الشهيد القائد عبد الله رودكي.. العقل المدبر للقوة البحرية في حرس الثورة الاسلامية

يُعتبر الشهيد "عبد الله رودكي" من أبرز القادة البحريين، في حرس الثورة الإسلامية، الذين برزوا في معارك الدفاع المقدس أثناء حرب النظام الصدامي البائد على إيران. حيث ساهم في تنفيذ العديد من العمليات البطولية، كما كان أبرز رفاق الشهيد الحاج قاسم سليماني، وشارك في جهود نقل التجربة لقوى المقاومة في لبنان وفلسطين، إذ يُعد من مؤسسي ومدربي القوات البحرية التابعة للمقاومة الإسلامية في لبنان. كما كانت تربطه علاقة أخوية وروحية مميزة، بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله(حفظه الله) والشهداء القادة السيد عباس الموسوي والشهيد القائد عماد مغنية والشهيد القائد حسان اللقيس.
وبسبب عطاءاته الكبيرة، قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بتسمية إحدى أهم مدمراتها في منطقة الخليج الفارسي باسمه.
فما هي أبرز المحطات في مسيرة الشهيد "رودكي" الجهادية؟
ولد في مدينة شيراز في عام 1956، لعائلة متدينة. ثم واصل مسيرته التعليمية حتى التخرج، وفي سن العشرين بدأ العمل في شركة غاز. وقد كان له دورٌ بارز في فعاليات الثورة الإسلامية، إذ تولى توزيع تصريحات وبيانات الإمام روح الله الخميني (قدس)، وتنظيم المسيرات، ما أدى الى ملاحقته مرارًا وتكرارًا من قبل الشرطة.
بعد نجاح الثورة، انضم الى حرس الثورة فكان واحداً من القادة في القوات البرية والبحرية، شارك في عملية ثامن الأئمة(ع) التي أصيب فيها. كما لعب دورًا فاعلًا في تشكيل كتائب الغواصين من فرقة الفجر التاسعة عشرة، وأيضًا في تشكيل معسكر النبي نوح(ع)، بالإضافة إلى تدريب القوات، شارك في تخطيط وتنفيذ العمليات. حيث أظهر الشهيد شجاعة كبيرة، وبالتحديد في منطقة عمليات "والفجر 8". ومع تشكيل القوة البحرية التابعة للحرس، لعب دائمًا دورًا أساسياً في تشكيل واستخدام تكتيك القوارب عالية السرعة، والألغام البحرية في جميع العمليات البحري، بعد انتهاء الحرب، اهتم في دمج التطور التكنولوجي في القطع البحرية، كما اهتم في قطاع الصناعات العسكرية.
مدرب القوات البحرية في المقاومة الاسلامية
كان للشهيد إسهام كبير في تطوير قدرات المقاومة الإسلامية في لبنان للتصدي لقوات الاحتلال الصهيوني، من خلال قدرته وخبرته الكبيرة في الحرب البحرية والغوص وإطلاق الصواريخ، إلى جانب إتقانه اللغة العربية، الأمر الذي مكنه من يكون أحد مدربي حزب الله في لبنان . وقد كان دور الشهيد مهماً لهذه الدرجة، ما دفع بالكيان الصهيوني إلى محاولة اغتياله مرات عديدة.
معراج الشهادة
 بعد انتصار المقاومة الإسلامية في لبنان عام 2000، سافر الشهيد إلى محافظة بوشهر، لتقديم القائد الجديد للبحرية، وكان ضيفًا في منزل أحد أقاربه في مدينة "آب بخش"، أُطلق عليه النار استشهد أثناء الوضوء تحضيراً للصلاة.

 

البحث
الأرشيف التاريخي