في ذكرى محمود حكيمي.. حكواتي الأجيال
شهاب دارابیان
منذ وقت ليس ببعيد، استضافت إحدى وكالات الأنباء في البلاد رجلاً لعدة أيام في الأسبوع يذكره الكثير منّا بقصص الطفولة واللحظات الجميلة في الكتب المدرسية.
كان "محمود حكيمي" كاتباً ارتبط اسمه بالقصص التربوية والدينية المحفورة في الأذهان، كان يأتي إلى مكتب التحرير عدة مرات في الأسبوع ويعامل زملاءه بكل بساطة وحميمية كما لو كان صديقاً قديماً.
الله یذکره بالخیر، الأستاذ حكيمي، بأفكاره النقية والجديدة التي كانت في ذهنه، كان دائمًا يقدم الأفكار لزملائه الشباب ويقول بابتسامته المعتادة: "إذا كانت مهمة صعبة، فسنقوم بها معًا". من تقديم التعاون إلى الاستماع إلى أحاديث الآخرين ومشاكلهم، كان دائمًا بجانبنا وأعطانا روحًا فريدة من نوعها. كان صدقه وأخلاقياته في العمل درسًا عظيمًا للجميع. ربما لم نكن نعرف حتى أنه هو من كتب القصص التي لا تنسى في كتبنا المدرسية؛ لكننا أحببناه بكل جملة وكلمة.
كان محمود حكيمي أكثر من كاتب.. كان معلماً ومرشداً للأجيال.. كان يسرد القصص ويقوم بتطوير الأفكار لإيصال الرسائل الأخلاقية والمعرفية. وربما لا أبالغ إذا قلت إن وجوده كان بمثابة داعم. لقد كان رجلاً أخذ أيدينا بقلمه وكلماته وأظهر لنا طريقة أكثر إشراقاً للحياة. والآن بعد أن رحل عنّا، فإن ذكراه لا تزال حية في قلوبنا، وقد ترك لنا إرثاً أبدياً من حب الحكمة والأخلاق.