الفلسطينيون في العالم
دراسة ديموغرافية في حقل الدراسات الديموغرافية الفلسطينية
ما يُميّز هذا الكتاب من الدراسات السابقة أنّه يُعدُّ، من جهة، دراسة ديموغرافية بحتة، وهي الأولى من نوعها على مستوى مُعالجة الديموغرافيا الفلسطينية (تتناول الجوانب الديموغرافية حصرًا)، ولاهتمامها بفلسطينيي الشتات إلى جانب فلسطينيي الداخل، خلافًا للدراسات الممتدة على مدار العقدين الأخيرين التي أهملت الشتات. ومن جهةٍ أخرى، للدراسة إسهامٌ نوعي بوضع حجر الأساس لمشروع بحث ديموغرافي شامل للفلسطينيين في شتّى أماكن وجودهم، إضافةً إلى اعتبارها امتدادًا لمشروع الباحثين، يوسف كرباج وحلا نوفل حول الديموغرافيا الفلسطينية الذي يعود إلى عقدين من الزمن.
يسعى الكتاب إلى رصدِ توزيع الفلسطينيين الذين يعيشون في 200 دولة تقريبًا، سواء داخل حدود الأراضي الفلسطينية لعام 1967 أو 1948، أو في الشتات العربي والعالمي، وذلك من خلال مُعالجة أوضاعهم الديموغرافية، بوصفها عُنصرًا أساسيًا يغيّبُ بحثه بدقة في الدراسات السابقة، رغم أنه المُعطى الذي يُمكّن من التنبؤ بالمستقبل الديموغرافي للفلسطينيين ومصيرهم. كما يهدفُ الكتاب إلى دراسة المجتمعات الفلسطينية المُهاجرة قبل عام 1948 وبعده، مُعتمدًا على مقاربة تاريخية ترصدُ تيارات الهجرة المُختلفة، بقصد استشراف مُستقبل الفلسطينيين الديموغرافي بحلول عام 2050. وقد أتاح منهج دراسة الحالة المُتّبع في الدراسة بحثَ خصوصية كل مجتمع من المجتمعات الفلسطينية في 23 بلدًا تُمثّل حالات الدراسة .
ولحظ المؤلفان أهمية وضرورة أن تعتني الأبحاث اللاحقة حول الفلسطينيين في الخارج، في أوروبا على نحوٍ خاص، وإضافة إلى البلدان القليلة التي شملتها هذه الدراسة: البلدان الثلاثة في أوروبا الغربية والبلدان الخمسة في أوروبا الشمالية، بالمضي قدمًا في دراسة الوجود الفلسطيني في بلدان أخرى في المنطقة الأوروبية نفسها؛ بلجيكا وهولندا، وبلدان جنوب أوروبا مثل إيطاليا وإسبانيا واليونان، أو أوروبا الشرقية مثل روسيا.