الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وثلاثة وثمانون - ٢٤ أبريل ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وثلاثة وثمانون - ٢٤ أبريل ٢٠٢٤ - الصفحة ۸

قصة اللقاء بشركة معرفية بمعنى الكلمة

بهيار تتطلع للفضاء

الوفاق / خاص

سيد حميد رضا ميري

كان لقصة “الغد لا يمكن تجميعه” سطر في العدد السابق! إن قوة الأحلام أكبر من قوة العدادات الرياضية في مجموعة “بهيار” المعرفية في مجال الصناعة في إصفهان، حيث أنها تحولت من بناء أسرّة المستشفيات إلى بناء جهاز متطور “المسرع الخطي لعلاج السرطان”. في بعض الأحيان كانت رواتب الموظفين تتأخر لعدة أشهر. فكيف يمكن لرجل متزوج له طفل عمره خمسة أشهر أن يضع المفتاح في قفل المنزل بهدوء كل ​​ليلة حتى لا يستيقظ صاحب البيت ويطلب الإيجار فتحزن زوجته وطفله؛ اختلاق قصة ليبقى ولا يذهب للعمل في مكان آخر؟!
ما الحيلة التي مارستها بهيارعلى حوالي 700 شخص من أفرادها حتى أصبحوا أعضاء دائمين لديها؟ عندما علمت أن التوظيف في شركة بهيار يستغرق أقل من نصف يوم؛ رغم أن الكثيرين تركوا الشركة خلال هذه السنوات، أدركت أنني طرحت السؤال الخطأ! لم تجعل بهيار من أعضائها أعضاء دائمين، بل كان لديها ما يجذب الأعضاء الدائمين لها، أولئك الذين سعوا إلى إضافة سطر جديد إلى صفحة التاريخ في زاوية ما أسفل تحت هذا العلم، و رأوا أن شركة بهيار أفضل امتيازاً من بقية خياراتهم. وتم فتح صفحة التقويم لعام 2016.
كان هدف بهيار حل المشاكل المعقدة والتي لايمكن حلها، وكان عنوانها جميل، ولكنه لايعود بالفائدة على أعضائها. ويمكن حل مشكلة مثل العلاج الإشعاعي عن طريق بناء عدد من الأجهزة في البلاد. ولكن ماذا بعد؟! كانت ميزة بهيار هي أنها تمتلك المعرفة الفنية اللازمة لصناعاتها. ولهذا السبب كان بإمكانها تقديم أي تنوع تريده في منتجاتها. ولذلك بدأت تبحث من حولها لتجد مشكلة جديدة.
وفي مكان ما بعيداً، في آخر نقطة على خريطة إيران، كان هناك تنين عمره آلاف السنين قد خنق أنفاس الناس. انه “التهريب” الذي كان موضوعاً قد حاربته الحكومة على أصعدة مختلفة وبكل قوتها ولكنها لم تستطع التغلب عليه ولم تتمكن في كل محاولاتها سوى القبض على بعض المهربين الصغار الذين يكافحون لتأمين قوت يومهم من خلال تهريب بعض البضائع داخل حقائب صغيرة على ظهورهم، ما أثار غضب القيادة وأمرت بتضييق الخناق على المهربين الكبار وليس فقط على مهربي الحقائب هؤلاء. لم يكن ذلك عملاً سهلاً؛ فقد كان يستغرق فحص وتفتيش الحاويات التي تعبر الحدود، بوجود عدد قليل من عناصر الجمارك، ما بين 10 إلى 12 يوماً وكل ما تمكنوا من فعله هو فحص مقدمة ونهاية الحاويات، وعادةً ما كانت الحاويات تدخل أو تخرج بدون فحص منتصفها أو تفتيشه.
وفي العالم المتطور كان يستخدم جهاز يسمى “أشعة ايكس لفحص الحاويات”. حيث ستغرق فحص كل حاوية من 10 إلى 20 دقيقة للمرور تحت هذا الجهاز ويتم مسحها وفحصها بالكامل وكان جوهر هذه التكنولوجيا هو معرفة الأشعة السينية، فوجدت بهيار صيدها الجديد. فكان يكفي صنع جهاز مشابه للجهاز الذي يكشف الاورام السرطانية داخل الجسم يمكنه محاصرة الأورام السرطانية للتهريب عند الحدود.
أعطت إدارة الجمارك مهلة 6 أشهر لشركة بهيار لصناعة هذا الجهاز، فبدأت بهيار بالعمل، ووسط الانهماك بالعمل وأصوات دق المطارق وأزيز المثاقب وأصوات خط الأقلام على الورق جاء خبر توقيع ادارة الجمارك عقد تسليم 15 جهاز أشعة اكس لفحص الحاويات مع الدول الأجنبية. فكأنما تم سكب دلو من الجليد على رؤوس أعضاء شركة بهيار، وعلیك عندها تجديد وعودك لابنتك بشراء هدية نجاحها وعيناك تحدقان برسومات الأزهار على السجادة وتفكر ماذا عليك أن تفعل، على الأقل عليك أن تشعر بالارتياح لأنهم يقدرون تعبك ويقدرون عرقك الذي يتصبب في النهار ودموعك التي تذرف في الليل، وعليك أن تطمئن لأن نقودك لا يمكن طيها ثلاثين طية فتصبح دولاراً يذهب إلى جيوب الأجانب ذوي العيون الملونة.
يتبع...

 

البحث
الأرشيف التاريخي