الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانية وعشرون - ١١ سبتمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانية وعشرون - ١١ سبتمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

في ذكرى استشهاده الثانية والأربعين

شهيد المحراب آية الله مدني.. بذل الروح من أجل علو الإسلام

الوفاق/ وكالات - يُصادف يوم 11 ايلول/سبتمبر1981 ذكرى استشهاد ثاني شهداء المحراب في تاريخ الثورة الاسلامية، ففي مثل هذا اليوم قامت زمرة النافقين وأثناء إقامة صلاة الجمعة بإغتيال آية الله اسد الله مدني الذي قال الإمام الخميني (قدس) في رثائه عنه "كان عالماً وعادلاً ومعلماً للأخلاق والروحانيات فمثلما استشهد جده أمير المؤمنين (ع) قامت أيدي المنافقين الخبيثة بإغتياله في محراب العبادة فهو بذل الروح من أجل علو الاسلام".
ولد الشهيد السيد أسد الله بن السيد ميرعلي مدني عام 1944م بمدينة آذرشهر التابعة لمحافظة آذربايجان الشرقية في إيران.
مواجهة الأفكار الضالة والمفاسد الاجتماعية
 كان أول نشاط له هو مواجهته للبهائية كعنصر فرقة وانحراف في مدينة آذرشهر الإيرانية، فما يحكيه التاريخ هو أن الشاه "رضا خان" وعملاء الاستعمار في إيران أخذوا آنذاك بتهيئة الأجواء لنشاط البهائية وغيرها من الفرق المفتعلة من أجل ضرب الدين والمذهب الشيعي بشكل خاص، إذ استطاع الأثرياء من البهائيين في أذربايجان ــ ولاسيما في ضواحي تبريز ــ السيطرة في مدة قصيرة على بعض معامل الطاقة الكهربائية. فقام في خطبه بفضح البهائيين وتعبئة الناس ضد من يتعاون معهم ويدعو إليهم. فحرم استخدام الطاقة الكهربائية التي تنتجها معاملهم وكذلك التعامل مع هذه الفرقة الضالة ليُصعد من أجواء الاعتراض على البهائية، وليتمكن أخيراً من تطهير مدينة آذرشهر الدينية من هذه الفرقة الاستعمارية.
جهاده في مدينة النجف الأشرف
   لم يغفل آية الله مدني وهو يمارس نشاطه العلمي في الحوزة العلمية في مدينة  النجف الأشرف، لحظه واحدة عن النشاط السياسي، وكان دوماً الرائد في القضايا السياسية الجهادية ومحارباً لمظاهر الطاغوتية والاستبداد، وفي عهد عبد الكريم قاسم ـ رئيس حكومة العراق آنذاك ـ خرج السيد مدني يرتدي الكفن بين الناس ليتمكن من تحريك أهالي الكاظمية وبغداد والنجف، لأن الحكومة العراقية كانت تواجه الإسلام من خلال نشرها
للفكر الماركسي.
وعندما بدأ الشعب الإيراني المسلم حركته الكبرى بقيادة الإمام الخميني(قدس) للإطاحة بنظام الشاه، كان آية الله مدني أول من لبى نداء الإمام "هل من ناصر ينصرني" في النجف، إذ عطل دروسه وأقام مجالس الخطابة للكشف عن الوجه الكريه للنظام البهلوي الغاشم. فكان على ذلك العهد في النجف رائد الدفاع والدعم لحركة الإمام الخميني(قدس)، وكان يوضح للطلاب وقائع الأحداث في إيران.
حارس الثورة الإسلامية  
 وبعد انتصار ثورة الشعب الإيراني بقيادة الإمام الخميني(قدس) ، بدأ هذا النصير القديم للإمام ومقاتل الثورة الذي لم يعرف الكلل ولم يضع راية الجهاد لحظة ًعلى الأرض وتنقّل من منفى إلى منفى ومن خندق جهاد إلى آخر يتقدم صفوف المجاهدين حتى بلغ أوج فاعليته عند انتصار الثورة، بدأ من حينها فصلاً جديداً من جهاده في حراسة الثورة الإسلامية المباركة.  
 الآن وقد انتصرت الثورة، بدا أن حراستها أصعب من الانتصار نفسه، فمؤامرات الاستكبار تتوالى للإطاحة بها، وعلى أنصار الإمام (قدس) ورواد الثورة أن يبدأوا فصلاً جديداً من النضال يصونون به الثورة ويثبتون به الحكم الإسلامي. فكان آية الله مدني في جماعة من اصطف لمواجهة عملاء الاستكبار وعناصره كجندي مستعد ومحارب مقدام يسارع إلى أي خندق يتطلب وجوده وفداءه بإشارة من الإمام. وفي انتخابات مجلس خبراء الدستور، انتخب آية الله مدني نائباً عن مدينة همدان، ثم عيّنه الإمام (قدس) إماماً للجمعة فيها بصلاحيات مطلقة إبان اختلال الأوضاع هناك. وعندما شرع القوميون والمنافقون بافتعال المؤتمرات للقضاء على الثورة وتحريفها، أخذ آية الله مدني يضاعف جهوده في الكشف عن طبيعة الليبراليين والمنافقين ومواجهتهم. فكان البيان المشترك لآية الله مدني وبقية أنصار الإمام (الشهيد الصدوقي، الشهيد أشرفي إصفهاني، الشهيد دستغيب، وآية الله طاهري إمام جمعة إصفهان) وموقفهم الصريح والحاكم قبال هذه الحركة الزاحفة، دورٌ فاعل في رفع الستار عن وجه هذا التيار المخادع الخطر.   
فتنة حزب الشعب المسلم في تبريز  
 بعد نصب آية الله مدني لإمامة جمعة مدينة تبريز، واجه مشكلة حزب "الشعب المسلم" الذي اتخذت منه تيارات مختلفة غطاءً لمحاربة الثورة، إلا أن وعي سكان محافظة أذربايجان ومكانة آية الله مدني لديهم أدت إلى إفشال هذه المؤامرة. ويمكن اعتبار أصعب الأيام التي عاشها آية الله مدني هي تلك الأيام التي وجد نفسه فيها وسط اضطرابات حزب الشعب المسلم، وفي هذه الأحداث الخطرة، قامت هذه المجموعة المضادة للثورة بتهديده عدة مرات، فقد أحرقوا موقع صلاة الجمعة، ومنعوه عن إقامة الصلاة، ولكن آية الله مدني سار يوم الجمعة أمام الناس وهو يرتدي الكفن وقال: "مادمت حياً وممثلاً عن الإمام(قدس) في هذه المدينة فإني سأقيم صلاة الجمعة".
الشهيد مدني في سوح القتال
  كان للشهيد مدني دورٌ فاعل في تعزيز معنويات جند الإسلام؛ إذ كان يذهب بنفسه إلى الجبهات ليكون إلى جانب المقاتلين، ويشاركهم في أدعيتهم ومجالسهم تشجيعاً لهم على مواصلة حربهم المقدسة ضد الاستكبار العالمي حتى النصر النهائي. وكان أحياناً يذهب إلى الجندي الذي أسقط بمدفعه طائرة العدو المعتدي في سماء تبريز ليقبل يده باعتباره ممثلاً عن الإمام(قدس)، ويبدي للمجاهدين في سبيل الله كمال التواضع الذي ينبع من عرفانه بالله وبالأخلاق الإلهية.
ختاماُ كان آية الله مدني في الصف الأول من ميادين الجهاد، فقبل الثورة كان يقف بوجه نظام الشاه الجائر، وبعد الثورة كان يواجه عملاء وجواسيس أمريكا كسد منيع ويدافع عن حريم الإسلام والقرآن. فحافظ على صلاة الجمعة باعتبارها أحد أهم مواقع الثورة. كان آية الله مدني قد عُيّن إماماً للجمعة في تبريز من بعد شهادة آية الله القاضي الطباطبائي. إلا أن عملاء أمريكا أخذوا باغتيال أنصار الإمام(قدس) حيث كان الحادي عشر من شهر أيلول/سبتمبر1981  موعد رجل آخر من أهل المعنى والمعرفة، وارتقى آية الله مدني شهيداً في محراب الصلاة على يد زمرة المنافقين، وأُعلن الحداد العام في إيران، ودفن بجوار مرقد السيدة فاطمة المعصومة (ع) في مدينة قم المقدسة، وقد كان لشهادة هذا العالم الكبير انعكاسات في مختلف أنحاء إيران من بيانات المراجع والعلماء ورجال الدولة إلى احتفالات التأبين ورسائل التعازي من شتى أرجاء البلاد إلى الإمام الخميني (قدس).  
تاريخ من  الإرهاب والتخريب لزمرة المنافقين
منذ انتصار الثورة الاسلامية الايرانية سقط آلاف مدنيين من الرجال والنساء والأطفال والمسؤولين ورجال الدين والأكاديميين ضحايا جرائم ارهابية ارتكبتها "زمرة مجاهدي خلق الإرهابية" وأطلق الإمام الخميني (قدس) على عناصر هذه الزمرة، اسم المنافقين بسبب مساعيهم وراء إضفاء الطابع الديني والإسلامي على جرائمهم التي ارتكبتها ومازالت ترتكبها.
قامت حركة "مجاهدي خلق" على مدار 56 سنة -أي من سنة 1965 حتى الآن- بأعمالٍ إرهابية عديدة، أسفرت عن استشهاد نحو 17 ألف مواطن إيراني، وجرح الآلاف من مدنيين الأبرياء، إضافةً لتنفيذها العديد من العمليات الإرهابية بين تفجير مسجد، اغتيالات لمسؤولين إيرانيين، اختطاف طائرات مدنية، تفجير مراكز للدفاع مدني ومراكز الشرطة في مدينة قم المقدسة، والهجمات الانتحارية وأخرى بقذائف هاون، إضافة إلى أعمال شغب كان آخرها -التي اعترفت بها المنظمة- في العام 2017. والأهم من ذلك كله مشاركة حركة "المنافقين" مع النظام الصدامي البائد بالحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية، وارتكابهم الفظائع بحق الشعب الإيراني.
والجدير بالاشارة إن إرهابيي هذه الحركة كانوا يرتكبون المجازر بوحشية دون رحمة، ويقومون بعمليات تعذيب للسجناء كما فعلت التنظيمات التكفيرية امثال داعش والنصرة الإرهابيين، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر تعذيب المواطنين الإيرانيين و بعض عناصر حرس الثورة المعتقلين لديها أثناء الحرب عبر وضعهم في براميل من المياه الساخنة جداً تصل إلى درجة الغليان.

 

البحث
الأرشيف التاريخي