معارضة داخلية حول توسيع مظلة فرنسا النووية
ذكرت صحيفة "تاغس شاو" في مقال لها: تقوم فرنسا ببناء غواصاتها النووية في مدينة شيربورغ الساحلية. تعمل هذه الغواصات كقوة ردع نووي للبلاد. وقد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن رغبته في توسيع هذه الحماية النووية لتشمل أوروبا بأكملها، لكن العديد من سكان المنطقة يعارضون هذه الخطة.
يعتمد الردع النووي الفرنسي بشكل كبير على هذا النوع من الغواصات، حيث تحمل كل واحدة منها 16 صاروخاً نووياً. وهناك أربع غواصات منتشرة حالياً في محيطات العالم. ورغم أن الجيش الفرنسي يمتلك أيضاً صواريخ كروز نووية أخرى تحملها طائرات رافال، إلا أن هذه الغواصات تمثل الرمز الأقوى للاستقلال العسكري الفرنسي.
يقيّم ماكرون الوضع بشكل مختلف الآن ويقترح أن تحمي المظلة النووية الفرنسية في المستقبل دولاً صديقة مثل ألمانيا أيضاً. هذا الاقتراح، رغم أنه ليس جديداً تماماً، اكتسب أهمية أكبر لأن الأوروبيين، وخاصة الألمان، يخشون من عدم إمكانية الاعتماد على الولايات المتحدة للدفاع عنهم في ظل رئاسة ترامب. في الوقت نفسه، يدرس الاستراتيجيون العسكريون الظروف التي يمكن بموجبها أن تصبح فرنسا حامياً نووياً للدول الأوروبية الأخرى. وبالتالي، فإن ما اعتبره كثير من الفرنسيين مؤخراً مجرد خيال لرئيس يسعى إلى العظمة العسكرية، أصبح الآن سيناريو جاداً.
مع تولي فريدريش ميرتس منصب المستشار الألماني، سيكون لدى ألمانيا قريباً، وللمرة الأولى، مستشار يرحب باقتراح فرنسا ومستعد لمناقشته.
لكن ماكرون يتمتع بدعم أقل بكثير داخل فرنسا لدفع خطته قدماً. فرغم إعلانه صراحة أن القيادة العليا لاستخدام الأسلحة النووية الفرنسية يجب أن تظل حصراً بيد الرئيس الفرنسي، فإن النقاش الذي أثاره واجه معارضة شديدة من كلا الجناحين اليميني واليساري في الطيف السياسي. على سبيل المثال، لا يعتقد مؤيدو حزب "فرنسا الأبية" اليساري في شيربورغ أن الأسطول النووي الذي يُبنى في مدينتهم يمكنه حماية جيرانهم الأوروبيين في المستقبل.
يقول ألكسندر دوبوا، أحد الخبراء الفرنسيين، في هذا الصدد: "هذه أسلحة دفاعية، وهي أسلحة يمكن استخدامها فقط في حالة الهجوم على بلدنا ومصالحنا".
وقالت مونتين هارزو، زميلته السياسية، إن ماكرون يطرح هذا الاقتراح فقط لأنه يستفيد من استغلال الوضع الدولي لمصلحته الخاصة. وأكدت: "لم يعد لديه الكثير من الدعم داخل البلاد".
كما يشاطر خافيير رويل، أحد قدامى المحاربين في الغواصات من شيربورغ، وجهة نظر مماثلة.
