكر وخطاب الحزب، وعليها اتباع مسار سياسي (ولو بتسامح محدود جداً) للسيطرة عليه أو احتوائه. إن حل الحزب وإخلاء معسكرات قنديل عملية معقدة وتستغرق وقتاً، رغم أن قصة هذه المجموعة قد انتهت إعلامياً وسياسياً بعد خمسة عقود.
سيكون حل الحزب مفيداً للأحزاب الكردية في تركيا، إذ لن تضطر بعد الآن للخضوع لإملاءات قنديل القاسية وغير العقلانية أحياناً، والتي تسببت في أحداث مثل حرب شرناخ. إعلامياً وسياسياً، يمثل هذا الحل انتصاراً استراتيجياً لأردوغان، وسيجني ثماره من خلال إجراءات سياسية داخلية في الأشهر المقبلة.
