مغتصبة «سديروت» ... بُنيت على أنقاض قرية «نجد» الفلسطينية بعد أن هُجّر أهلها
الوفاق/ وكالات - هُجر سكان نجد في 13 أيار\ مايو 1948، قبل إنشاء الإحتلال الإسرائيلي، على يد العصابات الصهيونية التي شنت عدداً من الهجمات الصغيرة شمالاً وشرقاً، بالتنسيق مع انتشار لواء جفعاتي جنوباً في النصف الأول من أيار\ مايو.
القرية الفلسطينية
هي قرية فلسطينية مُزالة، بُنيت منازلها على رقعة أرض مستوية مرتفعة في السهل الساحلي الجنوبي، وتشرف على الأراضي الزراعية المحيطة بها، وهي من قرى قضاء مدينة غزة وتقع في ناحيتها الشمالية الشرقية وتبعد عنها مسافة 14 كم بارتفاع لا يزيد عن 50م عن مستوى سطح البحر.
وفقاً للمؤرخ مصطفى الدباغ كان هناك جنوب القرية خربة أثرية تسمى خربة نجد وتحتوي: أساسات من الدبش، أقبية معقودة وصهاريج. وفي رواية الحاج "منصور الكردي"، كان هناك قبالة القرية مجموعة من الغرف المحفورة بالصخر، أكثر من 20 غرف، كان أهل القرية يسمونها الدكاكين وهي غرف صغيرة مجاورة لبعضها البعض. وفي كرم السيد جاد الله وأثناء حرثه لأرضه عثر على انقاض منزل قديم فيه غرف وبعض الآثار القديمة.
قُدِر عدد سكان القرية عام 1922 حوالي 305 نسمة. ارتفع في إحصائيات عام 1931 إلى 422 نسمة وكانوا جميعهم من العرب المسلمين ولهم حتى ذلك التاريخ 82 منزلاً. وفي اواسط الأربعينيات 1945 بلغ عددهم 620 نسمة، ليسجل عشية النكبة عام 1948 حوالي 719 نسمة وعدد منازل القرية حتى ذلك التاريخ 139 منزلاً. قُدِر عدد اللاجئين من أبناء القرية عام 1998 بـ 4417 نسمة..
احتلال القرية
ورد في كتاب: "كي لا ننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948" للمؤرخ وليد الخادي نقلاً عن مصادر عبرية: "أن قرية نجد احتلت وهجر سكانها منها بحلول الـ 13 من أيار/ مايو 1948، حيث هاجم القرية جنود لواء هنيغف (النقب) التابع للبلماخ، وطردوا سكان قريتي نجد وسمسم المجاورة بالتنسيق مع انتشار لواء جفعاتي جنوباً في النصف الأول من شهر أيار 1948 في سياق عملية "براك.
مغتصبة سديروت
أسس الصهاينة عام 1951 مغتصبة "سدروت/سديروت" كمستوطن قروي جنوبي موقع قرية نجد العربية. وفي عام 1957 أسسوا كيبوتز وممركز زراعي أسموه "أورهنير" شمال شرقي موقع قرية نجد.
أنشأ الكيان الصهيوني مغتصبة " سديروت" من أجل توطين عشرات الآلاف من اليهود الشرقيين في تجمعات سكنية، ولتلعب دوراً أساسيا ًفي مواجهة المقاومة الفلسطينية. ويرمز اسمها إلى شعار "جعل الصحراء تزهر" وهي تعتبر أكبر وأقرب مغتصبة إلى قطاع غزة من الشمال الشرقي، يعيش فيها حوالي 35 ألف نسمة وفق اخر إحصاء عام 2023 . تضم مغتصبة " سديروت" مستوطنين شرقيين ومهاجرين من شمال أفريقيا ورومانيا والاتحاد السوفياتي السابق وإثيوبيا.
تُعتبر المغتصبة جزءاً من غلاف غزة الذي عملت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على مدار العقود السابقة على إحداث تغيير ديموغرافي جذري فيه عبر تشجيع السكن فيها بإغراءات مادية كثيرة مثل التخفيضات الضريبية والوظائف الكثيرة والسكن المدعوم وتشجيع الاستثمار في السياحة الريفية ومزارع الدواجن والحقول. لكن أهداف حكومة نتنياهو حول مضاعفة عدد سكان هذه المستوطنات تصبح بعيدة التحقق مع كل جولة عسكرية.
أبرز الهجمات ضدها
بالرغم من وجود أنظمة ليزر عالية الطاقة تعمل على إسقاط الصواريخ الموجهة إليها، فإن صواريخ المقاومة الفلسطينية بدأت تقصفها بعد الانتفاضة الثانية (سبتمبر/أيلول 2000).
أطلقت كتائب القسام علىيها في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2001 أول صاروخ فلسطيني محلي الصنع عُرف باسم "قسام واحد"، ودشنت بذلك مرحلة جديدة من المقاومة الفلسطينية، وشكلت مصدر قلق لإسرائيل.
نجحت كتائب القسام مطلع 2002 في إطلاق ما يقارب 1000 صاروخ سقطت على سديروت، وأدت إلى مقتل اثنين وجرح العشرات من سكانها، وبالرغم من أن الخسائر قليلة جداً، فإن أثرها كان كبيراً في زعزعة معنويات المستوطنين، ما دفع بعضهم للرحيل عن المدينة.
أعلنت كتائب القسام في 2008 قصفها لسديروت بصاروخي "قسام" رداً على مجزرة ارتكبتها إسرائيل أدت لاستشهاد 17 فلسطينياً، جميعهم من كتائب عزالدين القسام.
في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تعرضت سديروت لنيران صواريخ المقاومة، واشتعلت معركة برية مع الجنود الإسرائيليين إثر تسلل جماعي من كتائب القسام ضمن عملية "طوفان الأقصى"، التي أسفرت خلال ساعاتها الأولى عن مقتل مئات الإسرائيليين بين جنود ومستوطنين، وأسر وفقد أكثر من 100 جندي.