الوحدة الإسلامية.. ”فلسطين” مشروعنا السياسي وقضيتنا المشتركة

مشروع الوحدة المبني على فلسطين يمكن أن يقدم بديلاً واقعياً للمشاريع الدولية التي تفتقد الآن إلى الزخم والتأثير. الأمّة الإسلامية قادرة على أن تكون حاضرة بقوة في هذه المرحلة، بشرط أن تتوحد حول قضية فلسطين وتضعها في قلب مشروعها السياسي.
موقف الدول والشعوب من قضية فلسطين يكشف عن نواياها الحقيقية تجاه الأمّة الإسلامية. في عالم تملأه المصالح المتشابكة، فلسطين تقدم معياراً واضحاً لفهم الأصدقاء والأعداء. مَن يقف مع الحق الفلسطيني هو حليف للأمّة، ومَن يتخاذل أو يدعم الاحتلال هو عدو لها. هذه القاعدة البسيطة تسهل على الأمّة تحديد مسارها والتحرك بثقة نحو تحقيق أهدافها. مشروع الوحدة الإسلامية الذي يتمحور حول فلسطين يختصر كل الطرق لتحقيق أهداف الأمّة. في ظل النزاعات الداخلية والتدخلات الخارجية التي تعصف بالعديد من الدول الإسلامية، يصبح توحيد الجهود حول قضية فلسطين هو الحل الأمثل لبناء قوة جماعية قادرة على مواجهة هذه التحديات. فلسطين هي القضية التي يمكن من خلالها بناء وحدة سياسية واقتصادية تضمن للأمّة الإسلامية مكانة مؤثرة في الساحة الدولية. هذه الوحدة ليست مجرد فكرة نظرية، بل هي مشروع عملي يجمع بين القيم الإسلامية والمصالح الواقعية. الوحدة الإسلامية المبنية على فلسطين ليست مجرد شعار، بل هي مدخل الأمّة إلى العصر الدولي الجديد. فلسطين تمثل الرمز الذي يوحد الأمّة، ويقدم لها رؤية واضحة لمستقبل مشترك. في ظل التغيرات العالمية والتراجع في نفوذ القوى الكبرى، يجب أن يكون مشروعنا السياسي واضحاً ومبنياً على الحق الذي تمثله فلسطين. بهذا المشروع، يمكن للأمّة الإسلامية أن تستعيد مكانتها وتلعب دوراً مركزياً في تشكيل النظام الدولي القادم.
البحث
الأرشيف التاريخي