مذكرات الدكتور حميدرضا طيبي، الرئيس السابق لهيئة الجهاد الأكاديمي حول سنوات من النشاط في الجهاد الاكاديمي في جامعة العلم والتكنولوجيا

التطور من قلب العمليات

الوفاق-خاص
اجرى الحوار: بهنام باقري
الجرافات الاتوماتيكية
كنا على ما أعتقد في عام 1983 أو 1984 عندما قال لنا المسؤولون والقادة العسكريون أننا نقدم 60 شهيداً وجريحاً مقابل نصب كل كيلومتر من السواتر الترابية ونريد منكم أن تصمموا لوحة بحيث توضع داخل صندوق ويتمكن السائق من اتخاذ وضعية الزحف والقيام بأعماله المطلوبة لتوجيه الجرافة وعمل السواتر. لعله بهذه العملية تصبح احتمالية استشهاد السائق ضعيفة أو معدومة. وقاموا بعمل وتنسيق منقطع النظير، قال لنا مسؤولو وزارة الدفاع أو قادة الفيلق العسكري أرسلوا فريقكم إلى المنطقة وسنقوم بتقديم الدعم اللوجستي لتقوموا بمعاينة الموقع والبدء بالتصاميم الأولية. وأية قطعة تحتاجونها سنقوم بتأمينها لكم فوراً من طهران.
كانت فترة تعطيل المدارس والجامعات، وكان فريقنا المكون من 5 أو 6 اشخاص من تخصصات مختلفة كالكهرباء والالكترون والميكانيك قد توجه الى الجبهة الجنوبية. قام الجهاد العلمي والصناعي بإنجاز التصاميم الأولية خلال 20 يوماً، وتم انشاء اللوحة ووضعها بداخل صندوق ليتم بذلك العمل الذي طلبه القادة وبسبب قصر الفترة الزمنية لم نتمكن من تصميمها بأفضل، فلم تستطع التحكم بالجرافة بشكل سلس كما لو أنه يتم باليد، ولكن الأصدقاء العسكريين لم يصدقوا أنه يمكن عمل ذلك في ظرف 20 يوماً بنجاح. وعندما رأوا أن التصميم قد تم بهذه السرعة طلبوا منا صنع مئة لوحة مشابهة، ووقعوا معنا مباشرةً عقد تصنيع مئة جهاز وتم خلال فترة زمنية قصيرة صنع عدة أجهزة  وحل المشكلات السابقة المتعلقة بسهولة التحكم، حتي أصبح الشخص الذي يتحكم بالجرافة كما لو أنه يقودها ويتحكم بها مباشرةً. وقد تم حل جميع مشاكل اللوحات وكانت سرعت استشهاد العناصر في الجبهات كبيرة لدرجة أن القادة كانوا يتغيرون بسرعة. كانت تأتي دائماً عناصر شابة ولم تكن هناك فرصة لاعطاء دروس كلاسيكية عسكرية لهم ليتمكنوا من مواكبة التكنولجيا. كانت القيادة تتغير وتتبدل عناصرها المحاربة حتي انعدم الايمان بقدرة التقنيات والتكنولوجيا وفعاليتها الذي كان عند القادة السابقين وتوقفوا عن طلب صنع لوحات جديدة لدرجة أن أحد القادة قال أنه يخاف أن يسلم زمام أمور احدى عمليات الحرب أحد الآلات ولاتعمل بالشكل المطلوب، وقال أفضّل أن أرسل عناصري للعمل على الجرافات ويستشهدوا على أن تفشل العمليات العسكرية. فقال مصمم الإلكترونيات لدينا، سأجلس وأتولى ذلك بنفسي، وإذا رأيتم أن ذلك لا يعمل بالشكل المطلوب، قوموا بفصل سلك هاتفي الميداني وارسلوا أحد العناصر ليتولى قيادة الجرافة. فلم يقبلوا بذلك الأمر وتم بناء خمسة أجهزة من أصل مائة وبعدها تم للأسف إيقاف المشروع.
فترة مابعد الحرب
مع انتهاء الحرب تم تغيير مجال أنشطة الجهاد بشكل طبيعي. وتم التخطيط لنتمكن من العمل في أكثر من مجال وننجز أعمال جيدة وبارزة؛ واضافة الى ذلك كان لابد من تأمين بعض التكاليف من مكان عملنا. وكان ذلك جيدًا لنا، حيث أن عملنا يجب أن يكون تطبيقياً ومن ثم يتم تسويقه تجاريًا. ويجب ان تتم متابعته لكي نتمكن من تسويقه وبيعه وتأمين أرباحنا. وفي تلك الفترة أصبحتُ رئيس قسم الكهرباء والطاقة في جهاد جامعة العلم والتكنولوجيا. كنا نحاول التخطيط حتى نتمكن من القيام بأشياء جديدة في مجال العلوم والتكنولوجيا؛ للقيام بالأعمال التي ينبغي دخولها في مجال الصناعة الإيرانية وتكون منافسة للأفضل في العالم. بالطبع، لم نكن غرباء عن البيئة الصناعية في البلاد ودخلنا الصناعة للتو بعد الحرب؛ وفي نفس وقت الحرب، كنا أيضًا مرتبطين بالمجال الصناعي.
يتبع...

البحث
الأرشيف التاريخي