الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وتسعة وتسعون - ٠٦ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وتسعة وتسعون - ٠٦ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

انتصار فيلق العقل على الجهل

مجالس العزاء الحسيني.. دورٌ بارز في انتصار الثورة الاسلامية

الوفاق/ وكالات بالنظر لتعاليم الإمام الخميني (قدس)، السياسية والاجتماعية، نجد أنه كان تابعاً لمدرسة الإمام الحسين(ع)، منذ البداية حتى انتصار الثورة الإسلامية، فهو عمل وأكد على ذلك في مجالات شتى، مهتماً بموضوع النهضة على أساس الحق، كواجب ملقى على عاتقه، بهدف إحياء الفرائض والشعائر الدينية، إذ بذل اهتماماً لإقامة مجالس العزاء والرثاء، في محرم وصفر، وكانت المجالس المذكورة أرضية للتعريف بهدف الإسلام النهائي، أي، الإصلاح وفق مباني المدرسة الإسلامية، وقد اكتسب كل رأسماله الاجتماعي، من الاستمرار في إحياء هذه المجالس التي استطاعت التأثير على نمو الأبعاد المعنوية والفردية، وكذلك الميزات الإنسانية الرفيعة، إضافةً إلى علو حياة الإنسان الاجتماعية، وإقامة حكومة صالحة وعادلة. لذلك، فإن أحد العوامل الرئيسية لانتصار الثورة الإسلامية، هو مجالس العزاء الحسيني، والتي شكلت أهم قواعد إشاعة وتبيين الثورة الإسلامية وإفشاء أعمال الحكم البهلوي، وذلك بهدف إحياء القيم الإسلامية، إذ قال سماحته (قدس) في هذا المجال: " نحن شعبٌ نحوّل هذه الدموع، إلى فيضان يجرف كل شيء أمامه".
لذا، فهو رأى أن هذه المجالس هي: " ... مجالس انتصار فيلق العقل على الجهل، العدل على الظلم، الأمانة على الخيانة، والحكم الإسلامي على حكم الطاغوت ." وأن المفاهيم الواردة في هذه المجالس تستطيع تغيير حياة الإنسان، وتعدّه للوقوف بوجه مساوئ وأخطار العصر، وذلك عندما يتحول العزاء من عامل للتخدير والركود، إلى حركة حية، وبدل أن يكون باعث انزواء وتسليم، يتحول إلى مكافحة ظلم وتحقيق عدالة.
الدور الفعلي لمجالس العزاء
تولت الهيئات الدينية بالإضافة إلى الحفاظ على الوظائف التقليدية، بسبب تاريخها الطويل، القيام بمهام جديدة أثناء تشكيل الحركة الإسلامية وانتصار الثورة. من بين هذه المهام، يمكننا ذكر المهام السياسية والثقافية والفنية والاجتماعية. بناءً على هذه المهام، تم تشكيل نوى ثورية داخل الهيئات الدينية وتم تدريب الثوار في الهيئات. في هذه اللجان أُعدت الشعارات والنشرات والأشرطة والصور الثورية ووزعت على الناس. كرمت هذه الهيئات الثوار وأحيت ذكرى الشهداء على شكل جلسات تعليم القرآن والتعاليم الإسلامية، والصلاة، ومراسم العزاء .
عشية المحرم  من العام 1963، توقعت أجهزة النظام الأمنية،  بالنظر إلى استياء علماء الدين من النظام واعماله بإمكانية حدوث أعمال احتجاجية، فقررت اتخاذ إجراءات وتدابير إحترازية للسيطرة على التجمعات وأماكن إقامة العزاء الحسيني. لذلك أصدرت شرطة طهران عدة تعاميم  في سبيل الحد من أنشطة الهيئات الدينية ومجموعات العزاء الحسيني.
من جهةٍ أخرى، أرسل الإمام الخميني(قدس)، برسالة قال فيها بأن "الخطر اليوم على الإسلام لا يقل عن خطر الأمويين"، وطلب من شعراء الأشعار الدينية نقل المصائب الواردة على الإسلام.
في شهر الحداد على الشهداء، نُفذت أوامر الإمام الخميني (قدس) في التجمعات الدينية حتى حلول يوم عاشوراء. وفي يوم العاشر من محرم نظمت وفود "مؤتلفة إسلامي" في طهران مسيرة كبيرة ، وردد الناس شعارات سياسية تنتقد أنشطة النظام البهلوي أثناء الحداد.
نضال ونشاط مجالس العزاء بين 1964-1978
في الأيام الأخيرة من محرم عام 1963م، خرجت مواكب حداد بمشاركة الآلاف من المواطنين في شوارع طهران، ووزعت إعلانات الإمام الخميني(قدس) والمراجع الآخرين على الناس. تم تثبيت صور الإمام (قدس) على الأعلام والصناديق ولأول مرة هتف الناس مؤيدين له. وبعد اعتقاله، احتجت مجموعات وهيئات العزاء على الاعتقال  مرددةً شعارات "الموت أو الخميني" و "الموت للشاه".
عشية المحرم  من العام 1964م، اتخذت أجهزة النظام الأمنية إجراءات مشددة بناءً على تجربة السنة السابقة. فقدموا الرشوة للدعاة، وتولوا إدارة بعض مجالس العزاء الحساسة، وأرسلوا عدداً من المسؤولين النافذين  للمشاركة في مجالس العزاء ، إلا أنها على الرغم من كل إجراءاتها المختلفة  لم تنجح في تغيير التوجه السياسي لمجالس العزاء. فقد كانت المواضيع المشتركة بين المنابر السياسية في هذه الفترة تقوم على مقاربة الأحداث الجارية مع الأحداث التاريخية لبداية الإسلام وتشبيه المسؤولين السياسيين في النظام بالشخصيات المكروهة من التاريخ الشيعي.
 وقد بدأت الموجة التالية من الاحتجاجات لذلك العام بالموافقة على قانون "كابيتولاسيون" وبعد خطاب الإمام الخميني(قدس) القوي احتجاجاً على ذلك، وعلى إثر ذلك قرر النظام اعتقال الإمام الخميني(قدس) ونفيه. مما جعل ذكر اسم الإمام الخميني(قدس) والدعاء من أجل صحته وعودته سالماً أحد أعمدة خطابات الثوار وخطبهم وتلاوتهم في  بدايات ونهايات جميع مجالس العزاء.
ملاحقة "السافاك" للمجالس السياسية
خلال السنوات من 1964 إلى 1978م ، ظهرت مجالس عزاء  ذات توجه سياسي في العديد من مساجد طهران ووجه "السافاك" قضية سياسية لمعظمها. وكانت اجتماعات هذه اللجان تعقد كل أسبوع بطريقة متنقلة في أحد بيوت الأعضاء. في حين راقب السافاك والشرطة أنشطة هذه اللجان وأعدتا تقارير عن عملهما. كانت هيئة "اتفاقيون" إحدى هذه اللجان القديمة في طهران، والتي يعود تاريخ إنشائها إلى ما قبل العشرينيات. شكلت الغاية من تأسيسها إقامة الاحتفالات الدينية وتعليم المعارف الإسلامية. وكانت تعقد اجتماعات مجلس إدارتها أسبوعياً في منازل أحد الأعضاء، كانت منازل معظم الأعضاء تقع حول شوارع خراسان وهفده شهريور وري، وبالتالي تم عقد معظم اجتماعات مجلس الإدارة في تلك المنطقة.أمّا أشهر دعاتها فكانوا الشهيد " فضل الله محلاتي" وسيد "أبو القاسم شجاعي. وقد تم اعتقالهم من قبل ضباط الشرطة لانتقادهم الحكومة وتمجيد الإمام الخميني(قدس).
كذلك كان من هذه المجالس السياسية المجلس الموحد "لأنصار القرآن" . والذي  تحدث في اجتماعاته الأسبوعية كلاً من الشهيد " محلاتي"  و"هاشمي رفسنجاني" و"باهنر "، وكذلك كان هناك وفود أخرى مقيمة للعزاء الحسيني منها وفد "متوسلين بأبي الفضل(ع)"، ووفد "شباب رضويون" ، ووفد "شباب بني هاشم"، ومدرسة "الإمام الحسين (ع)" ، ووفد "متوسلين بإمام الزمان (ع)".
طُرحت في هذه اللجان قضايا مختلفة مثل الفلسفة الحقيقية لانتفاضة الإمام الحسين (ع) ، وفتاوى الإمام الخميني(قدس)، وإجراء مقارنة بين تصرفات النظام البهلوي وتصرفات النظام الأموي، والدعوة للإفراج عن الأسرى، والدعوة إلى الاستقرار، ومحاربة "إسرائيل" وذكر اسم الإمام الخميني(قدس) ومواقفه.
بالإضافة إلى ذلك، لا بد من ذكر الهيئات المتعلقة "بفدائيان إسلام". في عام 1344، كان مسجد المهدية مكاناً للاجتماعات السرية وأنشطة "فدائيان إسلام" . كانت غالباً تعقد تجمعاتهم في مجالس العزاء، خاصة في أشهر المحرم وصفر، وكذلك خلال أنشطة شهر رمضان  المبارك. وقد قبضت السافك على عدد من أعضائها.
نشر النضال وتدريب القوى الثورية أهم أدوار المجالس
في الواقع، لعبت هذه المجالس دوراً مهماً في تعميق وعي المواطنين ونشر النضال وتدريب القوى الثورية. وكان يحضر أنشطتها الفئات العمرية المختلفة من شباب وكبار السن ، وكانت تقام أنشطتهم غالباً في أشهر العزاء الحسيني وشهر رمضان المبارك.  كان عملهم الأساسي، بالإضافة إلى مراسم العزاء ، هو تنظيم المحاضرات وتلاوة وتفسير القرآن، والتي اتّخذت بسهولة طابعاً سياسياً.  أنشطتهم الثورية هذه جعلتهم محط أنظار ومراقبة الشرطة والسافاك الذين كانوا يرفعون دعاوى متكررة  ضدهم.

 

البحث
الأرشيف التاريخي