الخارجية الإيرانية، مُعتبرةً إنهاء شرور الإحتلال واجباً إنسانياً وأخلاقياً وقانونياً:
أيّ أذى من الكيان الصهيوني سيُقابل بردّ قاطع
الوفاق- أكد المتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أن أولوية إيران تجاه الأوضاع الإقليمية هي إحلال ونشر السلام والاستقرار والطمأنينة في المنطقة، معتبراً إنهاء شرور الكيان الصهيوني واجب إنساني وأخلاقي وقانوني وفق القوانين الدولية.
وقال بقائي: إن الجهاز الدبلوماسي بذل خلال الأسابيع الأخيرة جهوداً كبيرةً لمنع الكيان الصهيوني من القتل والتحريض على الحرب في غزة ولبنان وتوسيع رقعتها لتشمل المنطقة، مشيراً إلى أن هذه المشاورات بدأت بالزيارة الميدانية التي قام بها وزير الخارجية إلى لبنان. وأضاف: بالإضافة إلى المشاورات الدبلوماسية والسفر إلى دول المنطقة، أجرى وزير الخارجية أيضاً مكالمات هاتفية عديدة مع مختلف المسؤولين وأجرى مفاوضات جيدة بشأن منع انتشار التوتر، وكانت رسالة وزير الخارجية من هذه الرحلات واضحة، ولا سيما فيما يتعلق بتحسين العلاقات مع الجيران وتوسيعها.
القاسم المشترك لجولة عراقجي
وقال بقائي: القاسم المشترك بين زيارات وزير الخارجية هو القلق من مخاطر وتهديدات انتشار الحرب في المنطقة، وأن هذه الزيارات يمكن أن تمنع انتشار الحرب، وأعلن أن عراقجي غادر البلاد الإثنين (أمس)، متوجهاً إلى الكويت والبحرين. وأضاف: بغض النظر عن بعض الخلافات مع بعض دول المنطقة، فقد أعطينا الأولوية للتشاور للحفاظ على السلام والأمن. وتابع: إن بإمكان روسيا والصين، باعتبارهما عضوين مهمين في مجلس الأمن، أن تلعبا دورًا مهمًا، مشيراً إلى أن البلدين يعارضان بشدة نهج الكيان الصهيوني.
عدم استبعاد أي دولة من المشاورات
وحول استمرار الدبلوماسية الإقليمية الإيرانية، قال بقائي: نحن لا نستبعد أي دولة من مشاوراتنا الإقليمية، مشيراً إلى أن الحفاظ على السلام في المنطقة والمساعدة على تعزيزه واجب مشترك على الجميع، وأن السلام والأمن في المنطقة أمر جوهري، ويجب على دول المنطقة أن تظهر استعدادها في هذا المجال.
وبخصوص عودة قضية الجزر الثلاث إلى الظهور، قال المتحدث باسم الخارجية: أولاً، نأسف إنه وفي الوضع الحالي، الذي ينبغي أن يتم التركيز فيه على إنهاء شرور الكيان الصهيوني، يتم مناقشة قضية إيران مع إحدى الدول بشكل علني. ونحن نطرح هذه القضية طوال العام مع أصدقائنا وشركائنا والدول ذات الصلة، وموقفنا واضح يتعلق بإصرارنا على سيادتنا الوطنية ووحدة أراضينا، وهذا الموقف يستند إلى كافة القوانين الدولية واحترام حقوق الدول. كما قدمنا مذكراتنا الاحتجاجية في هذا الصدد.
العلاقة مع تركيا
وتابع بقائي: العلاقات بين إيران وتركيا كدولتين كبيرتين وقويّتين إقليميتين في العالم الإسلامي متميزة للغاية، وكانت زيارة وزير الخارجية الأخيرة إلى تركيا أيضًا فرصة جيدة للقاء المسؤولين الأتراك، مشيراً إلى أن اجتماعاتنا مع مسؤولي حركة حماس أظهرت أيضًا أن حماس حية، وإن البلدين إيران وتركيا ملتزمان بوقف العدوان على غزة ولبنان.
وحول رد إيران على تهديدات الكيان الصهيوني ضد منشآت بلادنا النووية، قال بقائي: قدمنا مذكرة احتجاج إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن هذه التهديدات. وتابع: رسالتنا واضحة للغاية وقلنا مرات عديدة أن أي أذى من الكيان الصهيوني سيُقابل بردّ قاطع من قبل إيران، والقرار بشأن كيفية الردّ هو أيضا مسؤوليتنا، وصرّح: رسالتنا فيما يتعلّق بمسؤولية الدول التي تشارك بأي شكل من الأشكال في الهجوم على إيران واضحة، ونحن سعداء بأن دول المنطقة وصلت إلى هذا النضج بأن حماية سلم وأمن المنطقة هي مسؤولية الجميع، وعواقب أي إنفلات أمني ستطال جميع دول المنطقة، وقال: إن دول هذه المنطقة لن تسمح أبداً بأن يتم الهجوم على أي دولة أخرى في المنطقة من خلال أراضيها.
العقوبات الأمريكية والأوروبية
وفيما يتعلق بالعقوبات الخطيرة التي فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا على شركات الطيران الإيرانية، قال المتحدث باسم الخارجية: إن العقوبات الأخيرة على شركات الطيران لا تغير شيئًا سوى أنها تحرم الناس من حقوقهم الأساسية. وأضاف: إن توجهات إيران الإيجابية فيما يتعلق بتحسين العلاقات مع أوروبا قوبلت بردها السلبي، وآخر مثال على ذلك هو الإجراء الجديد الذي اتخذته أوروبا بفرض عقوبات على إيران. وتابع: خلال زيارة السيد عراقجي إلى نيويورك، وقال: عقدنا اجتماعاً مع ثلاث دول أوروبية وناقشنا القضايا النووية وغيرها. ولذلك، كانت إيران دائماً في المقدمة. ونحن على استعداد للتعاطي مع كافة الدول على أساس الاحترام المتبادل والتفاهم على أساس المصالح الوطنية الإيرانية.
بوادر إيجابية
وتابع المتحدث باسم الخارجية: نرى بوادر إيجابية على أن مشاوراتنا الدبلوماسية الأخيرة في المنطقة أسفرت عن خلق قلق مشترك وإصرار على منع آلة القتل للكيان الصهيوني، ودول المنطقة تتشاور مع شركائها من أجل حل عام وعالمي لإنهاء السياسات العدوانية للكيان الصهيوني.
وقال بقائي: نرحب بأي مبادرة تؤدي إلى وقف الجرائم في غزة ولبنان، ولم يكن لدى إيران قط نية التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة. وأضاف: المقاومة وحزب الله من الجهات الفاعلة في الداخل اللبناني، والحل الأفضل هو الحوار اللبناني - اللبناني للتوصل إلى توافق في هذا المجال.
وصرح: إن محادثات مسقط التي تأسست منذ فترة طويلة وركزت على القضية النووية، قد توقفت في الوقت الحالي وبسبب الأوضاع الأخيرة التي تشهدها المنطقة؛ ولكن فيما يتعلق بتبادل الرسائل بين البلدين (إيران وأمريكا)، لدينا قنواتنا الخاصة، وأهمها السفارة السويسرية. وقال: إننا نتابع حقوق الشعبين اللبناني والفلسطيني في إطار مُقرّرات ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، ونعتبر ذلك من واجباتنا وواجبات باقي دول المنطقة القانونية والإنسانية.
وفيما يتعلق بالتعاون المشترك بين إيران وتركيا في مكافحة الإرهاب، تابع بقائي: أحد المواضيع التي كانت دائماً على جدول أعمال إيران وتركيا هو تعزيز أمن الحدود ومكافحة الإرهاب. وكنا على اتصال مع تركيا في إطار عملية آستانا، ومازالت هذه المشاورات مستمرة.
إحلال السلام في سوريا بالتعاون مع تركيا
وقال بقائي: نسعى لإحلال السلام والاستقرار والأمن في سوريا بالتعاون مع تركيا ودول أخرى في المنطقة في أطر مختلفة بما فيها عملية آستانا، ونتفق مع تركيا على محاربة الإرهاب على الحدود المشتركة وفي المنطقة بشكل عام.
وصرح: زيارات وزير الخارجية خلال الأسبوعين الماضيين تركزت على التطورات التي تشهدها المنطقة وجهود خلق توافق بين دول المنطقة لمنع جرائم الكيان الصهيوني في غزة ولبنان، وقال: بينما كانت أولويتنا هي القضايا الإقليمية، فقد اغتنمنا كل فرصة لإثارة القضايا الثنائية، وخاصة القضايا الاقتصادية. وعلى سبيل المثال، في الحديث مع السلطات التركية خلال الرحلة الأخيرة، تحدثنا عن تطوير اقتصاد الحدود وتفعيل مجلس التعاون الأعلى بين الجانبين.
وأضاف: محادثاتنا لا ولن تقتصر على دول المنطقة، ومصر مثال واضح على ذلك.
وأضاف: إن إيران تحاول التخلص من شر الكيان الصهيوني من خلال كافة المعلومات والمعطيات المتاحة، وبالطبع تعتمد على قدرات قواتها العسكرية والأمنية، ومن الطبيعي فإن رد إيران على الشرور المحتملة للكيان الصهيوني أمر مؤكد.
وقال بقائي: إن تركيز الجهاز الدبلوماسي الإيراني ينصب على منع تمدد عدوان الكيان الصهيوني في المنطقة ووقف الحرب في غزة ولبنان.