الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانية وعشرون - ١١ سبتمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانية وعشرون - ١١ سبتمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

كتاب حركة التجديد والاستنهاض.. قراءة في الفكر السياسي للإمام الخميني(قدس)

الوفاق/ وكالات
سجل لنا التاريخ العديد من حركات النهوض التي قام بها مفكرون وعلماء مسلمون بهدف الإصلاح والتغيير والتجديد سبقت حركة الإمام الخميني(قدس) ونهضته، وكان لها آثار إيجابية متفاوتة، لعل أبرزها وأهمها إبقاء روح النهضة حيّة في نفوس تيار من المسلمين، وإن كان ضعيفاً نسبياً، ويبقى الأمل يراود الأمة في أن تستعيد موقعها الحضاري يوماً ما.
إلاّ أن ما حدث على يد الإمام الخميني (قدس) يبقى نقطة تحوّل مهمة في تاريخ العالم بشكل عام والمسلمين بشكل خاص، فما حصل كان دخول المشروع الإصلاحي والنهضوي الإسلامي، لأول مرة في التاريخ الحديث، المرحلة العملية، متمثلاً بقيام الدولة الإسلامية في إيران، التي تسعى لجعل المشروع الإسلامي متحركاً على أرض الواقع، وليصبح للإسلام السياسي حضور فاعل يفرض نفسه على المعادلات السياسية العالمية والإقليمية.
إنّ موضوع النهضة الإسلامية في إيران سيبقى من الموضوعات التي يحتاج الباحثون والمفكرون إلى مقاربتها ودراستها لاستكشاف أبعادها وعوامل بلورتها ونجاحها، وهي أبعاد حيوية وذات فاعلية ترتبط بحياة الأمة ومستقبلها، وبتجربة الإسلام السياسي في القرن العشرين وقياداته الفكرية وعلمائه المجددين. فقيام الدولة الإسلامية في إيران أعطى بُعداً سياسياً مجتمعياً وعملياً للمشروع الحضاري الإسلامي أكد أهمية استقصاء جميع أبعاده من قبل الباحثين بما هو تجربة معاشة لها خصائصها التي تميزت عن غيرها من الزعامات بمجموعة من الخصائص التي تستحق الدرس والنظر.
لذلك تُعتبر دراسة فكر الإمام الخميني (قدس) وآرائه في قضايا الدين والحياة والاجتماع الإنساني أمراً ضرورياً وملحاً، يكتسب ضرورته من أهمية التعرف إلى فكر هذا القائد الذي استطاع إحداث تحولات فكرية وسياسية في مسار الحياة العامة للمسلمين في مواقع انتشارهم الجغرافي وفي المجتمعات الدولية التي يقيمون فيها، فضلاً عن تأثيراته السياسية والفكرية في العالم، وذلك عبر قيادته ثورة إسلامية شعبية تمكنت من إنشاء نظام حكم سياسي مغاير للكثير من النظم السياسية السائدة في عصره، وتنبع تلك الأهمية أيضاً من أن هذا الفكر الموجود في صحائف الكتب، إذ لم يضف الإمام جديداً على أصوله وثوابته، وجلّ ما قام به هو نفخ الروح وبعث الحركة في فكرٍ موجود، والعمل على تطبيقه وتحريكه في عقول الناس وأفئدتهم إلى منابعه الأصلية، مع ما يستلزم من إلغاء المسافة بين الدين والسياسة فـ "عودة الإسلام إلى الحياة وعودة الأمّة الوسط لممارسة دورها على الساحة البشرية، وعودة كيانها المسلوب يفرض أولا ًالقضاء على فكرة انفصال الدين عن السياسية.
ونحن نحاول أن نتناول جانب التجديد في فكر الإمام، الذي استندت إليه حركته وثورته، وأنتجت عملية الاستنهاض في صفوف الأمة، تلك التي ما زالت إرهاصاتها وأصداؤها تتردد بأشكال وتعابير مختلفة على امتداد العالم الإسلامي.
ومما لا شك فيه أن المشروع الذي حمله الإمام الخميني (قدس) منذ بداية تحركه كان مشروعاً نهضوياً يحمل في طياته رغبة قوية في إحداث تغيير في البنى والأسس النظرية التي تستند إليها التشكلات السياسية، وفي الواقع الاجتماعي الذي يشكل قناة الارتكاز للمشروع والتشكل السياسيين.
ولقد اشتمل الكتاب على قسمين، يعالج أحدهما الإشكالية النظرية أي التجديد في الفكر السياسي للإمام الخميني (قدس)، ويعالج الآخر الإشكالية العلمية، أي النهضة الإسلامية وأثر حركة التجديد فيها، وبرغم أن حركة التجديد لم تك سابقة لحركة الاستنهاض، بل كانا يسيران جنباً إلى جنب في كثير من الأحيان عند الإمام، فإن الدقة العلمية اقتضت أن نفرد لكل منهما قسماً خاصاً به، فالاستنهاض يأتي عادةً مرتكزاً على التجديد في الفكر والرؤية والتخطيط والبرمجة.

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي