الشهيد أية الله قدوسي
الوفاق /وكالات - ولد الشهيد علي قدوسي في عام 1927م في مدينة نهاوند وسط عائلة علمائية. أبوه المرحوم آية الله أحمد قدوسي، كان من العلماء المعروفين في عصره، والمشهورين بالعلم والتقوى. تتلمذ على يدي كبار العلماء في مدينة النجف الأشرف أمثال الميرزا محمد حسين الشيرازي، والميرزا حبيب الله الرشتي، وملا كاظم الخراساني. وبعد أن نال درجة الاجتهاد عاد إلى مدينة نهاوند.
الدراسة
درس الشهيد قدوسي دروسه الابتدائية والاعدادية في مسقط رأسه، ولعدم وجود مدارس ثانوية في نهاوند، طلب من أبيه إرساله إلى مدينة أخرى لإكمال دراسته، لكن نظراً للأجواء السائدة آنذاك في المدارس الثانوية والتي كانت متأثرة بسياسات رضا خان في إغواء الشباب وإبعادهم عن الدين، فقد رفض أبوه هذا الطلب، لكنه أرسله إلى مدينة قم المقدسة لدراسة العلوم الدينية، وهو في سن الخامسة عشرة. وعلى الرغم من عدم توفر الإمكانات الكافية لسكن الطلبة، إلاّ أنه بجدّه وجهده ومواجهته للصعاب والمشاكل استطاع أن يتخطى مرحلة المقدمات ويحضر دروس البحث الخارج.
النشاط السياسي
كانت للشهيد متابعات سياسية ولم يكن بمنأى عن شؤونها؛ ويمكن تقسيم حياته السياسية إلى ثلاثة مراحل رئيسية: المرحلة الأولى والتي كانت تصادف ظهور حركة (فدائيان إسلام) وجهاد الشعب الإيراني المسلم بزعامة المرحوم آية الله "كاشاني". في هذه الفترة كان الشهيد قدوسي يدعم الحركات الإسلامية ويبذل جهوداً في هذا المجال. المرحلة الثانية استمرت حتى انتصار الثورة الإسلامية. كان الشهيد في هذه المرحلة من طلبة الإمام الخميني (قدس) المبرزين والطليعيين في الثورة، فدعم ثورة الإمام (قدس) بطرق ووسائل مختلفة، واعتقل مرة، وتعرض إلى التعذيب الشديد إلى أن أفرج عنه. وبعد إطلاق سراحه أقدم مع جمع من زملائه على تأسيس مدرسة (حقاني) العلمية وذلك بهدف الاستمرار في النشاطات الثقافية والسياسية بصورة أصولية. و كانت المرحلة الثالثة هي مرحلة ما بعد انتصار الثورة الإسلامية، وكان الشهيد في بداية الثورة مقيماً في قم إلى أن عيّنه الإمام الخميني (قدس) في عام 1979م مدّعياً عاماً للبلاد.
الشهادة معراج المجاهدين
كانت فترة تصديه للنيابة العامة تصادف مرحلة الفتنة والفساد وتصعيد نشاطات الأحزاب والجماعات المنحرفة، فوقف الشهيد في وجه هذه الجماعات بحزمٍ تام. نظراً لموقفه الحازم فقد أصبح هدفاً لهذه الجماعات للانتقام منه. أمّا عن كيفية استشهاده، فقد عمل في مكتبه أحد المنافقين الذين تظاهروا بالتوبة، بعد خروجه من السجن وتلطّف الشهيد عليه باستخدامه في مكتبه لئلاّ يواجه متاعب في حياته في المستقبل. فاستغل هذا المنافق أحد أيام العطلة، ودخل مكتب الشهيد في النيابة العامة، ووضع قنبلة، وفرّ هارباً. وفي اليوم التالي من العام 1981 م وحينما كان الشهيد في مكتبه، انفجرت القنبلة، واستشهد على أثرها، وعرجت روحه إلى
الملأ الأعلى.