الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانية - ١٦ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانية - ١٦ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

شهيد الوعد الصادق السيد علي عباس الموسوي

الولادة والنشأة
ولد الشهيد في بلدة النبي شيت البقاعية في العام 1980م، تربَّى في بيت سيد شهداء المقاومة فكان بمثابة تعويض له من الله عزّ وجلّ بعد فقد والده في عمرٍ صغير، إذ منّ الله عليه بأن دخل بيت سماحة السيد "عباس الموسوي" صغيراً حيث كانت أمُّه تساعد السيدة "أم ياسر" في خدمة المجاهدين، فنهل من ذلك البيت المحمدي خصالاً إيمانية-جهادية خالصةً لله لأنَّ روحه كانت تربة صالحة لبذور التدين الحقيقي بين منزل السيد عباس ومقرّ المقاومة الإسلامية في قرية النبي شيث، ترعرع الطفل الصغير الذي أحبَّ أن يختزل الطفولة باكراً ليصير كما المجاهدين الذين كان يقلّدهم ويقتدي بهم. في 16 شباط من العام 1992، عرف علي حقيقة اليتم والغربة في فقد الأحبَّة برحيل السيد عباس وزوجته وطفله، فصار مقام السيد ملاذه في وحدته، وحين تعبه يلوذ به كما يلوذ الطفل الصغير بحضن أبيه، ويبكي بصمتٍ يضجُّ في زوايا المكان شوقاً للقاء.‏
الرحلة الجهادية‏
ما إن شبّ عليّ حتى التحق بالدورات العسكرية وبدأ عمله المقاوم. ولكنه لم ينشغل في تطوير قدراته العسكرية فقط، بل عمد إلى تعلّم اللغة الانكليزية واللغة الفارسية. وعُرف في مقرِّ عمله بدقَّته ولين تعاطيه وأمانته وحبّه للتخفيف من تعب المجاهدين، فهو وإن كان تعِباً لا يُظهر ذلك، ولكن إذا ما لمح الإرهاق على وجه أحد الأخوة بادر إلى إكمال العمل عنه ليرتاح قليلاً. وكذا كان بين أهل قريته، فما قصده أحد بعملٍ إلا ولبّاه ولو كان التعبُ أثقل عليه. عندما قرَّر علي الزواج، بادرت والدته وأخوه إلى إعطائه قطعة أرض صغيرة بالقرب من منزل العائلة، فشيّد علي منزله بنفسه. وقد رُزق بفتاةٍ كانت قد بلغت من العمر سنتها الأولى حين شهادته. وكأنَّ فقد الأب هو أوَّل ما أورثها إيَّاه مع إرث غنيِّ من تاريخ شابٍ مجاهدٍ كان يدفعُ المجاهدين إلى بذل كلِّ طاقاتهم في خدمة المسيرة الحسينية، ويذكِّرهم بأنَّه لا يهم ماذا نقدّم بل الأهمّ أن نبذل كلَّ شيء حتى ولو كان صغيراً.‏
 الوداع الأخير‏
في الثاني عشر من تموز العام 2006، وصل علي إلى منزله في النبي شيت. وبمجرد وصوله عاد وحزم حقائبه للتوجه جنوباً، وانطلق ليرابط في وادي «شمع» حيث عمل على دكّ المستعمرات الإسرائيلية بالصواريخ.‏ وذات فجرٍ استيقظت أمّه بعد رؤيا غريبة لم تعرف هل تفرح لها أو تحزن، فقد زارها الشهيد سماحة السيد عباس الموسوي ومعه السيد حسن نصر الله(حفظه الله) وأهدياها مصحفاً شريفاً، واقترب منها السيد عباس هامساً لها: «هذا القرآن لا أعطيه لأبي!» ليبيّن لها قيمته العالية عنده. ولم يكد يمر يومان إلا ونالت الهدية التي تبيّض لها وجهها عند السيدة الزهراء(ع): شهادة مباركة لولدها بعد أن تعرض مربضه لغارة من الطائرات الإسرائيلية.‏

 

البحث
الأرشيف التاريخي