صلاح شحادة ... أسطورة العمل الجهادي على أرض فلسطين
الوفاق / وكالات - كان المطلوب الأول للاحتلال بعد حياة عسكرية وجهادية استمرت قرابة عشرين عامًا، ترك خلالها مؤسسةً عسكريةً قويةً زرعت الخوف والرعب في نفوس جنود الاحتلال "الإسرائيلي" حتى أشرف على اغتياله رئيس وزراء الكيان "الإسرائيلي" ليكون بحق رجلاً تحاربه دولة. إنه الشيخ صلاح شحادة مؤسس كتائب القسام ومبتكر اقتحام المغتصبات ومطوَّر السلاح، بدءًا من الهاون ومضادات الدبابات الى القذائف والصواريخ.
مرحلة التأسيس
في عام 1984 أسس القائد الشهيد أول جهاز عرف باسم "المجاهدون الفلسطينيون"، كان عبارة عن مجموعة من الخلايا العسكرية السرية التي نفذت سلسلة من العمليات ضد الاحتلال، وكان المسؤول عن تدريب الأفراد على استخدام السلاح.
وفي عام 1988، طوّر شحادة من استراتيجية المقاومة لتنتقل إلى مرحلة جديدة من قتل الجنود إلى أسرهم من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية، فشكل الوحدة الخاصة في الكتائب "101" التي أوكل إليها مهمة أسر الجنود، ووضع خارطة الطريق لتشكيل بنية المؤسسة العسكرية التي صار اسمها كتائب الشهيد عز الدين القسام في عام 1991 والتي أصبحت تُحاكي الجيش النظامي اليوم.
الاعتقالات ومواصلة العمل الجهادي
تعرّض صلاح شحادة للعديد من الاعتقالات في سجون الاحتلال كما لملاحقات من السلطة الفلسطينية، ففي عام 1984 اعتقل، ثم أطلق سراحه سنة 1986، ليعاد اعتقاله عام 1988 على خلفية اتهامه من قبل الاحتلال بالمسؤولية عن عميلة أسر الجنديين الإسرائيليين آفي سبورتس وإيلان سعدون.
تفرغ لمقاومة الاحتلال حيث استكمل شحادة بناء الجهاز العسكري وترتيب صفوفه من جديد، وكان المشرف والعقل المدبر للعمليات الاستشهادية في الانتفاضة الثانية التي أسفرت عن مقتل العشرات من جنود الاحتلال واعتبرها شحادة "نقطة انطلاق نحو تحرير فلسطين".
المطلوب الأول للاحتلال
صنفه كيان الاحتلال بـ "أخطر رجل"، ووضعه على رأس قائمة الاغتيال، وسعى بكل أجهزته لمطاردته والوصول اليه. واعتبره رئيس حكومة الاحتلال الأسبق أريئيل شارون بمثابة "العدو الأول لإسرائيل"، الذي قال عند استشهاد القائد شحادة "ضربنا أكبر ناشط في حماس، الشخص الذي أعاد تنظيم حماس في الضفة الغربية من جديد، إضافة إلى النشاطات التي نفذها في قطاع غزة".
الاستشهاد
في الثالث والعشرين من شهر تموز عام 2002 ألقت طائرات الاحتلال الحربية قنبلة تحمل وزناً كبيراً من المتفجرات في حي الدرج شرق مدينة غزّة ، فاستشهد القائد صلاح شحادة ومعه 18 فلسطينياً بينهم زوجته وأطفال، في عملية وصفت بالمجزرة.