الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وواحد وسبعون - ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وواحد وسبعون - ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

التي أفشلت المخططات الاستعمارية؛

الحركة الطلابية الأنموذج الطليعي للثورة الإسلامية


الوفاق / وكالات
نعيش في هذه الأيام ذكرى اقتحام وكر التجسس الأمريكي في إيران على أيدي الطلاب المسلمين الذين أطلقوا على أنفسهم اسم أتباع الإمام الخميني (قدس)، هؤلاء الطلاب الذين كان يُعول عليهم الإمام الخميني (قدس) بالتدخل في تحديد مصير البلاد وعلى المستويات كافة، وذلك لمّا تملكه هذه الطبقة المثقفة من مخزون علمي وإمكانيات وقدرات وتجارب تجعلهم عناصر مفيدة وفعالة في البلد. من جملة الأمور التي يؤكد عليها الإمام الخميني(قدس)، التدخل في القضايا السياسية التي تُحدد مصير البلد. وقد حاول دفع بعض الشبهات والإشكاليات التي كان بعضهم يُلقيها عبر القول إن الطلاب يجب عليهم الإبتعاد عن السياسة وعن المشاركة في الانتخابات لأنهم يحملون هموم التعليم والتحصيل. لذلك يعتبر الإمام (قدس) أن القضايا السياسية والانتخابات، هي أمور تُحدد مصير البلد، ومصير البلد يتعلق بكل شخص من أفراده ولا يمكن أن يتوقف على مجموعة خاصة، بل يشمل جميع أفراد المجتمع، وعليه يجب على الجميع المشاركة ومن جملتهم الطلاب. وتتجلى عملية مشاركة وتدخل الطلاب في جوانب أخرى عدا السياسية منها، إذ يؤكد الإمام (قدس)على ضرورة أن يقوم الطلاب بإفشال المخططات الاستعمارية التي تريد أن تنال من البلد، ويرفض سكوتهم عما يُدبر له في الدول الأجنبية. يقول الإمام (قدس): "... إنني أُعلق آمالاً كبيرة عليكم أيها الطلاب في الداخل والخارج، ويتجلى هذا الأمل عندما أرى البلد قد طهر من وجود الأجانب وعملائهم، لا تدعوا اليأس يأخذ طريقه إلى نفوسكم، فالحق منتصر دائماً...". ومن هنا يفترض أن يمتلك طالب الجامعة ثقة عالية بقدراته وإمكانياته ويجعل الحق نصب عينيه ليواجه كل المؤامرات التي يحوكها الأجانب، ويسعى على توعية أفراد المجتمع لما يُحيط بهم، وإعلام الجميع بكل ما يدور حولهم أو يُدبر لهم، من هنا أتت هذه المقالة لتسليط الضوء على الحركة الطلابية في إيران منذ النشأة والعلاقة مع الإمام الخميني (قدس) والدور الفعال الذي لعبته في انتصار الثورة الإسلامية.
بدأت يسارية ... وتطورت واستمرت إسلامية مع الإمام الخميني(قدس)
نشطت الحركة الطلابية في إيران طوال العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي على أفكار إيديولوجية شيوعية، وإن وجد جزءٌ يسير ذو انتماء ديني تمحورت معظم أنشطته على القضايا الثقافية الساعية للدفاع عن الدين الإسلامي دفاعاً علمياً في مواجهة الأفكار الشيوعية والأفكار الغربية المعارضة للدين في السياسة، وفي هذا المجال استفادت هذه المجموعات الطلابية من أفكار آية الله " محمود طالقاني" وآية الله " مرتضى مطهري" والعلامة "الطبطبائي" . وكانت تُنظم الأنشطة الثقافية للطلاب المتدينين في إطار الجمعيات الإسلامية، التي تعاونت ونسقت أنشطتها مع الجبهة الوطنية، وبعد تأسيس حركة الحرية (نهضت آزادي) أضحى التنسيق معها سياسياً على المستوى الجامعي فقط، من جهةٍ أخرى وبالرغم من وجود شخصيات مثل آية الله "طالقاني" والمهندس "مهدي بازركان"،  فقد كان الطلاب بحاجة إلى قائد ديني بارز وسياسي يستطيع أن يلم شمل الناس ويُشكل نموذجاً للسياسي الشامل، وحصل ذلك بعد بدء نهضة الإمام الخميني (قدس)، إذ  شرعت الحركة الطلابية  الدينية بالتنسيق فيما بينها وبينه، وكان من محصلة هذه العلاقة تمتع الحركة بالحيوية والنمو وتعاملهم مع نموذج  سياسي في مكانة المرجعية والتخلص والمعاناة من مشكلة القيادة.
مع تزايد الاحتجاجات.. تطور لافت في العلاقة بين الإمام(قدس) والطلاب
في خضم الاحتجاج على مشروع الثورة البيضاء للشاه ونظامه زادت علاقة الطلاب بالإمام الخميني (قدس) بشكلٍ كبير، يُشير السيد "حميد روحاني" إلى هذه العلاقة في كتابه "دراسة وتحليل لنهضة الإمام الخميني (قدس)، بالقول:" إن الحركة الطلابية وبعض الأحزاب والجمعيات السياسية اتفقت مع علماء الدين ونددت بخرق القانون على يد الحكومة، وقام طلاب جامعة طهران بعقد الاجتماعات ونظموا مسيرات في ساحة المسجد الأعظم وبيوت علماء الدين في مدينة قم المقدسة وأعلنوا دعمهم لمطالب علماء الإسلام.
وفي خضم ثورة  السادس من حزيران من العام 1963م التي بلغت ذروتها بعد اعتقال الإمام الخميني (قدس) والاحتجاجات الشعبية، أعلن الطلاب انضمامهم إلى المظاهرات الاحتجاجية ضد نظام الشاه، وهم شرعوا بدعمهم للإمام الخميني (قدس) عبر تسيير المظاهرات من مسجد "هدايت" مرددين شعار " الخميني منتصر"،  وتوجهوا نحو السوق، ثم دخلوا ساحة مولوي واتجهوا من هناك إلى ساحة الشاه وقام أحد الطلاب بإلقاء محاضرة حول استمرار النهضة والنضال حتى تحقيق الانتصار، مُعلنين دعمهم ودعم الطبقة المثقفة لقائد النهضة الكبير، وبعدها دخلوا مدرسة "الحاج أبو الفتح" للمشاركة في مجالس عزاء المقامة فيها من قبل علماء الدين في طهران، وهناك نددوا في خطابات لهم بخرق القانون على يد نظام الشاه، وشددوا بالنهضة الإسلامية وجددوا إعلان دعمهم للإمام الخميني(قدس) ونضاله المناهض للاستعمار، بعد هذا نظموا مظاهرات ضخمة بُغية التعبير عن الوحدة والتضامن بين السوق والجامعة وانضم إليهم عشرات الآلاف من الجماهير الثورية ما شكل تجمعات ضخمة مناوئة للشاه ونظامه الذي واجهها بالقمع والاعتقالات، وفي ليلة السابع من حزيران من العام 1963م هاجمت قوات نظام الشاه الحي الجامعي في "أمير آباد" واعتقلت مئات الطلاب الذين كانوا يسمعون محاضرة الامام الخميني(قدس) حول عاشوراء وأودعتهم السجن، ما حدا بإعلان جامعة طهران عن إغلاق أبوابها استنكاراً للإعتقالت
التي طالت طلابها.
ختاماً يتطلع الإمام الخميني(قدس) إلى الحركة الطلابية ودورها وأهمية وجودها انطلاقاً من الأهداف المطلوبة منها والدور الذي يجب أن تلعبه على مستوى تدعيم الأسس والمباني والقيم التي قامت الثورة من أجلها، وهي في الحقيقة قيم الإسلام والعدالة الواقعية. وعلى هذا الأساس يمكن الوقوف عند أهميتها بالمقدار الذي تساهم فيه في ترويج وترسيخ قيم الإسلام ومعاداة الظلم والطغيان وإبعاد الانحراف والمنحرفين، لذلك يجب أن تكون هذه اللجان، عامل وعي ويقظة وحركة في الطريق الصحيح وليست عوامل انحراف وتأييد للمنحرفين. وقد شدد في العديد من كلماته على ضرورة أن تكون جميع حركات ونشاطات الحركة الطلابية ناشئة من الإسلام وتصب في خدمته. ولن يتحقق هذا الأمر إلاّ إذا كانت البداية من الأشخاص الذين إن حصلوا على فهم للإسلام في النظرية والتطبيق سيتمكنون لا محالة من إيجاد حركات طلابية مستقيمة ومفيدة.

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي