الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وخمسة وثلاثون - ١١ نوفمبر ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وخمسة وثلاثون - ١١ نوفمبر ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

کاتب وباحث إيراني للوفاق:

”محمود حكيمي” رائد الأدب الديني

يعتبر الأستاذ محمود حكيمي الأدب نموذجاً لتجربة الحرية إلى جانب الترفيه والمعرفة، فقد وضع مبادئ كتابته القصصية في سياق قصص «ألف ليلة وليلة»، ولغته کانت بسيطة ومفهومة. للتعرف أكثر على أعمال وآراء الأستاذ محمود حكيمي؛ أجرينا الحوار التالي مع مهدي كاموس، الكاتب والباحث وأحد أصدقائه المقربين، فيما يلي نصّه:

أصغر علي کرمي

أشار كاموس إلى أن الأستاذ محمود حكيمي كان أحد نشطاء حركة الثورة الإسلامية وكان حاضراً في نوفل لوشاتو بين أنصار الإمام الخميني(رض)، وهو مؤلف مجموعة "تاريخ الحضارة للمراهقين" المكونة من 22 مجلدًا منذ الأربعينيات وكان عضوًا في هيئة تحرير مجلة "مكتب الإسلام" الشهریة، وكانت أعماله الخيالية في الستينيات ضد النظام البائد وکان ناشطاً في إيقاظ جيل الشباب.
وقال كاموس: حتى نهاية حياته كان الأستاذ محمود حكيمي يعتبر إصلاح نظام التعليم هو السبيل لإصلاح المجتمع، وقد رأى في أهل البيت(ع) أسوة حسنة للإنسان الكامل، واعتبر محمود حكيمي مدرسة أهل البيت(ع) مدرسة الحب.. ومن ناحية أخرى، كتب مقالات وقصص لتنوير أفكار جيل الشباب حول الوهابية والبهائية، واعتبر سبيل إنقاذ إيران العزيزة في وعي جيل الشباب لمدرسة أهل البيت(ع). وتابع: حكيمي الذي كان أكثر ما يفخر بلقب "خادم الثقافة العاشورائية" حاصلاً على شهادة فنية من الدرجة الأولى من بين عشرات الأوسمة، في السنوات الأولى للثورة، وبناء على طلب الشهيد رجائي، قام بتأليف كتب التاريخ للمرحلة المتوسطة وتصحيح 70 كتاباً
مدرسياً.
وذكر كاموس أن الأستاذ محمود حكيمي كان مثالاً لمن عاش سعيداً ومات سعيداً، وقال: هو لم يسع قط إلى منصب، وبكونه معلماً ومؤلفاً لأكثر من 130 كتاباً، کما عاش حياة كريمة وبكتابة كُتُب خيالية قبل الثورة وكُتُب تاريخية وعلمية للمراهقين بعد الثورة.
وأكد كاموس، في معرض التعريف بأعمال الأستاذ محمود حكيمي، قائلاً: أنه في كتاب "نابليون بونابرت" شرح سيكولوجية الشخصية ودور التاريخ الاجتماعي الأوروبي في تكوين شخصية نابليون، مما يظهر فهمه المتعدد الأوجه للإنسان. كما بيّن الأستاذ محمود حكيمي دور السياسة في تربية الإنسان وتكوين مجتمع لا مبال ومستبد في نظام تعليم المستبدين في كتاب "تعليم المستبدين".
وبحسب كاموس، فإن الوظيفة الأساسية للأستاذ حكيمي هي التدريس، وكانت له وجهة نظره الخاصة في هذا المجال، مما جعلته معلماً لا مثيل له، وقال: إن الأستاذ محمود حكيمي الذي اطلع على الأفكار الجديدة في العالم من خلال دراسته باللغتين الإنجليزية والألمانية، كان يعرف أساليب التعليم؛ لكنه سرعان ما توصل إلى نتيجة مفادها أن التعليم المتخصص، بغض النظر عن تنمية الأخلاق، يصنع الإنسان فرداً واحداً فهو يجعل المجتمع كتلة. ولذلك رأى علاقة ذات اتجاهين لا تنفصم بين تعليم المعرفة وتهذيب الأخلاق. وتظهر كتبه أن المهم بالنسبة للأستاذ هو الإنسان وأن التعليم يلعب دوراً أساسياً في بناء المجتمع والتاريخ. ولهذا السبب يُعتبر محمود حكيمي معلماً وكانت روحه مهتمة بالتعلم في كل لحظة، وكانت ممارسته هي التساؤل المستمر، وأخلاقه هي المناقشة والجدل والنقد المستمر لنفسه وللعالم، وكان سلوكه في التعليم يتبع مدرسة الحب، وكان يعتقد أن التعلم لن يتم إلا إذا تم ترسيخ الحب والمودة بين الطلاب.
وبعد الثورة الإسلامية، استمر محمود حكيمي في التدريس في المدارس الثانوية والاستثنائية والموهوبين والمكفوفين، وألّف للطلاب والشباب تاريخ الحضارة في 22 مجلداً والموسوعة الحديثة في 6 مجلدات.
وفي إشارة إلى التاريخ النضالي للأستاذ محمود حكيمي فيما يتعلق بشخصيته ونشاطه الثوري، قال كاموس: إن محمود حكيمي، الذي بدأ الكتابة في الأربعينيات من خلال نشر مقالات سياسية في الصحف الشهيرة في تلك السنوات، ذهب مبكراً وفي الوقت المناسب إلى عالم الأطفال ودرس وتعاون مع الأستاذ عباس يميني شريف رئيس تحرير صحيفة كيهان للأطفال، ومن جهة أخرى أصبح مدرساً في مدارس طهران ثم في مدينة قم المقدسة. واعتبر حكيمي أن المعرفة الإنسانية والتجربة البيولوجية البشرية غير مكتملة لحياة الإنسان، ومثل العديد من معاصريه، لم يشعر بأنه مجبر على قبول العالم المادي والموقف المادي. ومن ناحية أخرى، لم يكن الموقف اللامبالي وغير السياسي للأديان تجاه القضايا الاجتماعية والسياسية للمجتمع، خاصة في إيران العزيزة، مقبولاً.
وأضاف: بدأ الأستاذ محمود حكيمي، بما لديه من معرفة بتاريخ الأديان ومهارته في الكتابة وإلمامه بالمراهقين في المدارس والجماعات الدينية، بكتابة قصص متتالية من تاريخ الأديان بهدف إعلام وتثقيف جيل الشباب وتنوير وإيقاظ المجتمع في مجلة "مدرسة الإسلام".. لقد رحب الناشئة والشباب المحتجون على النظام البائد والمهتمون بربط الدين بالمجتمع بهذه القصص لدرجة أن أعمال محمود حكيمي أصبحت من أكثر الكتب مبيعاً.
وبعد انتصار الثورة، تحولت بعض هذه القصص إلى مسارح وأفلام، وشكّل مؤلفو الأسلوب الثوري الجديد، بعد هذه الأعمال، الأدب الديني للأطفال والمراهقين بعد الثورة، وأحيانًا ابتكروا أعمالًا خالدة، ووجد محمود حكيمي مكانة رائد الأدب الديني.
وأضاف: الأستاذ حكیمي بعد انتشار الفكر التكفيري ونشوء تنظيم القاعدة وداعش الإرهابيين في العالم، انتقد لامبالاة كُتّاب أدب الأطفال والشباب، وكتب قصصاً في مجلة "مدرسة الإسلام" لتسليط الضوء على انحراف المعتقدات الوهابية ودور المدارس الدينية في العالم في تنمية المعتقدات التكفيرية.

 

الأستاذ محمود حكيمي في سطور..

وُلِدَ محمود حكيمي في طهران عام 1943م وبعد أن أكمل تعليمه الابتدائي والثانوي، إلتحق بجامعة "تربيت معلم" لدراسة اللغة الإنجليزية. وبعد أن قام بالتدريس في مدارس طهران لفترة، ذهب إلى إنجلترا لمواصلة دراسته. بعد حصوله على الماجستير وبعد عودته إلى إيران، قام بالتدريس في مراكز تدريب المعلمين. وأثناء تقاعده، كرّس نفسه لعمله المفضل وهو البحث والكتابة في مجال الأدب الثوري الإيراني المعاصر
وتاريخ الحضارة.
وكان كتابه الأول بعنوان "اشراف زاده قهرمان/ النبیل البطل"، وهو عبارة عن سيرة مصعب بن عمير، الصحابي الشجاع للرسول الكريم(ص)، وقد لاقى استحسان القُرّاء الشباب. وبعد سنة 1971م صدر له كتاب "حسين بن علي(ع) پيشواي آزادگان/ الحسين بن علي(ع) أمير الأحرار"، و"الطاغوت"، و"المحاربون العلويون"، و"شهداء الفخ"، و"أناشيد التحرير"، و"القسم المقدس"، كانت من أعماله التي صدرت قبل
الثورة الإسلامية.
بعد الثورة الإسلامية، نشر حكیمي أعمالاً عن حياة المعصومين الأربعة عشر(ع)، خاصة للشباب. كما صدر له كتاب "وجدان/ الضمير" وهو عبارة عن قصة ذات محتوى ديني، والذي صدر في طبعته الثامنة عشرة نظراً لاقبال الشباب عليه؛ لكن العمل الرئيسي والمهم لحكيمي بعد الثورة كان تأليف مجموعة مكونة من 22 مجلدًا عن تاريخ الحضارة أو قصة حياة الإنسان، خاصة للناشئة والشباب. وقام بتجميع حضارات التاريخ الأول على أساس حركة الأنبياء الموحدين: النبي إبراهيم(ع) في بابل، والنبي موسى(ع) في مصر القديمة، والنبي عيسى(ع) في روما القديمة.
ويعتبر حكيمي أن كل هذه التوجهات العلمية في الأدب والتاريخ هي نتيجة النشأة في أسرة متدينة، ودراسة المنشورات الدينية والكتب العلمية بشكل مستمر.

البحث
الأرشيف التاريخي