كتاب «معالم مدرسة الشهيد سليماني»
كتاب "معالم مدرسة الشهيد سليماني" هو النسخة المترجمة عن كتائب "خصائص مدرسة الشهيد سليماني" للكاتب الشيخ علي شيرازي، ممثل السيد علي الخامنئي(حفظه الله) في قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، والكاتب كان صديقًا للشهيد سليماني منذ عام عام 1980م، وقد استند في كتابه إلى كلام الشهيد سليماني وذكرياته وفكره.
في بداية الكتاب يؤكد الكاتب على أن الحاج قاسم سليماني، هو مدرسة. لقد دارت هذه الكلمة على الألسن، عندما قال الإمام الخامنئي(حفظه الله) في إحدى خطب صلاة جمعة بطهران: "علينا ألا ننظر إلى شهيدنا العزيز الحاج قاسم سليماني على أنه فرد، بل علينا أن ننظر إليه كمدرسة. علينا أن ننظر إلى شهيدنا القائد العزيز على أنه مذهبٌ، على أنه نهجٌ وعلى أنه مدرسة للتعلم، فلننظر إليه بهذه النظرة".
المدرسة الفكرية، هي بناءٌ فكري شامل ومتجانس، وهي بما تقدّمه من رؤية كونيّة ومن برامج، تقود البشرية نحو كمالها وغايتها. يقول العلامة مرتضى مطهري في توضيحه لمصطلح المدرسة: «المدرسة تعني الحاجة لنظرية شاملة ولمشروعٍ فكري جامع ومتناسق ومنسجم، هدفه الأساسي هو الكمال الإنساني وتحقيق السعادة الجامعة، ويجب أن يُحدّد فيه الخطوط الأساسية والمناهج، ما ينبغي وما لا ينبغي، الحسنات والسيئات، الأهداف والوسائل، الاحتياجات والمشاكل والحلول، والمسؤوليات والتكاليف، وأن تكون منبعَ إلهام التكاليف والمسؤوليات لجميع الأفراد".
فالإسلام هو مدرسة، ومدرسة الإسلام هي نظرية انتصار الإنسانية على الحيوانية، والعلم على الجهل، والعدالة على الظلم، والمساواة على التمييز، والفضيلة على الرذيلة، والتقوى على الانحلال، والتوحيد على الشرك. وبرؤية كهذه، فإن الإسلام العزيز هو مدرسة شاملة ذات نظرة واقعية.
وقد اهتمَّت المدرسة بجميع جوانب الحاجات الإنسانية، بما فيها الدنيوية والأخروية، الجسدية أو الروحية، العقلية أو الفكرية، وبما فيها الأحاسيس والمشاعر، والحاجات الفردية أو الاجتماعية. مدرسة الإمام الحسين(ع)، مدرسة الإمام الصادق (ع) ومدرسة الإمام الخميني(قدس)؛ استلهمت جميعها من مدرسة الإسلام. تُعد مدرسة الإمام الخميني (قدس) فرعًا لمدرسة الإمام الحسين(ع)، ومدرسة الشهيد سليماني هي فرع لمدرسة الإمام الخميني(قدس).
الكتاب شمل الإحاطة والتعريف بمدرسة الشهيد سليماني بعد إشارة إجمالية لمدرسة الإسلام المحمّدي الأصيل ولمدرسة الإمام الحسين(ع)، وبين معالم مدرسة الإمام الخميني(قدس)، وبتبيين كل مَعْلم من معالم مدرسة إمامنا العظيم، حاول الكاتب تطبيق معالم مدرسة الشهيد سليماني على مدرسة الإمام الخميني (قدس). كما يُبين الكاتب أن الشهيد سليماني خطط تحت قيادة الإمام الخامنئي(حفظه الله)، بحيث جعل قدرة أميركا ونظام الكيان المؤقت في المنطقة والعالم في طريق الهزيمة، وأخذ قوات تعبئة الإسلام العالمية إلى مقربة من قلب الاحتلال، وأشار إلى أن المعالم التي ذكرت في الكتاب هي بعض معالم مدرسة الشهيد سليماني وأهمها "ذلك أنه لا يمكن تبيين جميع المعالم، التي يضيق صدر القارئ بها". على أمل أن يصل هذا الكتاب إلى مرحلة كماله، وأن يتمكن من تقديم هذه المدرسة بصورةٍ أبهى، حتى يغدو الشهيد أسوةً لأجيال شباب العالم الحالي والآتي، بأكثر مما هو عليه اليوم.