الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وواحد - ٠٨ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وواحد - ٠٨ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

مفهوم الحرية في الإسلام

الوفاق / وكالات الحرية مطلب إنساني ينسجم مع الفطرة السليمة، فيسعى الإنسان أن يكون حرّاً وغير مأسور في مختلف الميادين، المعنوية، الاجتماعية، والطبيعية وغيرها.
الإسلام وهبنا الحريّة
بما أن الإسلام هو دين الفطرة فنجد أن النصوص الإسلامية تتواءم مع هذه الفطرة، عن الإمام علي(ع) : "أيها الناس إنَّ آدم لم يلد عبداً ولا أمة، وإنَّ الناس كلهم أحرار".
وبالتالي فإنَّ الأرض الخصبة لنمو الحرية وتوافرها هو النظام الإسلامي وأحكام الإسلام، بل النظام الإسلامي هو الضمان للحرية، يقول الإمام الخميني (قدس) "إنَّ القانون الإسلامي هو الذي يعطي الحرّيات والديمقراطية الحقيقية، علاوةً على ضمانة استقلال الدول".
حدود الحريّة
هناك نظرتان مختلفتان لمفهوم الحرية، الحرية بالمعنى الغربي، والحرية بالمعنى الإسلامي. فالغرب يرى أن الأساس الذي تُبنى عليه الحرية هو ما يختاره الإنسان ولا يصل إلى منازعة حرية الآخرين، لكن يُرد على هذه النظرة أمور: منها: وفق هذا المبدأ لا بد من احترام كل عقيدة يؤمن بها الإنسان حتى لو كانت خضوعاً أمام حجر أو عبادة للبقر، وهذا ما لا يقره عاقل. وأيضاً لو اختار هذا الإنسان أن ينساق وراء شهواته المحرّمة مما يؤدّي إلى تسافله، وفقده لقيمته الإنسانية، فهي تعني انحدار الإنسان من رتبته الإنسانية إلى الرتبة الحيوانية. فإفساح المجال للآخرين إلى التهتك والانفلات ليس من الحرية في شيء، ولا شك أن الحرية بالمفهوم الغربي تؤدي إلى نتائج وآثار مدمرة، ولا تخلو من قصد سيئ ونية مبيتة، ولهذا يرفض الإسلام هذا النوع من الحرية الباطلة.
الحرية بالمفهوم الإسلامي
أمّا الحرية بالمفهوم الإسلامي، فهي غير مفصولة عن الهدف الذي وُجد الإنسان من أجله، وهو تكامله ورقيّه ونيله أرفع المراتب في هذا الوجود، فالإنسان العاقل حرٌ في دائرة الطريق الموصل إلى هدفه المنشود، فالتكاليف الإلهية والقوانين الربانيّة التي شرعها الله "عز وجل" تجلب إلى الإنسان المصالح وتدفع عنه المفاسد، فينتج عنها تكامله المعنوي والمادي، وبالتالي سعادته في الدارين الأولى والآخرة. فالسير ضمن الطريق الذي شرّعه الله عز وجل هو الحرية الحقيقية، لأنّه يوصل الإنسان إلى سعادته وكماله، ولا يفصله عن الهدف المأمول.
فمن البديهي للإنسان الساعي لتحقيق هدفه أن يقيّد رغباته بما يحقق هدفه ويتناسب معه، فإذا أردنا أن نتحرر من ذل الجهل فعلينا أن نلتزم بقيود التعلم، وبالتالي لا بد أن تُفهم الحرية على أساس رفع القيود التي تشكل مانعاً دون تحقيق الهدف المنشود، حتى وان كان ذلك لا يتم إلا عبر تشريع قيود، فالإسلام إنما يشرع القوانين ويضع الحدود للحرية، لأنه يرى أن هذه الضوابط ضرورية للحفاظ على الحرية وضمان استقلال شخصية الإنسان الفردية والاجتماعية، فمن هنا صرّح الإمام قدس سره بعدم استغلال الحرية والتذرع بها لأجل الوصول إلى المآرب الفاسدة يقول الإمام (قدس): "احفظوا حدود الإسلام، ولا يُساء استغلال الحريات، فالحرية مقيدة بحدود الإسلام".

البحث
الأرشيف التاريخي