بزعم الإخلاء عند الاستهداف
الاحتلال الصهيوني يقسّم غزة إلى مربعات سكنية
نشر الجيش الصهيوني، الجمعة، خارطة قسّم بموجبها قطاع غزة إلى مئات المربعات السكنية، مدعيا أنها تهدف إلى تمكين الفلسطينيين من معرفة أماكن الإخلاء بموجب التقسيم، وذلك بعد ساعات من انتهاء الهدنة الإنسانية.
وقد مُنحت المربعات السكنية -حسب تقسيمات جيش الاحتلال- أرقاما وخطط حدودها بدقة، حتى يتمكن المدنيون من الإخلاء في حال استُهدف مربع بعينه.
وزعم الجيش الصهيوني أن هذا التقسيم سيجنب وقوع الخسائر في صفوف المدنيين، ويسهل على الفلسطينيين التنقل إلى الأماكن الآمنة وفق ما سيصدر من تعليمات عسكرية الأيام القادمة.
وادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعمل من داخل المؤسسات المدنية بقطاع غزة، زاعما أنها تستعمل المدنيين "دروعا بشرية".
وتابع أنهم يقومون "بعملية إجلاء مضبوطة" لإبعاد المدنيين عن منطقة الحرب، وفق زعمه.
وقيل إن هذا التقسيم يأتي بعد طلب الولايات المتحدة من الحكومة الصهيونية اتخاذ إجراءات لحماية المدنيين خلال عملياتها العسكرية في غزة.
ومنذ انتهاء الهدنة الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي، قصفت القوات الصهيونية عشوائيا جميع المناطق في قطاع غزة، مستهدفة منازل مأهولة بالجنوب الذي اعتبرته "منطقة آمنة" وطلبت من سكان الشمال النزوح إليه.
وزير الخارجية الأميركي يغادر فلسطين المحتلة
إلى ذلك غادر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تل أبيب - الجمعة- بعد دقائق من عودة القصف الصهيوني على غزة، في ختام زيارة دامت يوما واحدا بهدف البحث في تمديد الهدن الإنسانية بالقطاع المحاصر.
واجتمع بلينكن خلال الزيارة مع الرئيس الصهيوني إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزير في حكومة الطوارئ بيني غانتس ووزير الحرب يوآف غالانت، كما حضر اجتماع مجلس الحرب.
وأدلى بلينكن بالعديد من التصريحات منذ وصوله إلى فلسطين المحتلة وحتى مغادرتها، وفي مؤتمره الصحفي الختامي بتل أبيب طلب بلينكن من الحكومة الصهيونية ألا تكرر ما فعلته بشمال غزة في جنوبها، وألا تلحق الضرر بالبنية التحتية المهمة في القطاع، مثل المستشفيات ومضخات المياه.
وقال الوزير الأميركي إن الفقدان الكبير بالأرواح ومستويات النزوح الكبيرة التي شهدها شمال غزة، يجب ألا يتكرر بجنوب القطاع، وكان قد صرّح بعد لقاءه غانتس أنهما ناقشا إجراءات "تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين".
وأضاف أنه لا يمكن أن تبقى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسيطرة على قطاع غزة، ويُمكن لها أن تسلم سلاحها وقادتها المسؤولين عن 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق تعبيره.
وكرر بلينكن خلال الاجتماع مع القادة الإسرائيليين تأكيد الدعم الأميركي المستمر لما سمّاه "حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها".
مخاوف التصعيد
وأفاد بلينكن بأن لديه مخاوف من تصعيد الأوضاع في الضفة الغربية، لا سيما مع تزايد عنف المستوطنين واقتراحات إسرائيلية لتوسع الاستيطان.
وقال إنه ناقش مع زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد طرق معالجة المستويات المتزايدة من عنف المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية ضد المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك محاسبة الجناة.
وبحث بلينكن سبل منع الصراع من التمدد، سواء إلى الضفة الغربية أو الحدود الشمالية للكيان الصهيوني أو المنطقة الأوسع.
" تحسين حرية الفلسطينيين"
والتقى بلينكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد انتهاء اجتماعاته مع السياسيين الإسرائيليين، وقال إنه ناقش معه التدابير الرامية إلى تحسين الأمن والحرية للفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأضاف أنه جدد التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالمضي قدما في إنشاء الدولة الفلسطينية.
وشدد على ضرورة الإصلاحات في السلطة الفلسطينية وحاجتها إلى التجديد لتكون قادرة على الاستجابة لتطلعات شعبها، مشيرا إلى أن اختيار القيادة يعود للفلسطينيين، وفق قوله.
قطر: استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة يعقّد جهود الوساطة
أعربت قطر عن أسفها الشديد لاستئناف العدوان الصهيوني على غزة إثر انتهاء الهدنة، مشيرة إلى أن المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين مستمرة بهدف العودة للهدنة.
وقال بيان باسم الخارجية القطرية، إن الدوحة ملتزمة مع شركائها في الوساطة باستمرار جهودها، وستفعل ما يلزم للعودة إلى التهدئة.
وأضاف البيان أن مواصلة قصف غزة تعقّد جهود الوساطة وتعمّق الكارثة الإنسانية في القطاع، مجددة إدانتها لاستهداف المدنيين والعقاب الجماعي ومحاولات التهجير القسري لمواطني قطاع غزة المحاصرين.
من جانبه، قال مصدر مطلع الجمعة لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المفاوضات القطرية المصرية مع كل من الإسرائيليين وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مستمرة.
وأضاف المصدر أن الوسطاء القطريين والمصريين على اتصال مع الجانبين منذ استئناف القتال في غزة الجمعة.
وقال المصدر للوكالة ذاتها طالبا عدم كشف اسمه، إن "المفاوضات حول الهدنة في غزة مع الوسيطين القطري والمصري تتواصل"، بعد ليلة من المحادثات المكثفة لم تنجح في تمديد الهدنة الإنسانية التي كانت سارية.
وانتهت عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي الهدنة التي بدأ سريانها بين حركة حماس والكيان الصهيوني في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأعلن الجيش الصهيوني في بيان أنه استأنف القتال ضد حركة حماس في قطاع غزة، بينما دوّت صافرات الإنذار من صواريخ محتملة في بلدات صهيونية قريبة من القطاع.
من جانبه، اتهم رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو حركة حماس بـ"خرق الاتفاق" و"إطلاق صواريخ"، بينما حمّلت حماس الاحتلال والإدارة الأميركية مسؤولية توقف الهدنة المؤقتة.
صفارات الإنذار تدوي بالجليل الأعلى
إلى ذلك دوت صفارات الإنذار، في بلدات بالجليل الأعلى قرب الحدود مع لبنان، وزعم الجيش الصهيوني اعتراض "هدف جوي مشبوه" قادم من الأراضي اللبنانية.
وقال الجيش الصهيوني -في بيان- "استمرارا لصفارات الإنذار التي تم تفعيلها في محيط البلدات دوفيف ومتات وساسا (شمال)، فقد اعترض الجيش بنجاح هدفا جويا مشبوها تجاوز الحدود من الأراضي اللبنانية إلى الأراضي الإسرائيلية" حسب زعمه.
وذكر متحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) أنه تم رصد عملية إطلاق من لبنان باتجاه الأراضي المحتلة، أعقبها رد انتقامي من القوات الصهيونية.
ونقلت الوكالة عن شهود قولهم إنهم سمعوا دوي انفجارات على طول الحدود الجنوبية الشرقية للبنان مع فلسطين المحتلة.
وتحدثت الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية) عن سماع أصوات قوية في المناطق الحدودية بمدينة صور جنوب لبنان، مشيرة إلى أن المعلومات تفيد بأنها "دوي صواريخ اعتراضية من القبة الحديدية".
وأكد وسائل إعلام أن مسيرة إسرائيلية أطلقت صاروخا على منطقة مفتوحة في محيط بلدة رشاف جنوبي لبنان.
من جهة أخرى، اعتبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أنّ الخطر على لبنان وكل المنطقة مصدره الكيان الصهيوني.
وقال بري -في حديث لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية- "على رغم المساعي الجارية لتمديد الهدنة في غزة، فإنّ المطلوب هو التنبّه مما تبيّته" إسرائيل" من نوايا عدوانيّة، سواء في غزة، أو ضدّ لبنان".