نافذة على أفق رحب!
تتمة المنشور في الصفحة 1
المشتركات العقدية و الإسلامية و تعامل سلطات السعودية الجيد مع الحجاج الإيرانيين، والتحديات المشتركة كالقضية الفلسطينية و إهانة المصحف الشريف، كلها ستمهد الأرضية للدخول في شراكة أمنية دون تدخل الأطراف الأجنبية وستغلق الباب أمام الكيان الصهيوني الذي يحاول تأجيج الخلافات و إشعال فتيل الحرب في المنطقة.
أما الزيارات الثنائية المتبادلة بین كبار المسؤولين في البلدين وإعادة فتح السفارات والقنصليات بإمكانها أن ترفع من نسبة التبادل التجاري بين طهران و الرياض، و إن حضور وفد اقتصادي رافق وزير الخارجية الإيراني هو خير مؤشر على ذلك. لم يمض وقت طويل على مقابلة وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان مع صحيفة فيغارو في شهر مایو/أيار الماضي التي قال فيها: إن العلاقات الإيرانية السعودية ليست اتفاقا تكتيكيا ، وإن الرياض أعطت الأولوية للاستثمار الاقتصادي في إيران. ترى طهران أن العالم يمر بمنعطف تاريخي يعيد رسم ملامح المنطقة ومستقبلها ربما لقرن من الزمن، و لابد من أن يكون للعالم الإسلامي ودول المنطقة مكانة مميزة في هذا النظام العالمي الجديد الذي ستعيش فيه أمريكا حالة الانزواء والعزلة. ومن هذا المنطلق كان الرئيس الإيراني قد رسم سياسة خارجية حكومته التي سميت بدبلوماسية أولوية الجوار، إذ قال في أول ظهور له رئيسا للبلاد: إننا نريد عودة العلاقات مع المملكة العربية السعودية. وقد كان لهذا الطور السياسي الجديد الذي اعتمدته الحكومة الإيرانية الثالثة عشرة في عهد الرئيس إبراهيم رئيسي، أثرا ملحوظا في ردم كثير من الفجوات، و تقارب سياسات دول المنطقة بعد زمن طويل من تضاربها.