شهيد الدفاع عن المقدسات.. حاتم حمادة
الوفاق /وكالات - "هو ابن المقاومة الإسلامية التي التحق بها وهو شابّ، وشاب فيها حتى الشهادة"، وفق ما قال فيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله (حفظه الله)، الى أن طغى اسمه العسكري "الحاج علاء" على اسمه الحقيقي حاتم حمادة، فـ "قليلون الذين يعرفون اسمه الحقيقي حتى داخل المقاومة وداخل الحزب".
الشخصية المتواضعة والمقدامة
كان صاحب شخصيّة نموذجيّة في بناءِ الذات، بالتوكّل على الله (سبحانه وتعالى) ووضوح الهدف. وقد برزت فيه صفتان مهمّتان في القيادة؛ الإنسانيّة والابتكار. فمنذ أيّام الجامعة، حيث كان مسؤول التعبئة التربويّة، بدا أنّ عمله الدؤوب لبناء روحيّته وثقافته، امتدّ إلى رفاقه، فهيّأ الكثير من الأشخاص للعمل المقاوم، فهذا هو طريقه. كان يُسارعُ للالتحاق بالجبهة، فتَحيُّن الفرص للبقاء هناك، زاد من تعطّشه للجهاد، وكيف لا يكون مشتاقاً إلى الجبهة وهو الذي تعلّقت روحه بالإمام الخمينيّ (قدس)، فكان ثائراً متحمّساً مقداماً، وكان متواضعاً، فتآخى مع المجاهدين وتلاحم معهم. وقد رُفّع خلال سنوات طويلة من الجهاد، حتّى صار نائباً لقائد العمليّات العسكريّة، إلّا أنّه بقي "علاء" نفسه، بزهده ومحبّته وطيبته.
من الجامعة إلى الميدان
أخذه اختصاصه الجامعي إلى سلاح الدفاع الجوي وتحمّل مسؤولية هذا السلاح في الجنوب قبل عام 2000، وبعد التحرير كان الشهيد علاء مسؤولاً للدفاع الجوي في الجنوب. وفي العام 2006 خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان كان مسؤولاً للدفاع الجوي في لبنان ويتواجد في كل المواقع.
عندما بدأت الأحداث في سورية وبدا أن الخطر يقترب وخصوصاً في منطقة القصير والقلمون والحدود الشرقية، كان الشهيد علاء من أوائل القادة الذين حضروا في الميدان، ومنذ أن ذهب لم يغادر الميدان، هناك كان من بين القادة الأساسيين الذين أداروا المعركة وقاتلوا فيها وحضروا في الخطوط الأمامية.
قائد مقر القلمون
في القلمون، معقل تفخيخ السيارات التي أرسلتها الجماعات الإرهابية الى مدن البقاع والضاحية في العاصمة بيروت، حضر الحاج علاء في الصفوف الأمامية وفي السنوات القليلة الماضية كان هو المسؤول وقائد مقر منطقة القلمون- الزبداني في حراسة الحدود الشرقية للبنان.
العروج الملكوتي
بعد تحرير أغلب المناطق من سيطرة التكفيريّين، حان وقت المواجهات في حلب. وهناك، خاض الشهيد معركة تحرير مساكن 1070 شقّة. وفي السادس عشر من شهر تشرين أول / اكتوبر من العام 2016 م استخرج صدقة وقال: "يا شباب، القمر بدر، وهذه الليلة ليلتي"، ثمّ صلّى بهم لأوّل مرّة. ومشى في مهمّته التي أنهاها لغمٌ داس عليه؛ لتتكشّف صفحات حياته التي أحاطها بسرّيّة مطلقة، والتي قرأها الأمين العامّ لحزب الله سماحة السيّد حسن نصر الله (حفظه الله) في نعيه له.