الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وخمسة وتسعون - ٣٠ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وخمسة وتسعون - ٣٠ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

كتاب «الدعاية الإسرائيلية : قراءة في القوة الناعمة»

الوفاق/ وكالات
يتناول هذا الكتاب الصادر عن مركز رؤية للتنمية السياسية المتخصص بالشؤون السياسية الدولية والفلسطينية خاصّة، الدعاية الصهيونية ودورها المترافق مع تأسيس الكيان الصهيوني، والتي تمثلت في البدايات أثناء الإنتداب البريطاني لفلسطين بالصحافة المكتوبة والإذاعات السرية ومن ثمّ السينما التي كان لها تأثيراً كبيراً في قيام ودعم هذا الكيان.
لقد كانت الدعاية وشرح وتبرير الأعمال التي قامت بها عصابات الاحتلال في فترة نشوء الكيان المؤقت إلى يومنا هذا، أحد اختصاصات وزارة الخارجية الصهيونية ومكتب رئيس حكومة الكيان وجيشها لكسب الرأي العام، وأضاءت الدراسة أيضاً على المفهوم الحديث للدبلوماسية الرقمية ومن أهم مظاهرها مواقع الإنترنت وحسابات التواصل، والتي تديرها وزارة الخارجية الإسرائيلية وأشهرها موقع "إسرائيل بتتكلم عربي"، وحساب الناطق الإعلامي باسم جيش الاحتلال "أفيخاي أدرعي". وتشتمل الدبلوماسية الرقمية على 800 قناة وتغطّي 50 لغة، ومن يتولّى مسؤولية فريق الدبلوماسية كوادر تجيد اللغة العربية بطلاقة وتعرف العادات والتقاليد العربية.
كذلك تتناول الدراسة ما اشتهر على تسميته "الهاسبراه" ومعناها الشرح والتبرير والترويج منذ إرهاصات إنشاء كيان الاحتلال، وتطبيقاتها الحديثة اليوم التي تعتمدها الدعاية الصهيونية، شبكة النتفليكس والقوائم الدلالية لبث "الحقائق" و "القيم" التي يجب تروجيها عن كيان الاحتلال، مثل السّعي "الإسرائيلي" لتأمين الرفاهية للشعبين اليهودي والعربي في "إسرائيل"، والأدوات المستخدمة لذلك والحملات الدعائيّة وحملات العلاقات العامة وبرامج "الهاسبرا" التفصيلية الإجرائية و"مشروع إسرائيل" الدعائي في التوجه ومخاطبة الرأي العام والخطط التفصيلية بهذا الشأن، كما أنّ ذلك سمح للكيان المؤقت بأن يقيم علاقات ثنائية قائمة على الجذب من الناحية التكنولوجية، كما علاقاته مع دول في أمريكا اللاتينية، بعيداً عن قضية الصراع السياسي في الشرق الأوسط، وذلك بفضل الدعاية لصورة "إسرائيل" المتفوقة تكنولوجيا ...
وتتناول الدراسة الحديثة أيضاً مرتكزات الدعاية "الإسرائيلية" وملخصها أنّ قيام "إسرائيل" هي دعوة دينية، وضرورة لِلَم شتات اليهود في العالم بعد الإضطهاد الذي لحق بهم، وأنّ "إسرائيل" حقيقية تاريخية التي كانت قائمة في أرض فلسطين فقدت إستقلالها وجاء إعلان قيامها عام 1948 بعد حرب استقلال خاضتها، وغيرها من الشعارات ...
وعالجت هذه الدراسة أيضاً الدعاية "الإسرائيلية" ضدّ الفلسطينيين والعرب الناطقين بالعربية والأساليب التي تغيرت وفق أربع مراحل أشارت إليها الدراسة، وكان من نتائجها إنشاء صوت "إسرائيل" باللغة العربية وتلفزيون "إسرائيل" بالعربي بعد حرب عام 1956، واستخدم الخبراء النفسيين للتوجه إلى الجمهور العربي، وتركيز مقولة أنّ جيش الرب لا يهزم حتّى ولو كان قليلاً بهدف التأثير على المعنويات وإيقاع الشقاق في صفوف الخصوم، وترسيخ الصورة النمطية عن الفلسطينيين وعن "جيش الدفاع الإسرائيلي" الذي لا يقهر.
وعرّجت الدراسة إلى وسائل الإعلام "الصهيونية" المرئية والمسموعة والمكتوبة وقدرتها الدعائية على الجانب الفلسطيني، وأضاءت على وسائط التواصل الاجتماعي والصفحات الإلكترونية وخصائصها الدعائيّة مثل "المركزية" و "التخصص" و "الهجوم" و "المرونة" و "التوقيت"، واستعرضت بالشرح بعض منها مثل صفحة "المنسق" الصهيونية الإلكترونية ونجاحاتها في الدعاية وتحسين صورة الاحتلال لدى الرأي العام الفلسطيني والأجنبي، وصفحات إلكترونية أخرى عالجت الدراسة محتوياتها وخطاباتها تجاه الفلسطينيين، مقدّرة أنّ المشرفين على شبكات التواصل فريق من 75 مشرف وموظّف يديرون 350 قناة رقمية و20 موقعا إلكترونيا بسبع لغات عالمية.
وأوضحت الدراسة في تناولها مسألة الترجمة من العبرية إلى العربية أنّه بعدما جرى التصدي لعملية الترجمة في القرون الخمسة الماضية من مراكز أبحاث جادة ومهنية تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وأخرى قريبة من سوريا ومصر، بهدف محدد هو معرفة المجتمع الصهيوني والتعمق فيه، تشهد هذه الحركة راهناً فوضى وتفتقد لتحديد الغايات وأصبحت الترجمة تستهدف الأخبار التي تبثها وسائل الإعلام "الصهيونية" اليومية الأمنية والسياسية وغيرها السريعة والتي تتناول الشأنين "الصهيوني" والفلسطيني مع ما قد تحتويه من دعاية مبطنة وموجهة، خاصة وأننا نشهد هذه الأيام اختراقات الدعاية "الصهيونية" بشأن التطبيع مع بعض الأنظمة العربية ومخاطر التوقف عن النظر على أنّ "دولة الكيان الصهيوني" عدو وخطر يهدد أمنها القومي.
بالإجمال، ورد في الدراسة أنّ الكيان الذي ليس له عمق حضاري عوّض عن ذلك باستخدامه الدعاية ونجح باستخدامها لوجود خطط ممنهجة وآليات دقيقة تحكم استخدامات القوة الناعمة، واستفادة قصوى من التقدم التكنولوجي والدبلوماسية النشطة والمزاوجة بينهما، كما تشير الدراسة إلى قلّة الدراسات العربية والأجنبية التي تتناول هذا الجانب من المتابعة لكيان العدو المؤقت، فيما برع الباحثون في الاستقصاء ومتابعة الدعاية الصهيونية في الماضي والحاضر والمراحل التي مرّت بها وأنواعها وتبويبها وتحليلها، بشكل يثير الإعجاب.

 

البحث
الأرشيف التاريخي