الإنجازات الإستراتيجية لعملیة طوفان الأقصى

تتمة المنشور في الصفحة 1
ولا يخفى على أحد أن كيان الاحتلال اليوم أقوى من الكيان الذي كان موجوداً في حرب يوم الغفران (أو حرب تشرين)، وأن فلسطين أصبحت أضعف بسبب العقوبات والضغوطات المفروضة علیها. وبهذا الوصف فإن هذه المنطقة المغلقة والمحدودة تقاوم منذ أكثر من أربعين يوماً، ورغم أنها قدمت الشهداء وتحملت الكثير من الآلام والمصاعب، إلا أنها وجهت ضربات قویة لنظام الکیان الصهیوني المؤقت والمزيف وحتى الآن لم ينجح أي من الجيوش العربية القوية في تحقيق مثل هذا الإنجاز.
ثانيًا: إن الضربة التي تلقاها جسد الكيان الصهيوني، الذي قد نهشه عث الفساد منذ أشهر، لا يمكن أن يرمم بعد عملية طوفان الأقصى، وستظل توابع هذا الزلزال والهزيمة النكراء تلاحق هذا الكيان البائد لسنوات.  وسيتم تدريسها وتجسيدها في المدارس الأمنية والسياسية كعقيدة إعلامية ومثال علی عنصر المفاجأة. سوف يستغرق الأمر سنوات لتتمکن دول قوية من أن تتعافى وترمم من مثل هذه الضربات، ولابد أن هذا الأمر سيستغرق وقتا طويلا جداً بالنسبة للكيان الصهيوني الضعيف الذي لا يملك التركيز اللازم. وكان تواجد وخوف مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى في الأيام الأولى للحرب يهدف إلى منع انهيار الكيان الصهیوني وتشجيعه على عدم هروب قادته خارج حدود الأراضي المحتلة . وان سبب الصمت المخزي على مقتل المئات من النساء والأطفال الفلسطينيين لمنع الصهاينة من الفرار هو نشر هذه العملية وفي النهاية منع انهيارها ونقل الأزمة إلى أمريكا وأوروبا. ثالثا: يعيش الكيان الصهيوني كابوس فقدان الحلم والهدف الصهيوني والعودة الجماعية والمخيبة للآمال للصهاينة الذين تم جلبهم إلى الأراضي المحتلة بآلاف الوعود الأيديولوجية الفارغة والکاذبة.  وکذلک الهجرة الكثيفة، وانعدام الثقة في اليهود، والانهیار الحاد في اقتصاد هذا النظام والأزمة النقدية ترسم مستقبلا مظلما ومن المستحيل على الكيان الصهیوني أن یصمد في هذا المسار. رابعا: الخلافات الداخلية الحادة بين الأحزاب والأفراد المتنفذين، إلى جانب الكراهية العالمية وفقدان المصداقية والشخصية الدولية لهذا الكيان الصهیوني، شکلت اختناقات استراتيجية، وكلها ستضاف على حسابات الأميركيين، ويجب على المواطنين ودافعي الضرائب الأميركيين أن يدفعوا ثمنها. وبالطبع فإن حجم الخراب والدمار الذي خلفته أزمة الكيان بالنسبة لأمريكا سيكون أكثر مما كان مقدراً، ويمكن القول إنه سيضيف أزمة جديدة إلى أزمة أمريكا الحالية. واليوم يعلم الجميع أن هذا النجاح يعود إلى فكرة المقاومة ونتيجة النموذج الحي للمقاومة الذي أسسه الإمام الخميني (رض) مع بدایة الثورة الإسلامية ورعاها الإمام الخامنئي قائد الثورة الاسلامیة، وانتشرت بين المستضعفين في العالم من غرب آسيا إلى أمريكا اللاتينية. وبالرغم من أن فلسطين جريحة، إلا أنها أكثر فخراً وحيوية ونشاطاً من كل سنوات الاحتلال هذه. وکذلک حماس أو أي مجموعة أخرى من مجموعات المقاومة ستكون أكثر حيوية وديناميكية ما دامت فكرة المقاومة حية. وان حماس هي مظهر من مظاهر إرادة الشعب الفلسطيني لأنها في قلب الشعب الفلسطيني وملك له نفسه، وهذا هو سر انتصار المقاومة ومناعتها وصمودها.

البحث
الأرشيف التاريخي