في مراسم إزاحة الستار عن كتاب ”عايدة” وتكريم مجاهدي حزب الله
ممثل حزب الله في إيران: بثبات المقاومة قطعاًسننتصر
عبير شمص
أقيمت عصر يوم الإثنين (25 نوفمبر / تشرين الثاني 2024م) مراسم إطلاق كتاب "عايدة" واحتفال تكريم مجاهدي حزب الله اللبناني بحضور حجة الإسلام محمد قمي رئيس منظمة الدعاية الإسلامية، حجة الإسلام عباس محمد حسني رئيس منظمة العقيدة السياسية للجيش، بيجن نوباوه النائب في مجلس الشورى الإسلامي، والسيد عبدالله صفي الدين ممثل حزب الله في إيران، ومحمد مهدي دادمان رئيس المركز الفني ووالدة الشهيد السيدة عايدة سرور والكاتبة، وجمع من الكتاب وأهل القلم وعائلات شهداء لبنان.
أول رواية لشهيد لبناني باللغة الفارسية
كتاب "عايدة" بقلم "محبوبة سادات رضوي نيا" هو رواية عن حياة السيدة عايدة سرور والدة الشهيد "علي عباس إسماعيل" من شهداء حزب الله لبنان، وقد صدرت بجهود منشورات "سوره مهر". وهذه هي الرواية الأولى عن حياة عائلات شهداء جبهة المقاومة من خارج حدود إيران التي كُتبت باللغة الفارسية بواسطة كاتبة إيرانية. وقد سافرت الكاتبة إلى بيروت لإجراء مقابلة مع والدة الشهيد. أُجريت المقابلات باللغة العربية، وقام محمد جواد مهدي زاده، وهو من الباحثين والكتّاب الإيرانيين الذين يتقنون اللهجة اللبنانية، بتدوينها وترجمتها. بعد الانتهاء من المسودة الأولية للكتاب، زارت والدة الشهيد إيران وبقيت في مدينة مشهد المقدسة مكان إقامة الكاتبة لمدة 34 يومًا حتى انتهاء كتابة الكتاب.
يتحدث الكتاب عن والدة الشهيد التي تتزوج من أحد مجاهدي حزب الله وتنجب ثلاثة أطفال، أحدهم يحقق مشاهدات وكرامات عجيبة في السابعة عشرة من عمره ويستشهد. من بين كرامات الشهيد "علي إسماعيل" التي أشارت إليها رضوي نيا في مقدمة الكتاب، الرائحة الطيبة التي كانت تنتشر في مكان استشهاده.
تحدث في الاحتفال عدد من الشخصيات منها رئيس المركز الفني وممثل حزب الله في إيران ووالدة الشهيد عايدة سرور، وقد تخلل الاحتفال العديد من المشاهد والفلاشات الفنية المعبرة عن الشهداء وعن الشهيد "علي إسماعيل" وفي ختام الحفل جرى تكريم والدة الشهيد والكاتبة.
أدب المقاومة عابر للحدود
قال محمد مهدي دادمان، رئيس المركز الفني، في هذه المناسبة: بدأ أساس نقل الرواية وتصوير الإنسان الثوري المقاوم منذ تسعينيات القرن العشرين في المركز الفني، لقد شهدنا من خلال تجلي الثورة الإسلامية إحياءً جديداً للإنسان. ولقد أتيح للإنسان بمعناه الإلهي والفطري مرة ًأخرى في فترة من التاريخ الفرصة ليظهر كل جمالياته، وقد أدرك أهل الثقافة والفن بسرعة أن هذا التجلي الإنساني يجب أن يُروى من جديد للجميع.
وواصل قائلاً: تشكل الوعي الجماعي بفضل الجيل الأول من أدب المقاومة، واليوم في أدب المقاومة لا توجد حدود لرواية إنسان المقاومة؛ الإنسان اللبناني، واليمني، والعراقي، والسوري، والفلسطيني. الثورة الإسلامية لم تُحيي الإنسان فقط في إيران، بل في جميع البلدان. وإذا أردنا تألق أدب المقاومة، يجب التوجه نحو إنسان المقاومة خارج حدود إيران.
وصرح رئيس المركز الفني: عايدة رواية أم لبنانية تروي قصتها وقصة إبنها الشهيد. وهو من الشهداء الأوائل العابرين للحدود. نأمل أن تكون هذه المرحلة من أدب المقاومة مثل المرحلة الأولى مشرقة ومثمرة، وأن تتوجه نحو الأدب غير الإيراني، وتنتشر بسرعة، وتكون مصدر خير وبركة.
كتب المقاومة وصلت إلى منزل كل لبناني
في هذه المناسبة، أشار السيد عبد الله صفي الدين، ممثل حزب الله في إيران، وشقيق رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشهيد السيد هاشم صفي الدين إلى مكانة الشهداء، قائلاً: الفن هو أداة ووسيلة لترجمة الأهداف السامية لشهداء المقاومة، والتي تتمتع بقيمة كبيرة وعظيمة.
وقال متحدثاً عن كتاب عايدة : لا يمكن وصف تأثير هذه الكتب في نشر المقاومة ووعي المجتمع الإسلامي في المنطقة. أعتقد أحيانًا أن صورة واحدة تأتي من القلب لها تأثيرات تعادل عشرات جلسات المحاضرات لنشر ثقافة معينة.
وأضاف: "وصلت الكتب التي تتناول حياة شهداء الدفاع المقدس في إيران إلى كل منزل في لبنان والمنطقة، وتأثير هذا العمل المشترك، الذي بدأ من هذا المركز الفني، لا يمكن وصفه في تقدم المقاومة وفهم المجتمع الإسلامي للمقاومة في لبنان والمنطقة.
السيد حسن نصر الله كان فناناً حقيقياً
وصف السيد عبد الله صفي الدين سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله بأنه كان إنساناً قديراً أحبّه الناس، وكان شخصية فريدة ونادرة في هذا الزمن. حتى سكان الكيان الصهيوني كانوا يقولون: "نحن نؤمن بحسن نصر الله أكثر من قادتنا"، وهذا من جاذبيته الإلهية.
كما قال بأن سيد شهداء الأمة الشهيد السيد حسن نصرالله فنانٌ من الطراز الأول، وأضاف: إن سعة صدره جعلته يستفيد من فرص الدنيا ويخلق مشروعاً جذاباً ويقدمه للعالم.
وأكد صفي الدين فيما يتعلق بنشر الذكريات الشفوية لجبهة المقاومة بوجوب توفر الإبداع في أعمالنا، وأضاف بأن الظروف الحالية في المنطقة تؤثر على مصير العالم الإسلامي، ودون أي شك ستُسجل هذه الأحداث في تاريخ العالم الإسلامي، ونحن عبر هذا العمل نكتب التاريخ ونظهر الحقيقة للعالم، إذاً الابداع في هذا العمل مهم جداً.
وأضاف: ما يتعرض له جنوب لبنان اليوم من أحداث مختلفة، منها تفجير البايجر واستشهاد سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين والقادة الشهداء كان كافياً لتفتيت بلد، ويسعى العدو لمحونا ولكن مع ما قمنا به من إجراءات شكلت معجزة في الصمود والثبات والمقاومة وسجلت انتصارات كبيرة في هذا المجال وإطمئنوا سننتصر بعون الله تعالى.
وأكد السيد عبد الله صفي الدين أن السيدة زينب (ع) والسيدة فاطمة الزهراء(ع) يديران جبهة المقاومة في لبنان ويدافعن عن الشعب اللبناني وعن الشيعة، وأضاف هذا هو الوعد الإلهي ولا شك فيه.
وأضاف: يجب على كل فنان في مجاله أن يكون له دور في هذه الحرب، اليوم العديد من عوائل الشهداء في لبنان قدمت ثلاثة شهداء أو اربعة ومنهم قدم خمسة شهداء ولكن بالرغم من جميع المشاكل والتحديات التي تواجههم فهم راضون ومستمرون في المقاومة .
حضوري في إيران كالحلم
عايدة سرور، والدة الشهيد علي عباس إسماعيل، قالت في ختام الاحتفال: لا أستطيع التحدث عن جميع ما يعتمل في قلبي، ولكن تقبلوا مني هذه الكلمات القليلة. مهما حاولت التعبير بالكلمات لا يمكنني شكر الشعب الإيراني. لم أتخيل أبداً أن أكون في إيران، ولكن اليوم تحقق هذا الحلم.
وأضافت: رأيت ابني مرة في المنام، وأخبرني أننا سنكون يوماً في إيران وسنلتقي أشخاصاً مهمين، والآن أعلم أن الشهداء جميعهم أهل عرفان وأحياء، وأنهم جميعاً كانوا عشاق الإمام الحسين(ع) الذين لبوا دعوته واستشهدوا.
وأضافت أنا سعيدة لأنني شهدت ثورة الإمام الخميني(قدس) بعيني، أنا فخورة بأنني ابنة جبل عامل، وأنا إبنة الشيخ راغب حرب الذي اعتبر أن الموقف سلاح والمصافحة اعتراف وإبنة الشهيد السيد عباس الموسوي الذي قال اقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر وأكثر. وإنني فخورة بانتمائي لخط سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله الذي أعلنها بأننا حتماً سننتصر ولذا أنا متيقنة من النصر رغم كل التضحيات المقدمة في سبيله.