تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
خبير في الشؤون الإيرانية للوفاق:
الشهيد السيد هاشم صفي الدين.. عضد الأمين وعقل حزب الله الاستراتيجي
قدّم سماحة السيد هاشم صفي الدين جلّ حياته في خدمة حزب الله والمقاومة الإسلامية ومجتمعها وأدار على مدى سنوات طويلة من عمره الشريف بمسؤولية واقتدار المجلس التنفيذي ومؤسساته المختلفة ووحداته العاملة في مختلف المجالات وكل ما له صلة بعمل المقاومة قريباً من مجاهديها، لصيقًا بجمهورها محبًّا لعوائل شهدائها حتى حباه الله بالكرامة شهيداً في قافلة شهداء كربلاء النورانيّة. وفي هذا السياق وحول شخصية وموقعية الشهيد السيد في حزب الله، حاورت صحيفة الوفاق الخبير في الشؤون الإيرانية الأستاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد شمص، وفيما يلي نص الحوار:
يؤكد الدكتور شمص بأن الشهيد السيد هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله كان بمثابة الأخ وعضد الأمين العام السيد الشهيد السيد حسن نصر الله والعقل المدبر والمدير النابغة الذي كان يتمتع بذكاء وحنكة ومرونة واستراتيجية، كان يُعد عقلاً استراتيجياً يدير مؤسسات الحزب ووحداته كرئيس وزراء ممسك بالقضايا التنفيذية والعملية بالإعلام والسياسة والإدارة والتربوي والثقافي والاجتماعي، كان صاحب تجربة وباع طويل في إنشاء مؤسسات وفي نطاق التفكير في حزب الله كان يعتبر رائداً وقائداً فاعلاً في هذا المجال لهذا تعتبر خسارته كبيرة بالنسبة ليس فقط لحزب الله إنما للأمّة الإسلامية.
ناصر المستضعفين والفقراء
ويلفت الدكتور شمص إلى أنه "في الوقت الذي كان فيه الأمين العام سيد شهداء الأمّة السيد نصر الله لا يخرج إلى الخارج نتيجة الأوضاع الأمنية ولا يستطيع ملاقاة الناس والاجتماع بهم، قام الشهيد السيد صفي الدين بهذا الدور إلى جانب عدد من قيادي حزب الله، يختلط مع الناس يسمع أصواتهم وآلامهم ومشاكلهم ويعالجها، ملأ فراغاً كبيراً على مستوى الحضور الميداني للسيد حسن نصر الله، كان قريباً من الناس متواضعاً خلوقاً ناصراً للمستضعفين، وأفنى عمره في سبيل خدمة الناس كما كان السيد عباس الموسوي (رحمة الله عليه) والشهيد السيد حسن نصر الله الذين أفنوا عمرهم في سبيل نصرة هذا الدين ومساعدة الناس الفقراء والمستضعفين".
قيادي مؤسس للحزب
هو من القياديين المؤسسين لحزب الله في مرحلة تشكيله كتنظيم وهيكلية قوية متماسكة، على المستوى التشكيلي أو التنظيمي في الحزب يعتبر الرجل الثالث بعد الشيخ نعيم قاسم وبعد الشهيد السيد حسن نصر الله كان الرجل الثالث على مستوى الهيكلية التنظيمية؛ لكن على مستوى الفاعلية والحضور كان بمثابة الرجل الثاني في حزب الله من حيث الحضور والفاعلية والإمساك بالملفات خاصةً الملفات التنفيذية الحساسة والمهمة في داخل حزب الله ولبنان.. كان دقيق الملاحظة يعرف ماذا يقول وكيف يدير المؤسسات وكيف يطلق المشاريع الكبرى مديراً تنفيذياً وقائداً عملياً ومفكراً استراتيجياً وملهماً على مستوى الثقافة الدينية والإسلامية وثقافة المقاومة"، وفق الدكتور شمص.
شبيه السيد حسن قوة وحنكة ودبلوماسية
هو ابن خالة السيد حسن نصر الله تجمعه فيه قرابة عائلية، كان يدرس في الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة، قضى جزءاً من سنين حياته هناك ثم رجع إلى لبنان عملاً بالتكليف في خدمة المقاومة وجمهورها ودفاعاً عن لبنان إلى جانب ابن خالته وأخيه الشهيد السيد حسن نصر الله.. كنّا نرى في ملامح وجهه الزهد والتواضع والشدة في الوقت نفسه على الأعداء واللين مع المؤمنين والمسلمين شبيه إلى حد كثير مع صفات سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله من حيث الكفاءة والقوة والمكانة والحزم والشدة والذكاء فكان متقداً بالذكاء والحنكة والدبلوماسية والمرونة، كما ذكر الدكتور شمص الذي يختم حديثه بالقول: "عموماً الشهداء اختارهم الله بعد توفر صفات الشهادة فيهم، كان شهيداً قبل استشهاده وأي كلمة أو حديث لا يمكن أن ينصف الشهداء خاصةً القادة ويعطيهم حقهم".