الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وخمسة وتسعون - ٣٠ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وخمسة وتسعون - ٣٠ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

الشهادة وقيّم الشهداء

الوفاق/ وكالات / لا يختلف إثنان عاقلان على قدسية "الإستشهاد" في سبيل قضية محقة. إنه اختيار يتخطى بمعانيه الوجود الحسي ليسمو في أعلى درجات النبل والإيثار. أصحابه أناس آثروا الشهادة على العيش في ذل وخنوع. اختاروا التضحية سبيلاً لنحيا ونعيش في عز وكرامة. هم أناس آمنوا بقضيتهم فازدادوا عشقاً للفداء بالنفس في سبيلها. لم تردعهم صورة "الموت" عن النضال حتى الرمق الأخير. فجهادهم جزء من ثقافة "حياة" أبدية.
لذلك نرى محاولات استهداف مفهوم الشهادة وقيم الشهداء، وفي هذا السياق يقول السيد حسن نصر الله (حفظه الله): "من يدير الحرب الناعمة ذهب ليبحث عن سرّ القوة لدينا، بعدما عجزوا عن اجتياح أرضنا، لذلك ذهبوا ليجتاحوا عقولنا وأفكارنا وثقافتنا، وهناك وسائل إعلام وفضائيات تعمل على مدى 24 ساعة لتشويه قيم المقاومة والشهادة وكلّ قيمنا، فقط، للقضاء على منظومتنا الفكرية والمقدّسات التي نؤمن بها".
معركة هزيمة الوعي
يقول أحد خبراء الــدراســـــــات الصهيونيــة،"إنّ تفوّق "إسرائيل" يحتاج إلى معركة صبورة استنزافية مديدة السنين، لا ترتكز فقط على كسر القوة العسكرية لقوى المقاومــة، وإنّمــا تسعى أيضاً لتقويــض المراكز التي تتبلور فيها الأفكار، ومنــها تنغــرس في وعي الجمهور. وفي هذا الإطار، يبرز، على وجه الخصوص، دور أجهزة الإعلام والتعليم والمراكز الدينية في بيئة المقاومة، ويبدو أنّه فقط بعد أنْ نُحدث التغيير الجوهريّ والطويل الأجل في أنماط عمل هذه المدارس والجامعات ووسائل الإعلام والمساجد والمؤسّسات الدينيّة يمكن أن نلغي فكرة المقاومة من الوعي
 أو نهزمه".
لذلك سعى الصهاينة إلى تغيير مفاهيم البيئة الحاضنة في سبيل إلغاء فكرة المقاومة وتفريغها من الوعي، وهو ما تمثّل في إلغاء سِيَر الشهداء وقصصهم من الذاكرة  عبر برامج ثقافية وإعلامية بديلة، وعبر العمل على تأمين بدائل للشباب في بيئة المقاومة لمنعهم من اعتناق مفهوم الشهادة والاقتداء بالشهداء، وترويج مقولة "ثقافة الموت وثقافة حبّ الحياة"، أو ترويج بعض المنظّمات غير الحكومية والمموّلة من السفارات الغربية لمفاهيم جديدة حول "الجهاد والشهادة والشهداء" في محاولة لتفريغهما من الداخل، عبر نشر تأويلات تفسيرية لمفهوم الجهاد والشهادة، لضربهما بطريقة ناعمة وربطهما بـ"الإرهاب والعنف"، فضلاً عن صناعة داعش لحرف الجهاد والشهادة عن أساسهما الصحيح.
شهداؤنا سرُّ قوّتنا
 يمكننا القول، بصورة لا تقبل الشك، إنّ مفهوم الشهادة "وقيم الشهداء ووصاياهم وقصصهم وأثرهم الطيب والمبارك من أهمّ أسرار القوة الناعمة لحزب الله"، وهي معطيات بقيت، رغم محاولات لعقود من البحث، عصيّة على التحليل التقنيّ والطبقيّ والبحثيّ والاستخباراتيّ الأميركيّ والصهيوني، رغم توفّر البيانات والأرقام، وهي عدّة الشغل البحثية، أمام الجميع، فحزب الله ينشر وصايا شهدائه وبياناتهم ويفتخر بهذا النشر ويعتبره من المصادر المهمة لبقائه، وهو ما لن تنفع معه استراتيجيات الحرب الناعمة، فجذور ذلك تضرب عمقاً في التاريخ إلى مدرسة عاشوراء وملحمة كربلاء العظيمة.

البحث
الأرشيف التاريخي