الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثون - ١٣ سبتمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثون - ١٣ سبتمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

نهج أهل البيت( ع) وثقافة التعايش

الوفاق / وكالات - يدرك العالم بأجمعه أياً كان دينهم ومذهبهم، أن في منهج الاسلام وتعاليمه وحياة أهل البيت(ع)، المنبع الحقيقي لحقوق الانسان، والتعايش السلمي بين الأديان، فالشريعة الإلهية – الاسلامية فتحت ذراع المصالحة لكل البشر ففي يوم فتح مكة، إذ كان في إمكان رسول الله (ص) أن يسحق أعداءه الذين اذاقوه مر حقدهم وشرهم، لكنه لم يفعل إنما قال: "إذهبوا فأنتم الطلقاء"، ويمثل هذا وثيقة أممية أبدية جسدت أسمى معاني التسامح والتعايش السلمي.
وها هو خليفة  رسول الله (ص) أمير المؤمنين الإمام علي (ع) لمْ يجتهد في نشر ثقافة التعايش فحسب، بلْ ساهم في تهيئة  وبناء وصناعة الوعي الإنساني من أجل أن يصل بنا لمستوى التعايش الإيجابي، فكان(ع) في سلوكه الرسمي وغير الرسمي والفردي والاجتماعي وفي كلّ الظروف والأحوال آيةً وقدوةً للتعايش ودعائمها، لينقل التعايش بمقوّماته من المخزون المعلوم للبشرية إلى الواقع الحياتي فيترجم التعايش الإيجابي في النوايا والسلوك.
ثقافة التعايش في فكر الإمام
علي (ع)
في رسالة الإمام علي (ع) إلى مالك الأشتر النخعي يقول:" وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبّة لهم  واللطف بهم ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم فإنّهم صنفان: إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه  فإنّك فوقهم  ووالي الأمر عليك فوقك والله فوق من ولاك وقد استكفاك أمرهم  وابتلاك بهم"(نهج البلاغة) . ولقد اعتمد هذا العهد في الأمم المتحدة؛ كونه من أوائل العهود الحقوقية والتي حددت الحقوق والواجبات ما بين الدولة والشعب؛  وأصبح  أحد مصادر التشريع
للقانون الدولي.
العدالة والانصاف في فكر الإمام(ع)
تبرز الحاجة إلى إرساء ودعم وتثبيت مفاهيم التعايش وغرسها حاجةً ماسة وضرورية،  فيتحقق معنى التعايش أولاً  بقبول الآخر والرضا به أيّاً كان  شكله ولونه ودينه، وصولاً الى التعايش تحقيقاً للأمن ولهوية الاسلام الحقيقي بالأخلاق والسلمية، فلم يعد الإسلام التنوع في العرق واللون حاجزاً بين البشر، فكلّ الناس عند الله (عزّ وجلّ)، وفي النظام الإسلام وقانونه؛ سواسية، لا فرق بين عربي وأعجمي.
أمّا في الغرب، فإنّه؛ وإن كانت هناك جملة كبيرة من القوانين التي تمنع التمييز، وتقاومه، إلاّ أنّها لم تلامس عقلية وسلوك الكثيرين من الغربيين ونفسيتهم، فحوادث التمييز العنصري القائم على العرق واللون أكثر من أن تعدّ في المجتمع الغربي.
أمّا الإمام علي (ع) فقد عمل لتكريس التعايش بزرع مقوماتها مفهوماً وممارسة كالتعددية والتسامح واللاعنف، وسعى لتكريس وتأصيل مقومات التعايش، وعلى رأس تلك المقومات العدالة.

 

البحث
الأرشيف التاريخي