فيما إنعقد بمشاركة دولية في طهران..
مؤتمر «غزة رمز المقاومة».. الكيان الصهيوني في طريق الزوال
تكريماً للقادة الشهداء على طريق القدس ودعماً لفلسطين وقضيتها وشعبها المظلوم وإحياء ليوم غزة والذكرى السنوية للعدوان الصهيوني الذي استمر 22 يوماً عام 2008-2009، أقيم في طهران مؤتمر «غزة رمز المقاومة» بنسخته الـ13 لتسليط الضوء على دور غزة في المقاومة الفلسطينية، وقضايا حقوق الإنسان، والتحدّيات التي تواجه الشعب الفلسطيني.
في السياق، أكّد رئيس السلطة القضائية، حجة الإسلام غلام حسين محسني إيجئي، في كلمة له خلال المؤتمر: إن الكيان الصهيوني اليوم على مشارف الاستئصال والعجز، وإن هذا الأمر أجبره أن يرضخ لإتفاق وقف إطلاق النار، وقال: إذا أردنا فهم أثر المقاومة ومعناها يجب أن ننظر إلى فلسطين وشعبها. إنّ الكيان الصهيوني، وخلال عقود، وبدعم من أمريكا وبريطانيا وبعض الدول الغربية وصمت عدد من الدول الاسلامية، ارتكب أبشع الجرائم في فلسطين؛ لكن الشعب الفلسطيني قاوم كل ذلك، ولم يرضخ للذل والانكسار.
* شرح جرائم الكیان الصهيوني
وأكد حجة الإسلام محسني إيجئي أنه علينا شرح جرائم الكیان الصهيوني الغاصب للشعوب والأجيال القادمة، ویجب دعم شعب غزة المظلوم بقوة وتكريم مثابرته وإيمانه وجهوده، وقال: لا يوجد اليوم مكان في العالم لا يتحدثون فيه ضد الكیان الصهیوني وحتى الشعوب في الدول التي تدعم الكیان الصهیوني، يتظاهرون مراراً وتكراراً لصالح فلسطين ويرددون شعارات «الموت لإسرائيل» و»الموت لداعمي إسرائيل» وكان هذا نتيجة كل جرائم هذا الكیان.
وأردف: إن الشعب الفلسطيني واصل مقاومته بأيدٍ فارغة وبالتوكل على الله، وأضاف: إن الشعب الذي لم يكن في أيديه سوى الحجارة للدفاع عن نفسه، يصنع اليوم «طوفان الأقصی» في أرض صغيرة رغم كل هذه الجرائم والأسر والخيانات، مُردفاً: إن «طوفان الأقصی» جاء في وضع وقف فيه الشباب الفلسطيني ضد القوى الاستخبارية للكيان الصهيوني وأميركا والغرب بأقل الإمكانيات وبقوة الإيمان.
الكیان فشل فشلاً ذريعاً
واستطرد حجة الإسلام محسني إيجئي قائلاً: إن الكیان الصهيوني بكل قوته الاستخباراتية والدعم العسكري والمالي فشل فشلاً ذريعاً ولم يتمكن من الانتصار. وأضاف: اليوم الشعوب في الدول الداعمة للكیان الصهيوني يهتفون الموت لإسرائيل نصرة لفلسطين، وهذا وعد الله بانتصار المجاهدين. وتابع: إن جرائم الكيان الصهيوني الغاصب، من بينها جريمة «صبرا وشاتيلا»، لن تنسى في التاريخ وهذا الكيان وقع في قمة الذل ولا مكانة له في العالم، مؤكداً أن «إسرائيل» على وشك الانهيار.
وقال رئيس السلطة القضائية: إن أهل غزة والمجاهدين الفلسطينيين لم يتخلوا عن طريق المقاومة، رغم أنهم تكبدوا الخسائر والمعاناة خلال هذه الأشهر الستة عشر. وأضاف: خلال الـ16 شهراً الماضية، تسبب الصهاينة في استشهاد وجرح أكثر من 100 ألف من الأبرياء، وتدمير عدد كبير من المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، وتشريد مئات الآلاف من الأشخاص وذلك بمساعدة الأسلحة الأمريكية والغربية؛ لكنهم وافقوا أخيراً على الهدنة، وهذه الهدنة علامة هزيمة الصهاينة لأنهم لم يحققوا شيئاً من أهدافهم. وتابع: اليوم، لا تزال حماس صامدة، وسيتم إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين من معسكرات التعذيب الصهيونية وفشل الصهاينة في إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين رغم قيامهم بعدة عمليات تدميرية.
واجبان خطيران
وقال رئيس السلطة القضائية: علی أحرار العالم اليوم، وخاصة أحرار المسلمين، واجبان خطيران؛ أولاً، يجب عليهم سرد وشرح وفضح الجرائم الشنيعة والوحشية التي ارتكبها الكیان الصهيوني للتاريخ وعليهم أن يستخدموا الأساليب الفنية والحكيمة والملحمية في هذا الاتجاه؛ ومهمتهم الهامة الأخرى هي دعم مقاومة الشعب الفلسطيني المستمرة بمختلف الطرق ومواصلة هذا الدعم حتى تحرير القدس الشریف بشكل كامل. وأضاف: لا ينبغي أن ننسى أن أهل غزة والمقاومة الفلسطينية بدأوا القتال ضد الاحتلال الصهيوني بأيدٍ فارغة ولم يكن لدى الفلسطينيين أدوات للدفاع سوى الحجارة؛ لكنهم اليوم مجهزون بالسلاح بفضل مقاومتهم وإرادتهم واكتفائهم الذاتي وإن أسلحة المقاومة الفلسطينية صغيرة مقارنة بأسلحة الدمار الشامل التي تلقاها الصهاينة من الغرب وأمريكا؛ لكن إرادة المقاومة والجهاد نفخت الحياة في جسد دفاع الشعب الفلسطيني وجعلت هذا الشعب منتصراً.وقال حجة الإسلام محسني إيجئي: إن إرادة المقاومة الفلسطينية وإيمانها كان العامل الرئيسي الذي أدى إلى ظهور «طوفان الأقصى» وتوجيه ضربة قاصمة لجسد الكیان الصهیوني المتهالك والمتآكل فاجأت عملية المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل المحتلة، في 7 أكتوبر 2023، كافة المراقبين والمحللين الدوليين.
وتضمّن المؤتمر كلمات قدمها عدد من المشاركين وخبراء في الشأن الفلسطيني وبحثوا التحديات والفرص التي تواجه المقاومة، معتبرين القدس محور الوحدة في العالم الاسلامي، مُؤكّدين على استمرارية النضال من أجل تحقيق حقوق الفلسطينيين، مُشدّدين على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني وتعزيز العمل المشترك بين الفصائل للوقوف أمام همجية الكيان الصهيوني واعتداءاته.
وقال الأمين العام لمؤتمر دعم الانتفاضة الفلسطينية مجتبى أبطحي: أحد أسباب خسارة الكيان الصهيوني أمام إرادة الشعب الفلسطيني هو وحدة الشعب الفلسطيني وجميع فصائله حيث لم نسمع أي صوت معارض للمقاومة أبداً.
وصرح السيد هاشم الحيدري، وهو أحد قادة المقاومة في العراق: الذي أرغم الكيان الغاصب علی قبول وقف اطلاق النار، هو المقاومة وروح الإرادة وصبر شعب غزة وأطفالها ونسائها وكذلك صبر المقاومة وقدرتها رغم كل الآلام.
هذا وقد اعتبر المشاركون أن حل القضية الفلسطينية رهن بالمقاومة حتى إزالة الكيان الصهيوني الذي شهد خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية عدواناً وحشياً على قطاع غزة؛ القطاع الذي استطاع بمقاومة وصمود سكانه العزل الأبرياء أن يذيق العدو مرارة الذل والحقارة حتى أجبره على قبول وقف إطلاق النار، لتبقی غزة رمزاً للمقاومة وفلسطين البوصلة ويبقی الهدف عند الجميع تحرير القدس من براثن الاحتلال الصهيوني.
