تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
على الصعيد الرسمي و الشعبي
كيف تعاطت أفغانستان مع القضية الفلسطينية؟
تاريخ من النضال
من خلال إلقاء نظرة سريعة على تاريخ أفغانستان في القرنين الماضيين، نجد أن هذا البلد واجه ثلاثة اعتداءات واحتلالات من قبل ثلاث قوى عظمى في العالم، وكل هذه القوى الكبرى هُزمت أمام صمود الشعب الأفغاني.
فقد هاجمت المملكة المتحدة أفغانستان واحتلتها ثلاث مرات بين عامي 1839 و1919، لكن في كل مرة تعرضت فيها للاحتلال، تمكن الشعب الأفغاني من مقاومتها وإجبارها على مغادرة بلاده.
كما دخل الاتحاد السوفييتي أفغانستان في 27 ديسمبر 1979، و بقي فيها لمدة تسع سنوات. خلال هذه الفترة، قاوم الشعب الأفغاني و في 15 فبراير 1989، نجح الأفغان في تحرير بلادهم من الاحتلال السوفييتي.
و في عام 2001، هاجمت الولايات المتحدة وحلفاؤها (الذين تجاوز عددهم 40 دولة) أفغانستان بحجة القضاء على الجماعات الإرهابية والقبض على زعيم تنظيم القاعدة. وبعد عشرين عاماً من الاحتلال ومقتل 176,000 شخص وإنفاق 2.26 تريليون دولار، فرّت القوات الأجنبية من أفغانستان في عام 2021 بخسارة كبيرة.
مواقف رسمية
بعد خروج الاتحاد السوفييتي من أفغانستان وتشكيل حكومات مختلفة، سعت الحكومات الأفغانية في جميع المراحل إلى اتخاذ مواقف حيال قضايا العالم الإسلامي، بما في ذلك القضية الفلسطينية، وأعلنت مراراً دعمها للشعب الفلسطيني المظلوم.
على سبيل المثال، في 16 يوليو 2014، وبعد العدوان الصهيوني على غزة، عقد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي اجتماعاً استثنائياً لمجلس الوزراء، أعرب خلاله عن تعاطفه مع الشعب الفلسطيني وأدان بشدة الهجمات الصهيونية على غزة، وخصص مبلغ 500 ألف دولار لمساعدة الشعب الفلسطيني المظلوم.
كما أعرب الرئيس الأفغاني أشرف غني، في نوفمبر 2017، خلال كلمته في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي الاستثنائي، عن رفضه لقرار دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واصفاً المدينة بأنها القلب النابض لهوية المسلمين في العالم.
في عام 2018، وخلال لقاء صلاح الدين رباني، وزير الخارجية الأفغاني آنذاك، مع بيير كرينبول، المفوض العام للأونروا، أعرب الأخير عن تقديره للمساعدة الأفغانية البالغة مليون دولار للاجئين الفلسطينيين.
في حكومة طالبان، يمكن رؤية العديد من المواقف المماثلة. على سبيل المثال، أكد محمد عبدالكبير، نائب رئيس الوزراء السياسي لطالبان في أكثر من مناسبة، على أهمية القضية الفلسطينية للعالم الإسلامي، مشيراً إلى أن أفغانستان تقف الى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم، و تدعم قضيته المحقة.
كما صرح حافظ روح الله روحاني، المسؤول الإعلامي بوزارة التعليم العالي لطالبان، في رد على تغريدة من حساب الكيان الصهيوني بالفارسية قائلاً: "سنأتي بإذن الله من أرض مقبرة الإمبراطوريات لمساعدة إخواننا الفلسطينيين المظلومين."
وأعرب محمد حسن آخوند، رئيس الوزراء في حكومة طالبان المؤقتة، عن حزنه الشديد لاستشهاد إسماعيل هنية، وأدان الإعتداء الصهيوني بشدة، داعياً المجتمع الدولي والمنظمات العالمية إلى وقف الجرائم الصهيونية في غزة.
أخيراً، أعلن مولوي أمير خان متقي، القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني، في مقابلة مع إحدى الوسائل الإعلامية في 23 أغسطس 2024، أن موقف العالم الإسلامي بأكمله واضح بشأن القضية الفلسطينية، وأن أفغانستان تقف دائماً مع الفلسطينيين المظلومين و تدين الكيان الصهيوني بأشد العبارات.
مواقف شعبية
كان الشعب الأفغاني سبّاقاً في دعم قضية القدس طوال العقود السبعة الماضية. منذ الأيام الأولى لاحتلال فلسطين، تفاعل العلماء و الشعب الأفغاني مع القضية الفلسطينية ولم يكونوا غير مبالين.
تاريخياً، أظهر الشعب الأفغاني دعمه للمقاومين الفلسطينيين منذ بداية احتلال القدس، حيث قاموا بمظاهرات في كابول ومدن أخرى احتجاجاً على الاحتلال الصهيوني.
و منذ إعلان الإمام الخميني(رض) يوم القدس العالمي في عام 1979، يحيي الشعب الأفغاني هذه المناسبة سنوياً، حيث تُطرح قضية فلسطين والقدس في خطب الجمعة والمساجد، ويهتف الشعب بشعارات ضد الكيان الصهيوني و دعماً للقضية الفلسطينية.
ومع وصول طالبان إلى السلطة، زاد هذا الدعم بشكل كبير، وأصبح الجميع في أفغانستان يعربون عن استعدادهم للدفاع عن فلسطين و عدم التردد في تقديم أي تضحية.
كما تم بناء عدة نصب تذكارية لمسجد الأقصى في كابول ومدن أخرى، حيث يجتمع الناس حولها تعبيراً عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني المظلوم
و قضيته المحقة.