18 عاماً على اندحار الاحتلال «الاسرائيلي» من قطاع غزة
الوفاق / وكالات - تحل في هذه الأيام الذكرى الثامنة عشر للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في حدثٍ تاريخي، ففي الثاني عشر من شهر أيلول / سبتمبر من العام 2005، تحرّر القطاع بانسحاب آخر جندي ومستوطن إسرائيلي من حدوده بعد أكثر من 38 عاماً من الإحتلال.
واحتلت "إسرائيل" قطاع غزة عام 1967، وظلت مسؤولة عن إدارته حتى مجيء السلطة الفلسطينية عام 1994، فأسندته للسلطة، فيما أبقت على قواتها في مجمعات ومستوطنات مركزية داخل القطاع، كان يحتلها أكثر من 6 آلاف مستوطن. وأقيمت أول مستوطنة في القطاع باسم "نیتسر حازاني" عام 1976، فيما أُنشئت آخر ثلاث مستوطنات صغيرة عام 2001 بعد اندلاع انتفاضة الأقصى.
بعد 5 سنوات من العمليات العسكرية وتطوّر عمل المقاومة الفلسطينية من الاشتباك المباشر والعمليات الاستشهادية والنوعية، مروراً، بالاقتحامات المتكررة للمستوطنات عبر التسلل، ونصب الكمائن لجيش الاحتلال، وصولاً الى بداية التصنيع الصاروخي المحلي ضمن انتفاضة الأقصى التي اندلعت في الشهر نفسه من العام 2000 حين اقتحم رئيس وزراء الاحتلال آنذاك ارئيل شارون باحات المسجد الأقصى.
بعد أكثر من 38 عاماً، انسحب آخر جندي ومستوطن إسرائيلي من قطاع غزّة، في 12 أيلول من العام 2005، ما اعتُبر حدثاً تاريخياً، اذ لم يسبق لكيان الاحتلال أن انسحب من أرض احتلها منذ 1948 في فلسطين. فمع اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية صارت المواجهات مباشرة من خلال توجيه ضربات نوعية لجنود الاحتلال على الحواجز التي كان يضعها في الشوارع الرئيسية حيث وقعت الكثير من الاشتباكات المسلحة، أو عبر مفاجأته بسيارات مفخخة، أو الاقتحامات المتكررة للمستوطنات عبر التسلل، وبالإضافة الى الكمائن. وأمام فشل جيش الاحتلال في "احتواء" حركات المقاومة وفي منعه من ان تطال صواريخها المستوطنات، أُجبر كيان الاحتلال على إخلاء مواقعه العسكرية و21 مستوطنة كان يسكنها أكثر من 6000 مستوطن، دمّرها بنفسه وبجرافاته وكات شرطة الاحتلال اقتحمت بعض المستوطنات لسحب المستوطنين منها بالقوة، تاركاً للتاريخ أسوء مشاهد ضعفه وهزيمته.
وكانت فصائل المقاومة قد اتخذت من بقايا القذائف التي ضرب بها الاحتلال غزّة والعبوات الزجاجية ومواسير المياه مواداً لتصنيع الصواريخ التي رمتها فيما بعد على المستوطنات في الداخل المحتّل.
مقاومة مستمرة رغم الحصار
حاصر الاحتلال قطاع غزّة بعد تشكيل "حكم ذاتي" عام 2007، وتحكّم بحركة المعابر مع الحدود المصرية والداخل الفلسطيني المحتل تاركاً سكانه ضمن أسوء وضع انساني واقتصادي. لكن، شكّل القطاع أيضاً أرضية لتطوير المقاومة ومساحة عمل عسكري من تصنيع وحفر أنفاق وتدريب وغرفة عمليات لإدارة المعارك والتخطيط.
وقد أثبتت المقاومة الفلسطينية على مدار السنوات أن الحصار لم يمنعها من التقدّم ومواصلة المواجهة، بل تطوّرت صناعاتها نحو الصواريخ بعيدة المدى التي تطال المناطق المحتلّة كافة، ووصلت أيضاً الى صناعة الطائرات المسيرة بالإضافة الى مدّ شبكات السلكي والاتصالات، محققةً الانتصارات في الحروب.