القائد الشهيد ابراهيم عقيل.. مؤسس قوة الرضوان في حزب الله
عاش الشهيد القائد ابراهيم محمد عقيل حياة صاخبة مليئة بالبطولات، كان شاهداً على الكثير من التحولات وشريكاً في صناعتها، وخاض في غمارها الصعب فجعل المستحيل ممكناً، كان ممتلئاً بالحركة متجلبباً بالغياب الحي، وظلاً تشكلت من خلاله أروع معاني الحضور النوراني والتسامي الإنساني، والسيرة التي لا تموت.
نشأته
ولد إبراهيم محمد عقيل في العام 1962، في منطقة كورنيش المزرعة-بيروت، من أبوين متواضعين ينتميان إلى بلدة «بدنايل» التابعة لقضاء بعلبك في منطقة البقاع اللبنانية. ثم ترعرع في مكان ولادته ضمن بيئة متنوعة دينياً وثقافياً، كان الشهيد مُفوّها ومحاوراً لامعاً منذ صغره، كان يافعا، يخوض في نقاشات معمقّة تتناول المسائل الفلسفية المعقدة، أكان في مدرسته أو خارجها، مع طلاب أكبر منه سناً وبعضهم ممن اعتنقوا أفكاراً إلحادية، مقدِّماً الحجج والبراهين التي تثبت صحة الإسلام والدين المحمدي الأصيل، بأسلوب سلس يعجز الطرف الآخر عن الطعن بها، الأمر الذي جعل منه شخصية مؤثرة ولافتة للأنظار في محيطه ومع أصدقائه وأهله وأينما حل.
الشهيد عقيل والقيادة العسكرية
تميز الشهيد بتفوقه في التخطيط العسكري والاستراتيجي وحسّه الأمني، فكان من أبرز القادة العسكريين في حزب الله منذ تأسيسه. في العشرين من عمره، شارك بالقيادة، منطلقاً من قدراته الذاتية الاستثنائية، وإبداعاته المبتكرة وجامعاً بين الجانبين العسكري والروحي في توجيهاته وممارساته العملياتية. وفي مطلع التسعينات، تولى مسؤولية التدريب المركزي في حزب الله، وأرسى قواعد خلّاقة في إعداد وتطوير القدرات البشرية في تشكيلات
المجاهدين.
مؤسس قوة الرضوان
أسس الشهيد القائد ركن العمليّات في المقاومة الإسلاميّة، كما وأسس أيضا قوة الرضوان، وتولى قيادتها، وهي القوة النخبوية التي تشكلت على أسس عقائدية وإيمانية قوية، إضافة إلى تدريبها العالي في المهارات القتالية، وقد طوَّرها بشكل مباشر، لتصبح قوة متميزة في صفوف المقاومة.
وهو منذ تأسيسه لوحدة الرضوان، عزم على تحرير الجليل في شمال فلسطين المحتلة، ووضع الركائز الأساسية لخطة السيطرة عليها، ومعداً للسيناريوهات المحتملة، وراسماً معالم طريق التحرير، متيقناً من إمكانية تحقيق ذلك، بانتظار الأمر من سماحة الأمين العام الشهيد السيد حسن نصر الله لتنفيذها.
معراج الشهادة
إثر ضربات حزب الله الموجعة للعدو الصهيوني، والتي كبّدته خسائر فادحة، بدأ العدو باستهداف قيادات المقاومة. وفي يوم العشرين من أيلول/ سبتمبر 2024، نفَّذ العدو الصهيوني غارة في الضاحية الجنوبية بعدة صوايخ، أُطلِقت من طائرة مقاتلة من طراز»إف 35»، على مقر تابعٍ لحزب الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت استشهد على إثرها الحاج ابراهيم عقيل مع ثلة من رفاقه الذين تواجدوا معه.