الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وخمسون - ١٢ أكتوبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وخمسون - ١٢ أكتوبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

منصات الحرب الناعمة

الوفاق /وكالات - أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي ثورةً في عوالِم الاتّصال والتواصل والمعلومات، ومسّت بقوة بمنظومات القيم الاجتماعية والثقافية، وتدخلت على نطاق واسع في تغيير البنى والمؤسسات السياسية، وفي التلاعب بموازين القوى السائدة، فقد أجمع خبراء الاتّصالات على أنّ دخول أدوات الاتّصال الجديدة إلى مجتمعٍ ما، يؤدّي حتمًا إلى تعديلات وتأثيرات في منظومة القيم، وسلّم الأولويات، وتغيرات في درجات القيم، تبعًا لدرجات التفاعل ومناهج التعامل والتكييف التي يتّخذها كلُّ مجتمعٍ تّجاه هذه الأدوات.
تحولات وانقلابات سياسية
يختلف تعامل الدول والمجتمعات مع هذه الأدوات التواصلية من دولة لأخرى، وذلك حسب نظامها السياسي، وأيديولوجيتها، ودرجة حساسيتها الثقافية والسياسية، إلّا أنّ هناك شبه إجماع من الدول المناوئة والمناهضة للغطرسة الأميركية على أنّ هذه الأدوات التي تحمل البُعدَ التقني والتكنولوجي، وترفع الشعار الإنساني للتواصل الاجتماعي، ما هي إلا جزءٌ عضويٌّ من القوة الناعمة الأميركية، وعلى صلة بنظرية الأمن القومي الأميركي.
ولعل رغبة الإدارة الأميركية في بسط منظومة قيّمها الثقافية والسياسية على مجتمعات وشعوب الدول الأخرى في الدول المناوئة للسياسات الأميركية تحت شعار الليبرالية أوضح من أن تحتاج إلى دليل، وهي تستهدف بنحو خاص الفئات غير الصلبة، أو المسماة بالفئات اللينة والرخوة وهم الشباب والطلاب والنساء والأطفال، لتأسيس جيل وتيار متأمرك داخل هذه المجتمعات، بهدف إثارة البلبلة والتناقضات، واستدراجهم واستقطابهم للدفاع عن القيم الأميركية بوجه أبناء مجتمعهم الآخرين، عن طريق برامج للتلاعب الناعم بجداول الأعمال الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وصولًا إلى إحداث تحوّلات وانقلابات سياسية واستراتيجية ناعمة، دل على ذلك برامج وورش تدريب الناشطين على استراتيجية الثورات الملونّة والناعمة تحت ستار رفع المطالب والشعارات السياسية والثقافية.
مهمات تجسسية
ولشبكات التواصل الاجتماعي مهمّات تجسُّسية واسعة، لم يعرف التاريخ لها مثيلًا، فقد كشفت وثائق سرية حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز أن الأجهزة الأمنية الأميركية تجمع ملايين الصور يوميًّا من مواقع التواصل الاجتماعي للتعرّف على السمات والوجوه، ووفقًا للصحيفة، فإن من بين ملايين الصور التي تقوم وكالة الأمن القومي الأميركية بجمعها يوميًّا هنالك حوالي 55 ألف صورة ذات جودة ووضوح تجعلها صالحة لغايات التعرّف على الوجوه.
ختاماً تتضح العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي وبين أهداف الحرب الناعمة الأميركية - الصهيونية على محور المقاومة، بالإضافة إلى بحث إمكانية ترشيد استخدام هذه الوسائل بصورة إيجابية مفيدة في جبهة المقاومة الداخلية، بعيدًا عن مؤثرات القوة الناعمة الأميركية، نظرًا لاستحالة دفع الأفراد لترك استخدامها، فضلاً عن عدم عقلانية هذا الطرح، فهي دخلت مجال الاستخدامات المدنية والتجارية والاجتماعية والإعلامية والعلمية، والعمل على تحويل استخدام هذه التكنولوجيا من تهديد إلى فرصة، وفق المنهج الذي وضعه الإمام القائد السيد الخامنئي (حفظه الله) في المواجهة مع العدو.
البحث
الأرشيف التاريخي