«المتاهة اللبنانية»:
أسرار العلاقة ما بين”إسرائيل” وزعامات سياسية لبنانية
الوفاق/ يكشف هذا الكتاب عن سياسة الحركة الصهيونية والكيان المؤقت تجاه لبنان، من العام 1918 حتى العام 1958، كما يكشف لنا الوجه الحقيقي للطبقة السياسية التي حكمت في تلك المرحلة، والتي ما زال لبنان يعاني من الشخصيات المتأثرة فيها.
هذا الكتاب من تأليف "رؤوفين أرليخ"، وتعريب الصحافي محمد بدير. وقد وجد "أرليخ" بأن العمل في الوسط الطائفي اللبناني وقتذاك سهل جداً، لأن المصالح الاقتصادية فيه تتقدم على الأيديولوجية، فيمكن الحصول بسهولة على حلفاء في لبنان مقابل دفع الثمن.هذا الكتاب هو خلاصة رؤية وتفحص الكاتب للعلاقات بين المشروع الصهيوني في فلسطين منذ بداياته وحتى العام 1958 مع أطراف لبنانية بالإستناد إلى وثائق سرية وتقارير لأجهزة الأمن الصهيونية بكافة فروعها، ولقاءات شخصية ومحاضرات لكبار العسكريين والسياسيين الصهاينة.
نُشر هذا البحث قبل أشهر معدودة من تحرير جنوب لبنان من الصهاينة وعملائهم، وكانت تجربة الكيان الصهيوني مع احتلال لبنان مُرةً بحيث أجبروا على الفرار تاركين وراءهم العملاء الذين استأجروهم واستعملوهم كأكياس رمل للدفاع عن جنودهم.
وإذا كانت التجربة الصهيونية مع لبنان حت سنة 1958 بمثابة متاهة بالنسبة للكاتب كما جاء في عنوان كتابه، فماذا يا ترى سيكون التالي لتأريخ فترة ما بعد 1958 والتي حفلت بسلسلة متواصلة من الجرائم والمجازر والاحتلالات والخيانات. اطلع الكاتب عبر عمله في الجانب الأمني على شبكة العلاقات التي أقامها الصهاينة قبل سنة 1985 م مع أطراف في لبنان من طوائف وأطياف متنوعة، تلك التجربة إضافة إلى إطلاعه على مئات الوثائق السرية ومحاضر اللقاءات اللبنانية – الصهيونية سمحت له بتقديم تاريخ مفصل لسياسة الحركة الصهيونية تجاه لبنان.يطرح الكاتب في كتابه مواضيع عديدة ومتشعبة يستعرض خلالها أربعين عاماً من سياسة الحركة الصهيونية ودول " إسرائيل" تجاه لبنان. تتراوح تلك الموضوعات بين العمليات العسكرية الصهيونية في الجليل وجنوب لبنان، الاتصالات السرية وتمويل فئات وأشخاص في لبنان، محاولات الاستيطان في سهل مرجعيون ومناطق أخرى في لبنان، كفصل سهل الحولة عن منطقة مرجعيون وشراء الأراضي بواسطة شبكة من العملاء والتجار والسماسرة، وطرد المواطنين الفلسطينيين واللبنانيين من أراضيهم، محادثات الهدنة مع لبنان وخفاياها حيث كانت تتم خلالها اجتماعات منفردة مع ضباط لبنانيين يقومون بالتنسيق سياسيا مع زملائهم الصهاينة وتقديم كافة المعلومات الأمنية السرية لهم، والمحاولات الحثيثة لمنع أي تقارب سوري مع لبنان أو العراق، محاولات ضم المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني والاستفادة من الثروة المائية لري الأراضي التي استولى عليها اليهود ، والدور الصهيوني في أحداث 1958م ، ومواضيع عديدة أخرى. يوثّق هذا الكتاب بالأسماء والتواريخ والأدلة والوثائق المكتوبة والمصورة، كيف تواصلت الحركة الصهيونية عبر مؤسسة الوكالة اليهودية بشخصيات سياسية لبنانية عدة، وكيف نشأت وتطورت العلاقة بينهم، قبل قيام الكيان وبعده.