عبر «سيمرغ» الحامل للأقمار..
رقم قياسي جديد في صناعة الفضاء.. 3 أقمار صناعية دفعة واحدة
نجحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية يوم أمس، في إطلاق ثلاثة أقمار صناعية إيرانية جديدة، لأول مرة بشكل متزامن باستخدام "سيمرغ" الحامل للأقمار الصناعية ووضعها في مدار يبلغ طوله 450 كيلومترا.
وتمكّن حامل الأقمار الصناعية "سيمرغ" الذي تطوّره وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية، صباح أمس، من وضع القمر الصناعي"مهدا" والقمرين الصناعيين النانويين "كيهان 2" و"هاتف 1" من قاعدة الإمام الخميني (رض) في مدار بيضاوي بارتفاع أدنى يبلغ 450 كم وأقصى ارتفاع 1100 كم.
القمر الصناعي "مهدا" هو قمر صناعي بحثي تم تنفيذ مراحل تصميمه وبنائه وتجميعه واختباره في معهد أبحاث الفضاء الإيراني، كما تم تصميم القمرين الصناعيين النانويين "كيهان 2" و"هاتف "1 من قبل شركة الصناعات الإلكترونية الإيرانية (صايران).
سابقة في صناعة الفضاء
وهذه هي المرة الأولى التي يضع فيها خبراء الفضاء ثلاثة أقمار صناعية محلية بشكل متزامن مع حامل القمر الصناعي المحلي الصنع في المدار، والذي جاء على اعتاب عشرة الفجر المباركة والذكرى الـ45 لانتصار الثورة الإسلامية. القمر الصناعي "مهدا" هو قمر صناعي يبلغ وزنه 32 كجم من سلسلة الأقمار الصناعية خفيفة الوزن التابعة لمعهد أبحاث الفضاء الإيراني، والتي تم تصميمها وبناؤها لاختبار الأنظمة الفرعية المطورة للأقمار الصناعية. وتتمثل المهمة الرئيسية لهذا القمر الصناعي في التحقق من دقة أداء حامل القمر الصناعي سيمرغ في الوضع المتعدد للشحنات الفضائية في المدار الأرضي المنخفض، وتقييم أداء بعض التصميمات الجديدة وقدرة التكنولوجيا المحلية على العمل في الفضاء.
استقبال إشارة القمر الصناعي "مهدا"
وبعد الإطلاق الناجح للقمر الصناعي "مهدا" إلى الفضاء، أعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عيسى زارع بور، عن استقبال الإشارة بما يعني نجاح مشروع الإطلاق والتشغيل الصحيح للقمر الصناعي في مداره.
وكتب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مدونة له بعد الإطلاق الناجح للقمر الصناعي "مهدا": بفضل الله، تم بنجاح الإطلاق الحادي عشر للاقمار الصناعية في الحكومة الثالثة عشرة (الحالية)، وللمرة الاولى قام حامل الاقمار الصناعية "سيمرغ 1" بوضع القمر الصناعي "مهدا" وحمولتين بحثيتين أخريين في المدار بنجاح وتم ايضا استقبال إشارة "مهدا". واضاف: أبارك هذا الإنجاز الهام للشعب العزيز وخبراء الفضاء، وخاصة زملائي في معهد أبحاث الفضاء ووزارة الدفاع.
"كيهان 2".. من الأقمار الصناعية المكعبة
والقمر الصناعي النانوي "كيهان 2" هو من فئة الأقمار الصناعية المكعبة لشركة صايران الإيرانية، ووزنه أقل من 10 كيلوغرامات، وهو مصمم ومبني لإثبات تقنية تحديد المواقع للقاعدة الفضائية، ويوفر إمكانية تحديد المواقع وإرسالها إلى محطات الاستقبال الأرضية محليًا وبشكل مستقل بدون الحاجة لأنظمة تحديد المواقع العالمية. وفي هذا القمر الصناعي، تم الاعتماد على نظام فرعي لتحديد ومراقبة الوضع بهدف التصويب بشكل ثابت ودقيق نحو الأرض. والقمر الصناعي النانوي "هاتف1" هو أيضا من فئة الأقمار الصناعية المكعبة لشركة صايران الإيرانية، ووزنه أقل من 10 كيلوغرامات، وهو مصمم لإثبات تقنية الاتصالات ضيقة النطاق مع استخدام إنترنت الأشياء، وتم إطلاق هذا القمر الصناعي إلى الفضاء كأول نسخة تجريبية لمنظومة "الشهيد سليماني" للأقمار الصناعية.
حامل الأقمار الصناعية سيمرغ
ووفقًا لهذا التقرير، فإن حامل الأقمار الصناعية "سيمرغ" يعمل بالوقود السائل على مرحلتين، وتمكن في إطلاقه البحثي السابع، من فتح باب جديد لعمليات الإطلاق الفضائية في البلاد عن طريق وضع أقمار صناعية متعددة.
"سيمرغ" ذروة تواجد إيران في الفضاء
ويعتبر حامل الأقمار الصناعية "سيمرغ" بمثابة حامل للأقمار الصناعية من الجيل الجديد في إيران، حيث تضع الحكومة على جدول أعمالها انتاج أجيال جديدة من حامل الأقمار الصناعية هذا. وتعتبر عملية انتاج حامل أقمار صناعية محلية عملية معقدة وشاقة لم تتمكن الكثير من دول العالم من تحقيقها بعد رغم تاريخها الطويل في التواجد في الفضاء. بينما حققت إيران الإسلامية، على الرغم من عدم وجود تاريخ طويل لها في الفضاء، تقدمًا كبيرًا في بناء حوامل الأقمار الصناعية المحلية بدقة عالية، وتمكنت حوامل الأقمار الصناعية قاصد وأميد وطلوع ونويد وغيرها من تثبيت موقع لإيران في مجال الفضاء من خلال عمليات الإطلاق الناجحة.
ويعتبر "سيمرغ" أحد حوامل الأقمار الصناعية الإيرانية الناجحة، التي شهدت إطلاقًا ناجحا في الماضي وستعمل على تمهيد الطريق لإيران في الفضاء بإطلاقات جديدة هذا العام. سيمرغ حامل أقمار صناعية متعدد المراحل من صنع منظمة الفضاء التابعة لوزارة الدفاع، تم الكشف عنه في 3 فبراير 2010، وتم إطلاقه لأول مرة في 19 أبريل 2016 من قاعدة سمنان الفضائية لرحلة بحثية شبه مدارية. وتكتسب إيران عبر حامل الأقمار الصناعية سيمرغ، القدرة على إطلاق أقمار صناعية يصل وزنها إلى 250 كيلوغراماً على مسافة 500 كيلومتر، والتي يمكن أن تكون على شكل قمر صناعي واحد أو عدة أقمار صناعية في آن واحد. وإذا أخذنا في الاعتبار أبعاد وحجم الأقمار الصناعية التي تم إطلاقها عبر سفير أو قاصد، فيمكن إطلاق 10 من هذه الأقمار بواسطة سيمرغ.