الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وستة عشر - ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وستة عشر - ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

شاعر وخبير قانوني عراقي للوفاق:

فلسطين صوت الإنسان الحيّ

الشعر كظاهرة تنبع من أعماق نفوس الواعين والمستيقظين، يكون أحياناً كالمرآة التي تعرض حال المجتمع، وإذا كان الشاعر في يده مرآة أكبر فإنها تعرض عالماً أكبر. ولهذا تحدثنا إلى الشاعر«عباس ثائر» الذي ينبض قلبه بالإنسانية وينشد قصائد لشعوب العالم المظلومین، خاصة الشعب الفلسطيني البطل.

أخبرنا عن نفسك حتى نتمكن من التعرف عليك بشكل أفضل.
ولدتُ قبل أن تشن أمريكا غاراتها الحربية لتقصفَ العراق في 12/25/1989. كانت ولادتي تشبه الشعر، أن تولد في اليوم الذي ولد فيه السيد المسيح واليوم الذي يموت فيه الشاعر بدر شاكر السياب، فهذه قصيدة أيضًا. جئت ترابيًا حاملًا في يدي التراب إشارةً إلى التراب الذي سيصير موطني أخيرًا. كبرتُ شيئًا فشيًئًا في حصار قاتل شنته أمريكا والدول الغربية على العراق، هناك انتهت طفولتي، حتى مررت بحرب أهلية بعد سقوط نظام صدام البائد الذي جثم على صدور العراقيين لثلاثين سنة كانت قاتلة، هنا انتهت مراهقتي، وبدأ شبابي يسير بطيئًا، أنهيتُ البكالوريوس لاصطدم بدخول تنظيم «داعش» الإرهابي إلى العراق، بعد هذه المرحة بدأت مرحلةٌ أخرى، ثم انتقلتُ في نهاية 2018 إلى روسيا الاتحادية، أكملت هناك الماجستير في القانون، وكنت أقول دائمًا: إن لا عمر لي سوى هذه الثلاث سنوات التي قضيتها في بلد تولستوي ودوستويفسكي، بعدها عدت إلى العراق لأكمل دراسة الدكتوراه في بلدي، وهكذا مازالت حياتي تسير ببطء.
حدّثنا عن أعمالك الأدبیة؟
صدرت لي مجموعة شعرية كانت قد فازت في المسابقة الأدبية التي أطلقها الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق «أدب الشباب» الدورة الأولى في العام 2018، على إثرها طُبع كتابي «ولله أفكارٌ أخرى» وصدر عن دار الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق لأصبح عضوًا في اتحاد الأدباء، بعد ذلك تُرجمت أغلب قصائد المجموعة إلى اللغة الفرنسية والإنكليزية، وكتب عن تجربتي الشعرية عدد من النقّاد العرب والايرانيين، ومازلت أمارس الكتابة الأدبية في صحف عربية متفرقة، لي كتابان لم يطبعا حتى الآن أحدهما كتاب شعري جديد والآخر حوارات صحفية أجريتها مع شعراء عرب كبار من أجيال أدبية متقاربة، ولي كتاب مازلت أعمل عليه يُعنى في القانون الدولي الإنساني؛ ولكن ما جدوى القانون الدولي الإنساني وهو عاجز عن نصرة فلسطين ولبنان، وعاجز عن حماية العزّل من النساء والأطفال والشيوخ؟!
لماذا وقفت بجانب شعب فلسطین والقضية الفلسطینية؟
القضية الفلسطينية ليست قضية محلية أو قضية قومية ولا حتى دينية، إنّما هي قضية إنسانية كبرى، ومن المسؤولية الأخلاقية والإنسانية ينبغي أن يصطفَ المرءُ إلى جانب أخيه المظلوم، وإن كان المظلوم قويًا، الفلسطينيون أقوياء وإن ظلموا وسُلبت حقوقهم وهُجروا عن ديارهم وبيتهم الوطن، هناك قضايا لا ينبغي أن تضرب بها عرض الحائط وتغض الطرف عنها بدافع الحياد، إذا ما كنت تملك قلبًا إنسانيًا ينبغي أن تصرخ بلاءات كثيرة تشبه لاءات الامام الحسين عليه السلام، فلسطين قضية الغيارى والشرفاء، دائمًا أقول: مَن لا فلسطين له لا شرف له. فلسطين صوت الإنسان الحي الذي يرفض الخنوع والذل، ولماذا وقفت إيران وهي دولة غير عربية مع فلسطين العربية بينما أنكرتها دولٌ عربية تدعي الشرف؟ ولماذا أيدت فلسطين دولةُ نيكاراغوا وهي دولة غير عربية ودولة غير مسلمة؟ المسألة تتعلق بمساندة المظلوم ورفض الكيان الغاصب أكثر من تعلقها بالعرق أو الدين أو اللغة. الشاعر الحقيقي، بل الإنسان الشريف هو من يصطف إلى جانب القضايا الكبرى.
ما هو تقييمك للأدب الفلسطيني المعاصر ودور الشعراء في الصحوة الوطنية؟
أحيانًا ليس بإمكان الشعر أن يقدم شيئًا إزاء ما يُراق من دماء، سوى أن يقول ما يجب قوله؛ لكن لا فائدة من الشعر أمام هذا الموت الوحشي، ينبغي أن يوضع حل لهذه التغول الارهابي الصهيوني. وقد واكب بعض من الشعراء أحداث فلسطين ولبنان وبعض كثير غضّ الطرف عن قتل الأبرياء في فلسطين ولبنان لأنهم يخشون أن يفقدوا الجوائز. هناك شعراء فلسطينيون يكتب بشكل جيد ورائع وحديث هم من نسل محمود درويش الشعري!
نظراً لدراستك في مجال القانون أرجو أن تتحدث لنا عن شرعية المقاومة وحضور القوات المسلحة لدعم المقاومة في فلسطين.
نصّت الكثير من الإتفاقيات الدولية، منها ما نصّ عليه القانون الدولي الانساني والذي كان أساس تشريعه هو حماية الانسان وحفظه أثناء الحروب أو النزعات المسلحة الدولية وغير الدولية، كما أن شرعية المقاومة هي محفوظةً قانونًا أيضًا، إذ أن الدفاع عن الأرض ودرء الانتهاكات العسكرية. وردت في كثير من نصوص الإتفاقيات يؤكد القانون الدولي أن المقاومة بكافة أشكالها حق مشروع للشعب الواقع تحت الاحتلال، ومنها ما جاء في القرار رقم 3103 لسنة 1973 بشأن المبادئ المتعلقة بالمركز القانوني للمقاتلين الذين يكافحون ضدّ السيطرة الاستعمارية والاحتلال الأجنبي والنظم العنصرية، لا بإضفاء المشروعية على عملهم فحسب، وإنما بشمول هؤلاء المقاتلين أيضاً بقواعد القانون الدولي المعمول به في النزاعات المسلحة مثل إتفاقيات جنيف لعام 1949 الخاصة بجرحى الحرب وأسراهم وحماية المدنيين. وقد نص هذا القرار على أن نضال الشعوب في سبيل حقها في تقرير المصير والاستقلال هو نضال شرعي يتفق تماماً مع مبادئ القانون الدولي، وأن أية محاولة لقمع الكفاح المسلح هي مخالفة لميثاق الأمم المتحدة ولإعلان مبادئ القانون الدولي وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأن المحاربين المناضلين الذين يقعون في الأسر يجب أن يعاملوا كأسرى حرب وفق أحكام اتفاقية جنيف المتعلقة بأسرى الحرب.
حبّذا أن نسمع منك قصيدة:
أنشد لكم قصيدة جديدة لم أنشرها في صحيفة حتى الآن وهي تتحدث عن غربة الانسان المختلف:
«غربة»
يولدُ الغريبُ عِنْدَ العتبةِ
كأنّه فراغٌ؛ دائمًا كان الفراغُ خِتامَ الأبوابِ.
يولدُ وعلى جسدِه بقايا غياب،
يومَ تتوحمُ امرأةٌ عناقًا أخيرًا.
يولدُ الغريبُ وعلى قدميه دلائلُ الطريق،
يولدُ عارفًا بخطْو الريحِ كأن الطريقَ واحدٌ من ولده!
يولدُ الغريبُ لحظيًا بين أهله،
 أصواتُ المودعينَ من صوتِه تنطُّ.
وحشةُ المحطّاتِ من صوته تنطُّ.
أصواتُ الحقائبِ من صوتِه تنطُّ .
ما أثْقلَ الحقائبَ
حين
يولد
الغريبُ
بيدينِ
رخوتينِ.

البحث
الأرشيف التاريخي