تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
بين الادعاءات والحقائق
هل هناك مفاوضات بين أميركا والصين حول التعرفات الجمركية؟
تكتسب هذه القضية أهمية استثنائية في ظل التنافس الجيوسياسي المتصاعد بين البلدين والسعي المتبادل للهيمنة الاقتصادية والتكنولوجية. وقد شهدت الأسابيع الأخيرة تصريحات متناقضة حول وجود مفاوضات بين الجانبين الأمريكي والصيني، مما أثار تساؤلات جدية حول حقيقة الموقف وطبيعة التواصل بين القوتين العظميين.
أكد دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، مرارًا وتكرارًا أن الولايات المتحدة والصين تجريان محادثات بشأن التعرفات الجمركية. بل ذهب إلى أبعد من ذلك في تصريحه الأخير عندما ادعى أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.
لكن السفارة الصينية في الولايات المتحدة ردت في اليوم التالي على ادعاءات ترامب معلنةً أن هذه الادعاءات "طُرحت بشكل كامل لإثارة البلبلة"، ومؤكدةً أن الطرفين لم يجريا أي مفاوضات أو مشاورات بشأن التعرفات الجمركية، ناهيك عن التوصل إلى أي اتفاق!
يعكس هذا التباين الحاد في الروايات بين الجانبين الأمريكي والصيني عمق الأزمة في العلاقات الثنائية. فإما أن تكون هناك قنوات اتصال سرية غير معلنة، أو أن تصريحات الرئيس الأمريكي تأتي في إطار استراتيجية تفاوضية معينة، أو أنها محاولة لطمأنة الأسواق المالية والرأي العام الأمريكي.
في المقابل، يُظهر النفي الصيني القاطع رغبة بكين في توضيح الموقف للمجتمع الدولي وتجنب أي سوء فهم قد ينتج عن التصريحات الأمريكية، مع التأكيد على عدم وجود مفاوضات فعلية حول التعرفات الجمركية.
