كتب تاريخية
عاشوراء في فكر الإمام الخميني (قدس)
انطلق مؤلف الكتاب من قول الإمام الخميني (قدس)"إنّ كلّ ما لدينا هو من عاشوراء"، مسلطاً الضوء على أفكار الإمام ورؤيته حول عاشوراء ومفاهيمها.
وقد تم تنظيم الكتاب في خمسة فصول، هي:
الأول : العمق العقائدي لعاشوراء
قبل البحث في نظرة وخطاب الإمام الخميني (قدس) حول عاشوراء، توقف الكتاب على خلفيّات هذه النظرة وهذا الخطاب من حيث التفسير العقائديّ لفهم حركة الإمام الحسين (ع) باعتباره حاملاً لإرث النبوّات جميعاً، فبحسب الإمام إنّ الهدف النهائي لجميع النبوّات هو معرفة الله وإخراج الناس من ظلمات الجهل والجاهليّة إلى النور نور المعرفة والعبوديّة لله .
وفي هذا السياق لفت الكتاب إلى تحديد الإمام (قدس) وظيفتان لبلوغ الهدف النهائي وهي وظيفة معنويّة قائمة على دعوة الناس إلى التوحيد، ووظيفة عمليّة وهي إنقاذ المستضعفين من الظلم، موضحاً بأن هذا يقتضي إزالة الموانع والمعوّقات المادّيّة والمعنويّة، وبمعنى آخر القيام بعمليّة إصلاح البشريّة.
الثاني: حقيقة عاشوراء وأهداف الثورة الحسينية
ويتناول هذا الفصل من الكتاب حقيقة عاشوراء وأهدافها بحسب ما ورد من أقوال الإمام (قدس) باعتبارها حدثاً يتخطّى حدود الزمان والمكان، فالنهضة الحسينيّة في عاشوراء إلهيّة بكلّ تفاصيلها، وإنسانيّة بمحض شمول مفاعيلها وتأثيراتها لكلّ حرّ. وهي أيضاً حركة سياسيّة كبرى بكلّ تفاصيلها من أوّل خطوة فيها
حتّى الشهادة.
وكما كل حركة وثورة لا بد لها من أسباب وأهداف، لذا حدد الكتاب أسباب الثورة الحسينية كما جاءت في رؤية الإمام (قدس) والتي تتلخص بوجود حكومة طاغوتيّة آثمة جائرة وغاشمة تستغلّ الحرمات وتشوّه الدِّين ومفاهيمه وتلحق أذية كبرى بصورة الإسلام وسمعته وسمعة النبيّ الأعظم (ص).
الثالث : نتائج الثورة الحسينية
بعد عرض أسباب وأهداف الثورة الحسينية تناول الكتاب نتائج تلك الثورة التي استلهمها من أقوال الامام (قدس) ، معتبراً أن الّذي صان الإسلام وأبقاه حيّاً حتّى وصل إلينا هو الإمام الحسين(ع) ، ولولا نهضته البطوليّة لشوّهت صورة الإسلام، إذ أثمرت شهادة سيّد المظلومين وأتباع القرآن في عاشوراء خلود الإسلام وكتبت الحياة الأبديّة للقرآن الكريم.
ومن نتائجها أيضاً حفظ القرآن وجهود النبيّ (ص)، فـ"لو لم تكن عاشوراء ولولا تضحيات آل الرسول لتمكّن طواغيت ذلك العصر من تضييع آثار بعثة النبيّ الأكرم (ص) وجهوده الشاقّة، ولولا عاشوراء لسيطر المنطق الجاهليّ لأمثال
أبي سفيان.
الرابع : عاشوراء حيّة
يلقي الكتاب في هذا الفصل الضوء على البعد الانساني والاجتماعي والسياسي الذي تركته عاشوراء ، فالشواهد التاريخيّة والحاليّة تُثبت بما لا يقبل أدنى جدل أنّ عاشوراء عصية على أن يطويها الزمن فهي حيّة دائماً والإمام الحسين (ع) باق مشرقاً في هذا العالَم رمزاً لكلِّ ثائر حرّ ومعلِّماً لكلِّ
طالب حقٍّ.
وأصبحت عاشوراء شعيرة من الشعائر الدينيّة الّتي سعى الإمام (قدس) دائماً لإحيائها بكلِّ مراسيمها فيقول: "أحيوا ذكرى نهضة كربلاء والاسم المبارك للحسين بن عليّ (ع) فبإحياء ذكراه يحيا الإسلام". محافظاً على إحيائها بصورتها التقليديّة. والخامس تضمن وصايا للخطباء والمعزّين.