نور 3 في الفضاء..
بعض رسائل الجمهورية الإسلامية لمن يهمه الأمر!!
علي نور الدين
كاتب ومحلل سياسي
هناك فرق شاسع، ما بين بعض الدول التي تقود بلادها شعباً ومؤسسات عامّة وخاصة، نحو الابتكار والتطوير والتعلًم وتوطين المعرفة والإنتاج، وبعض الدول الأخرى التي تقود بلادها أكثر، نحو استيراد كل شيء من الخارج حتى برامج الفضاء، لتصنع منها إنجازات وهمية وإعلامية لا أكثر (مثلما فعلت بعض الدول العربية كالإمارات).
هذا ما يمكن ملاحظته كنتيجة، من نتائج نجاح الجمهورية الإسلامية الفضائي من خلال وضع القمر الاصطناعي العسكري الثالث نور 3 (محلّي الصنع)، في مدار يبعد 450 كيلومترا عن سطح الأرض، وهو ما تمّ بواسطة "قاصد" الحامل للأقمار الاصطناعية المحلّي الصنع أيضاً. ولن يكون هذا الحدث هو الإنجاز الوحيد للمؤسسات الفضائية الإيرانية، بحيث أكدّ عدّة مسؤولين لهذه المؤسسات أن حدث الأمس يشكّل بداية عمليات الإطلاق المخطط لها هذا العام، وهناك عدة عمليات إطلاق أخرى في العام الهجري الشمسي 1402 (الذي ينتهي في آذار / مارس من العام الميلادي 2024)، بما فيها عمليات الإطلاق التجريبية والتشغيلية. وهنا نشير الى أن أهمية الأقمار الاصطناعية لا سيما العسكرية منها، في أنها جزء رئيسي ما يعرف بالحرب الشبكية، لأنها تمثّل البنية التحتية والمحور الرئيسي لها، وهذا ما أثبتته الحروب الأخيرة في العالم. الإحداثيات الدقيقة، وقيادة القوات في العمق العملياتي للميدان.
مواصفات القمر الاصطناعي نور 3
- صناعة وتصميم الكوادر والعلماء والمهندسين الإيرانيين في منظمة الأبحاث التابعة لحرس الثورة الإسلامية، وستكون مهمته القيام بالتصوير وجمع الإشارات والقياس وتحديد الهوية.
- يبلغ وزنه حوالي 32 كغ، والكاميرات المستخدمة فيه تتمتع بدقة تصوير أفضل بمقدار 2.5 مرة من القمر الاصطناعي نور 2، وقد تم إنتاجها أيضاً من قبل شركة محلية قائمة على المعرفة.
- هناك تقنية أخرى تم استخدامها لأول مرة وهي محركات فضائية حساسة للغاية تنتج قوة تسمح للقمر الاصطناعي بتغيير مداره والمناورة. وقد تم تصنيعها بواسطة خبراء محليين باستخدام تقنية أصلية تماما لتجنب تقليل ارتفاعه.
مواصفات حامل الأقمار الاصطناعية "قاصد "
لعل الرسالة الأقوى والمخفية، ستكون في مواصفات قاصد، الذي بلغت سرعته 6.7 كيلومتر في الثانية (أي حوالي 22 ماخ)، واستطاع تنفيذ مهمته بعد 500 ثانية من الإطلاق (أي بعد 8.3 دقائق).
أما الرسالة فهي من خلال عرض مشاهد الأخيرة لتثبيت القمر الاصطناعي، والتي بيّنت بحسب العديد من الخبراء، قدرة الحامل للأقمار الاصطناعية على القيام بمناورات معقدة خارج الغلاف الجوي، وبالتالي استطاعت إيران تنفيذ واختبار كل شيء تحتاجه للصواريخ العابرة للقارات ICBM. أما بالنسبة للمراحل التي يعمل فيها الحامل للأقمار الاصطناعية فهي ثلاثة كالتالي: المرحلة الأولى عبر محركات الوقود السائل والتي تم تصنيعها من قبل وزارة الدفاع، ومحركات المرحلتين الثانية والثالثة هي محركات فضائية بالكامل تعمل بالوقود الصلب تم تصنيعها في منظمة أبحاث الفضاء الجوي التابعة لحرس الثورة الإسلامية.