هـكـذا ارتـقـىٰ القائـد السـنـوار شـهـيداً
الوفاق / خاص
عبدالله علي هاشم الذارحي
مساء الخميس 17- 10 - 2024م. كنت انا وغيري من الأحرار لم نُصدق الأخبار التي زعم فيها الكيان الصهيوني إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد المغوار المجاهد يحيى السنوار، هذا الخبر افرح الصهاينة اليهود وامريكا وصهاينة العرب وعملائهم والكثير غيرهم، وبما انه لم يصدر بيان رسمي من حركة حماس ينفي او يؤكد لنا الخبر..
لقد بتنا نسأل انفسنا ماذا لو كان الخبر صحيحا؟ أليس مجاهداً مقاتلاً صنديداً في سبيل الله والارض والعرض ويتمنى الشهادة؟ أليست هذه خاتمة يتوج بها رجلا مناضلا سيرته العطرة؟ ألم يستشهد قبله على طريق القدس قادة بذلوا أرواحهم في سبيل الله؟ أليست المقاومة باقية؟ أليست المقاومة بإستشهادهم وبدمائهم الطاهرة الزكية صارت الوقود لأسلحة يصطلي الصهاينة بنارها؟ ألم تزيد احرار المقاومة إصرارا وعزما وثباتا ومواجهة وانتصارا؟ وأجبنا على تلك الأسئلة وغيرها بقولنا «نعم» وبتنا مسلمين امرنا وأمره لله تعالى..
وفي عصر يوم الجمعة 18 -10 تأكد لنا الخبر بكلمة نائب حركة حماس في قطاع غزة الدكتور خليل الحيّة، وبعد الكلمة اصدرت حركة حماس بيان نعي القائد الجهادي الكبير الشهيد يحيى السنوار، وجاء في البيان التالي: ننعى القائد الوطني الكبير/الأخ المجاهد الشهيد يحيى السنوار (أبو إبراهيم) رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقائد معركة طوفان الأقصى.. الذي ارتقى بطلاً شهيداً، مقبلاً غير مُدبر، مُمْتَشقاً سلاحه، مشتبكاً ومواجهاً لجيش الاحتلال في مقدّمة الصفوف، يتنقل بين كل المواقع القتالية صامداً مرابطاً ثابتاً على أرض غزَّة العزَّة، مدافعاً عن أرض فلسطين ومقدساتها، ومُلهماً في إذكاء روح الصُّمود والصَّبر والرّباط والمقاومة.
أبناءَ شعبنا العظيم، أمتنا العربية والإسلامية، أحرارَ العالم؛».. لاشك ان الخبر احزننا ولكنه نقول: سلام الله على الشهيد القائد يحيى السنوار، فهو القائل حين سألوه»ماذا لو استشهدت؟ قال لاقلق من أن نستشهد فهناك الف الف هنية وسنوار» هكذا هو منطق الواثق بربه ودينه ونبيه وشعبه وقضيته العادلة، وهو القائل» لن نستسلم، سننتصر أو نموت.. «أسيراً وقائداً وشهيداً» وبالفعل صدق قوله ونال ماتمناه..
فلا يظن الكيان الصهيوني المحتل وامريكا وعملائهما أن بإستشهاد القائد يحيى السنوار يعني لهم نهاية المقاومة،كما اعتقدوا بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين قبل عشرين عاماً، ثم بعد اغتيالهم للكثير من القادة بعده، وبإغتيالهم للشهيد القائد اسماعيل هنية قبل أكثر من شهرين وبعده سيد المقاومة والشهداء السيد حسن نصر الله وغيره اصبحت المقاومة وحركة حماس بعد أن خلفه القائد الشهيد يحيى السنوار أقوى وأشد قوة وبأسا وتنكيلا بالعدو، وعمليات المقاومة على مدار الساعة لم ولن تتوقف الا بوقف العدو لعدوانه..
لقد استشهد القائد البطل المجاهد يحيى السنوار «أبو إبراهيم» مدافعاً عن أرضه وشعبه ودينه وعرضه ومقدساته، لم يمت ذليلاً وهو يفاوض كبعض الذين يسمون أنفسهم «قادة» بل مات وهو حاملٌ سلاحه مقاتلاً مشتبكاً،لم يسلك طريق التفاوض والذل، بل سلك طريق الجهاد في سبيل الله حتى نال الشهادة، فـيحيى هو الحي عند الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقا، وهو الحي والخالد المخلد عند احرار المقاومة بفكره وبطولاته وقيادته وجهاده وإرعابه للعدو..
حتى بلحظة استشهاده أراد أن يذل غرور كيان العدو الصهیونی وأمريكا وعملائهما، هاهو القائد الشهيد السنوار اختاره الله للشهادة وهو في ميدان المعركة مشتبكا مع فلول كيان العدو، لم يكن في الأنفاق مختبئًا ولا على فراشه مستلقيًا ولا على كرسيه جالسًا.. ولابساً بدلته العسكرية ولسلاحه حاملًا وللرصاص بإتجاه الصهاينة راميًا ومصوبًا ولجراحه ونزيفه رابطًا ومرابطًا بمكانه كـ الأسد في عرينه مفوضًا امره لله تعالى..
في آخر لحظات جهاده أيقن أن الله عز وجل قد اصطفاه واختار له الشهادة حينها أشهد الله على خذلان الأمة لغزة، ونطق بالشهادتين وقال فزت ورب الكعبة، فلا شك أنه بهذا وجه ضربة مدوية للعدو الصهيوني وداعميه وعملائه، وقدم لقادة واحرار المقاومة درسا عمليا سيكون بالغ الأثر في المستقبل القريب وسيثأرون لدم القائد الشهيد ولدماء كل الشهداء على طريق القدس، فسلام الله عليك يا قائد الطوفان العظيم وعلى رفاق دربك بكل دول المقاومة وحسبنا الله ونعم الوكيل.